#خطبة_الجمعة
#الشيخ_محمد_أبو_النصر
شهر شعبان وفضائله
التاريخ: 1/ شعبان/1438هـ
الموافق: 28/ نيسان/2017م
🕌 أحد مساجد ريف حلب المحرر
⏱ المدة: 8 دقيقة
🔴الأفكار الرئيسة في الخطبة الأولى:
1⃣ وداع رجب واستقبال شعبان
2⃣ حال النبي والصحابة في شعبان
3⃣ أحاديث في فضائل شعبان
4⃣ شعبان كالمقدمة لرمضان
5⃣ لزوم قضاء الفائت من رمضان الماضي قبل قدوم رمضان القادم
لتحميل الخطبة كتابيا بصيغة PDF
* ملاحظة: ما بين معكوفتين [ ] فهو شرح مُدرج في سياق ذِكرِ الدليل.
الخطبة
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلامًا على عبده الذي اصطفى، عباد الله خير الوصايا وصيّةُ ربِّ البَرايا:
(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء:131]. فاتقوا الله عباد الله، فبتقوى الله العِصمة من الفِتن، والسلامة من المِحَن، واعلموا عباد الله أن في تقلُّبِ الليل والنهار عبرة لأولي النُّهى والأبصار، فالأيامُ تمر كلمح البصر، وبغروب شمس البارحة ودَّعنا شهرَ رجبَ الحرام، ليُهِلَّ علينا هلال شعبان، وما أدراك ما شعبان؟! وما أدراك فضائل شعبان!؟ وكيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحب الكرام يستثمرون أوقات شعبان المباركة؟
فعن أسامة بن زيد – رضي الله عنهما- قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهرٍ من الشهورِ ما تصوم من شعبان؟ فقال – صلى الله عليه وسلم-: (ذاك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين، وأحِب أن يُرفعَ عملي وأنا صائم) (مسند أحمد وسُنن النسائي، وحسَّنه الألباني)
شهرٌ بين رجب المحرَّم وبين رمضان شهر الصيام، لهذا يغفل عن فضله كثيرٌ من الناس، بل إنَّ كثيرًا من الناس يظنُّونَ أن الصيام في رجبَ أفضلَ من الصيام في شعبان لأنَّ رجبَ شهرٌ من الأشهرِ الحُرم!!
وهذا مخالفٌ لما ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم- فعن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها وعن أبيها – تقول: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان ” أخرجه البخاري ومسلم.
ولمَّا كان شعبان كالمقدمة لرمضان فقد شرع فيه ما يشرع في رمضان من كثرة الصيام وكثرة قراءة القران، ليحصل التأهبُّ والاستعداد ولتتروض النفوس على طاعة الرحمن في رمضان، ولذلك فإن السلف الصالح كانوا يجدّون في شعبان، ليتهيؤوا فيه لرمضان. وكان يقول قائلهم: “شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع”.
وهنا لابدَّ من أن نذكِّر بأمرٍ مهم وجب أن تتنبَّهوا عليه، وأن تذكِّروا به نساءكم في البيوت، وهو ضرورة قضاء ما فات من رمضان الماضي قبل مجيء شهر رمضان القابِل،
من كانصاحب عُذرٍ لمرضٍ أو سفرٍ أو جهادٍ … من كانت صاحبةَ عُذرٍ من حيضٍ أو نفاسٍ … أو غير ذلك، فلا بدَّ من القضاء إن لم يكن هنالك مانعٌ يمنعه …. فقد اتفق الأئمة على أنه يجب على من أفطر أياماً من رمضان أن يقضي تلك الأيام قبل مجيء رمضان التالي، واستدلوا على ذلك بما رواه البخاري ومسلم عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت : (كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلا فِي شَعْبَانَ، وَذَلِكَ لِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [أي لتنبيه النبيّ ولتوجيهه لضرورة القضاء قبل مجيء رمضان] قال الحافظ ابن حجَر: “يُؤْخَذ مِنْ حِرْصهَا عَلَى ذَلِكَ فِي شَعْبَان أَنَّهُ لا يَجُوز تَأْخِير الْقَضَاء حَتَّى يَدْخُلَ رَمَضَان آخَرُ” اهـ
ولهذا فقد كان كثيرٌ من الصحابة يرون أنَّ على من أفطر من رمضان وأخَّر قضاء ما عليه حتى دخل رمضان التالي، من غيرِ عُذرٍ شرعيٍّ لهذا التأخير، فعليه القضاء مع إطعام مسكينٍ عن كلِّ يوم، وهذا مذهب الشافعي ومالكٍ وأحمد، وخالف في موضوع الإطعامِ السادة الحنفيَّة وبعض المحدِّثين.
وخلاصة الأمر أيها السادة: فلنذكر أنفسنا ولنذكر نساءنا في البيوت من أفطر في رمضان الماضي لحيض أو نفاس فلنذكرهنَّ بقضاء ما فاتهنَّ في شعبان قبل أن يدخل رمضان، إذ أنَّ من أخَّر قضاء ما عليه لغير عُذرٍ مانعٍ من القضاء حتى دخل رمضان التالي فقد أذنبَ وأسرف في حقِّ نفسه، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم، في أنفسنا وأسرنا ومجتمعنا من الذين آمنوا وتواصوّا بالحقِّ وتواصوا بالصبر … (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) …
إني داعٍ فأمِّنوا