القناعة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله» متفق عليه وهذا لفظ مسلم
– – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
قال رسول الله ﷺ: “انظُرُوا إلى مَن هو أسفَلَ مِنكُمْ، ولا تَنظروا إلى مَن هُو فوقكُم؛ فهُو أجدَرُ أن لا تَزْدَروا نِعمةَ اللهِ عَلَيكُمْ” متفَقٌ عَلَيهِ، وهذا لفظ مُسلمٍ. وفي رواية البخاري: “إذا نَظَر أحدُكُم إلى مَن فُضِّلَ عليه في المالِ والخَلقِ، فليَنظُر إلى مَن هُوَ أسفَلَ مِنهُ”.
المعنى: الإنسان بطبعِهِ شديدُ الحبِّ للمالِ والمتاعِ وللصحّةِ والعافية، وهو دائمُ التطلُّعِ إلى جمعِ النّعمِ وتحصيلِ المنافعِ. واللهُ تعالى لحكمتِهِ لم يجعلِ النّاسَ سواءً بل فضّلَ بعضَهم على بعضٍ في الرّزق والعافية وسائر النّعم.
وكثيراً ما يأتي الشّيطانُ إلى أحدِنا فيُغريهِ بالنّظرِ إلى ما عندَ فلانٍ وفلانٍ، ويزهّدُهُ بما بينَ يديهِ من النّعمِ، ويجعلُهُ يستقلُّها ويتحسّرُ ويستشعرُ النقصَ والحرمانَ، ويُكثِرُ التّبرّمَ والتّشكّي.
فجاءنا الهادي الحبيبُ ﷺ بهذا العلاجِ النّافعِ والدّواءِ النّاجع، وهو أن ينظرَ أحدُنا حينَ يستقلُّ النّعمَ إلى حالِ مَن فضّلَهُ الله عليهم من العبادِ، ليرى كم هو محظوظٌ بالنّسبةِ إليهم، وكم هو غارقٌ في نعمٍ عظيمةٍ قد سُلبتْ من غيره.
طريقةٌ مقترحةٌ للتطبيقِ:
أخي وأختي: مَن كانَ منّا قليلَ المالِ فلينظر إلى المعدومِ المحرومِ، ومَن كان منّا محرومًا من المالِ لكنّه معافى البدنِ فلينظر إلى من ابتُليَ بفقدان المالِ والعافية معًا، ومن ابتليَ منّا بفقد المالِ والعافيةِ لكنّه آمنٌ في بيتِهِ، فلينظر إلى من حُرِمَ نعمةَ الأمنِ والأمانِ وهكذا…
فإنّنا ما شَعَرنا يوماً بالقلّةِ في أمرٍ من أمورِ الدُّنيا فعمِلنا بهذهِ الوصيّةِ النّبويّةِ، إلّا وَجَدنا أنفسَنا خيرًا من ملايينِ البشر، وَوَجدنا الملايينَ ممّن يتمنّى أن يصلَ إلى عُشرِ ما نحنُ فيه من النّعمِ التي نزدريها، فنشعر حينها بالسعادة النفسية والعبرة بها لا بكثرة ما عندنا، فما نفع الكثير إن لم يُسعِد.