وإذا خاصم فجر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر» رواه البخاري ومسلم
قال أهل العلم: والفجور في المخاصمة: عدم الوقوف فيها عند حدود الحق، والاسترسال في العداء، والافتراء، والاتهام جزافا دون تحقق ولا تثبت. نعوذ بالله من هذه الصفات.
– – – – – –
بقلم: الشيخ أبو معاذ زيتون
عن عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ رضيَ اللهُ عنهما، أنّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «أربعٌ مَن كُنَّ فيه كان مُنافِقًا خالِصًا، ومَن كانت فيه خَصلة مِنهُنَّ كانت فيه خَصلةٌ مِن النِّفاق حتى يدَعها، إذا اؤتمِن خان، وإذا حدَّث كذَب، وإذا عاهدَ غدَر، وإذا خاصمَ فجَر» رواه البخاري ومسلم.
المعنى: المنافقُون هم أقبحُ وأخطرُ عدوٍّ واجهَ المسلمينَ على مرِّ العصورِ، لأنّهم يعيشونَ بلا أيّ مبدأٍ، تنظرُ إليهم فتحسَبُهم مسلمينَ، وتعاملُهم فتجدُهم على خلافِ تعاليم الإسلامِ.
وقد جمعَ النّبي صلّى الله عليه وسلّم أبرزَ صفاتِهم القبيحةِ في هذا الحديثِ ليُحذّرَنا من الوقوعِ فيها، وأخبرَنا صلّى الله عليه وسلم، أنّ من اتّصفَ بها مجتمعةً، فقد شابَهَ المنافقينَ من كلِّ وجهٍ حتّى كأنّه واحدٌ منهم وفيهم.
ومن اتصف بواحدةٍ منها فقد شابَهَ المنافقين بهذا الوجه حتّى يتخلّى عن هذه الصّفةِ الذميمةِ ويُقلعَ عنها، وهذه الصفاتُ هي:
١- أن نخونَ من استئمَنَنا على مالٍ أو متاعٍ أو على سرٍّ أو معلومةٍ أو أيّ أمرٍ.
٢- أن نُحدّثَ أحداً بحديثِ ونحنُ نعلمُ أنّنا نكذِبُ عليه وهو يصدّقُنا.
٣- أن نغدِرَ بمن أعطيناهُ عهداً بشيءٍ ولو كان كافراً، بل حتى حينَ تنتفي المصلحةُ من العهدِ مع الكفار ويصبحُ هذا العهدُ جالباً للمفسدةِ، فعلينا أن نعلمَهم مسبقاً أنّ العهد الذي بينَنا وبينَهم قد انتهى، لِيكونَ بإمكانِهِم أن يحذروا منّا ويدافعوا عن أنفسهم.
٤- أن نفجُرَ في الخصومةِ عند التّقاضي و التّحاكم، فندّعي على الخصمِ فوقَ ما لَنا من حقٍّ، أو ننكرَ شيئاً ممّا له علينا من حقوقٍ لنمنعَهُ حقّه، أو نسُبَّ الخصمَ ونطعنَ في عرضِه وأهلِه وهم لا علاقة لهم بالخصومة أصلاً، أو أن نصف الناس بما ليس فيهم لمجرد أننا اختلفنا معهم في الرأي أو الموقف، قال تعالى: ” وَلَا يَجرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَومٍ عَلَى ألَّا تَعدِلُوا اعدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقوَى”.
طريقة مقترحة للتطبيق:
أخي وأختي: هذه الخلال قبيحةٌ بالفطرة والشّرع، وكثيرٌ منّا للأسفِ يستهترُ بها ويستخفُّ، وفي نفسِ الوقت الله يكرهُ المنافقين ويذمّهم، فكيفَ يستقيمُ أن نبغضَ قوماً ونحن نتشبّهُ بهم؟!
ومعالجةُ هذه الأمورِ تحتاجُ منّا إلى نباهةٍ ومجاهدةٍ للنفسِ حتى لا نصطبغَ بها وتصبحَ طبعاً ملازماً لنا، ثم نورّثُها لأبنائِنا الذين يأخذونَ عاداتهم منّا في الغالبِ، وبذلك يستمرُّ علينا الإثمُ حتى بعد موتِنا… نسأل الله أن يعصمنا وإياكم من سيء الخصال والفعال.