تجمع دعاة الشام الكلمة الطيبة والعمل الصالح
📌 الإلحاد ظاهرة منتشرة للأسف حديثا بين شبابنا المسلمين، وأعتقد أنها ستزداد في قادم الأيام ما لم يتدارك الأمر أهل العلم والذكر.
📌 ومن الإلحاد ما هو نظري، ومنه ما هو عملي أي أن صاحبه يعترف بوجود الله بلسانه، لكنه ملحد عمليا يعيش حياته بالطول والعرض وكأن الله الخالق المحاسب غير موجود!
ويكون هذا الشاب غير مكترث بأطروحات العلماء وأقوالهم فلا تنفذ آراؤهم الى عقله أو قلبه…
وهذا النوع أكثر انتشارا في أيامنا من الإلحاد النظري الصريح ولكنه غالبا يؤدي إليه.
📌 ما لا يتفطن له الكثير أن الإلحاد غالبا إن لم يكن دائما هو حالة نفسية نتيجة ظروف محيطة معينة يعقبها تبني صاحبها لعقيدة الإلحاد وليست عقيدة فكرية ابتداء.
ومعلوم أن ظاهرة الإلحاد أول ما ظهرت في أوروبا خاصة في القرنين الأخيرين.
☝️ ولو أننا عدنا للأحوال التي كانت سائدة في أوروبا والتي دفعت أهلها للإلحاد لفهمنا كثيرا أسباب إلحاد شبابنا.
📌 من أهم الأسباب التي أدت إلى الإلحاد في أوروبا :
1⃣ تحالف النظم السياسية المستبدة مع المؤسسات الدينية ، حيث كان الدين فيها عونا للطواغيت وسببا لبقاء عروشهم.
وعندما ارتبط الدين بالظلم كرهه الناس وتركوه….هل تذكرت شيئا!
2⃣ محاربة رجال الدين للعلم فكان يتم التعامل مع كل ما هو جديد على أنه مرفوض ابتداء وكذلك كان يدعي رجال الدين أنه: (لا علم إلا في الكتاب المقدس).
أما بقية العلوم الأخرى فهي هرطقة وزندقة ينبذ أصحابها ويحاربون.
استطاع العلماء في تلك الفترة أن يحققوا كشوفات كبيرة لم تستطع عقول رجال الدين الصغيرة أن تستوعبها.
الجفاء بين العلم والدين في زمن يزداد العلم فيه قوة يوما بعد يوم ويثبت كفاءته أدى إلى الإلحاد….هل تذكرت شيئا!
3⃣ الاختلاف في الدين وظهور مذاهب قوية كل يدعي الحق فيه ويكفر الطرف الآخر…أعني الكاثوليك والبروتستانت.
فلم يبقى رجال الدين أنفسهم متفقين على الدين مما شجع الناس على ترك الدين كله….وبرأيي هذا هو أضعف الأسباب لكن قواه كثيرا السبب التالي.
4⃣ لم يتوقف أمر الخلاف بين المذاهب الدينية على الخلاف الفكري بل أغرق أوروبا في حروب دينية دامية كارثية منها حرب الثلاثين عاما التي قتلت الملايين من أهل أوروبا حتى أن بعض الدول قتل من سكانها ثلثهم وبعضها نصفهم وبعضها ثلثاهم!
وكل ذلك باسم الدين!
وفي تصور الناس كل ذلك بسبب الدين مما دفعهم للإلحاد …. هل تذكرت شيئا؟!
…..
⚠️ أزعم أن الأسباب جميعها التي دفعت أهل أوروبا إلى الإلحاد حاضرة اليوم بقوة في أمة الإسلام.
🔥 حيث ترى تحالفا قويا مخزيا بين العلماء و الطواغيت.
🔥 وترى بعد العلماء عن العلوم الحديثة حيث يغلب على معظمهم الجهل بها والخوف منها وحصر العلم بالعلم الشرعي فقط.
🔥 أما الخلافات المذهبية وتكفير كل فريق لغيره فهذا لا يحتاج إلى إشارة، أما الاقتتال بين أبناء المذاهب والمناهج فهذا يحصل على مدار الساعة وكله باسم الدين ….القاتل يكبر والمقتول ينطق بالشهادة.
……………………….
💥 الحل واضح جداً من التشخيص…
نحتاج إلى ظهور علماء متصالحين مع الحق، والعلم، والحياة، وإلى خطاب راق يليق بديننا العظيم.
