بقلم: الأستاذ أحمد إسماعيل سعود
ثوريون سوريون يغبطون المقدسيين على عدو أقل توحشا ولا شك..
لكنني أدعوهم لتفعيل (ما بأنفسهم) أكثر من التعلّق بمشجب كيد العدوّ ومكره! (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً).
تعالوا أعدّد لكم جوانب من الصبر والتقوى اللذين أوصلا أهل بيت المقدس لهدفهم، ولمّا نصل بعد:
١- كانوا يدا واحدة خلف مرجعياتهم الدينية والثورية والسياسية، لم تبدّدهم التنسيقيات والفصائل والمنصّات!
٢- كان مفتوهم الشرعيون حكماء مشهودا لهم، من أنفسهم، وليسوا أغرارا مقنّعين مستوردين!
٣- لم تظهر حول الأقصى راية لفصيل أو دولة داعمة، خلا راية فلسطين.
٤- لم يسمحوا لدعاة دولة الخرافة بالتغلغل في صفوفهم الثورية، مع أن القدس معقل من معاقل حزب التحرير!
٥- لم يسودوا حيطانهم بسواد الشعارات الغبية التي تحارب قيم المدنية والحضارة، ثم تدعو لما تتوهمه شريعة!
٦- أصروا على عدم التنازل عن هدف واقعي، ولم يتزحزحوا عنه شبرا، ورفضوا دخول المسجد من بوابات الاحتلال، أو حتى القبول بنصب كاميرات الاحتيال والإذلال.
٧- بقي للمرأة والطفل والمسنّ دورهم جنبا إلى جنب الشباب المرابطين في تحقيق الصمود.
٨- وحدة الخطاب الإعلامي الوطني غير المؤدلج.
٩- مع خذلان كل المحيط الإقليمي والدولي لم أسمع طوال الأسبوعين كلمة نابية تلعن روح جار قريب، أو صديق بعيد، مع توفر مبررات هذا الموقف الساخط من الخذلان والتطنيش!
١٠- اللحمة الوطنية التي تجمع المسيحي إلى المسلم في مشهد مهيب، دون عبارات تثير الضغائن والفتن، وتروّج لنواقض الإسلام العشرة والملابس الأفغانية الداعشية!
نعم إسرائيل ليست بشارا، ولكن أهل بيت المقدس أيضا لم يستخفهم الصهاينة ويجرّوهم لمربع يحسنون التعامل معه، كما يفعل بشار والعبادي مع من يمدّونهما من محاربيهما بأسباب الظفر، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!