بقلم: د. مرهف سقا
📌 من مقاصد إنزال #القرآن أن يتدبره المسلمون ويعتبروا به، قال تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)[سورة ص 29].
📌 و #تدبر المسلم للقرآن ومحاولة فهمه له لا يدخل في الاستنباط الذي يُشرِّعُ للناس ويبين لهم الأحكام.
📌 لأن #الاستنباط الشرعي يكون لأهل العلم الذي ملكوا أدواته وحازوا علومه، فمن تصدر لذلك وصار يعطي الأحكام ويقرر للناس تفسير القرآن دون أن يتأسس ويتعلم ويمتلك أدوات المفسر ويحوز علومه فإنه يفتري على الله الكذب وقد جاء في الحديث (من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار) أخرجه التِّرْمِذِيّ.
📌 فمهمة الاستنباط التي جعلها القرآن مرجعا ومفزعا وحجة للناس في النوازل والأحكام هي لله ورسوله وورثة الأنبياء من أهل العلم
ولذلك قال تعالى بعدما أمر المسلمين أمرا عاما بالتدبر : (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) [سورة النساء 83].
فأولي الأمر في هذه الآية هم #العلماء لأنهم أهل الاستنباط، وقد أناط الله بهم أمانة البيان والاستدلال والاستنباط.
📌 فكونك تتدبر كتاب الله وتفهم منه أشياء فإن هذا لا يعني تفسيرا لكتاب الله ولا يجوز لك أن تصدره كذلك بدعوى حرية الرأي والتجديد في الفهم… فأسس الاستنباط متينة دقيقة جزلة تحتاج فحول الرجال وصبرا طويلاً وعقلا عبقريا، أما التدبر فتكليف عام يشترك فيه الجميع بأن يُعمِل المسلم عقله في كتاب الله.
📌 ولابُدَّ للمتدبر من العودة لكتب #التفسير ولو في المفردات حتى يستقيم تدبره…