بين الشريعة وتطبيق الشريعة
فرق كبير بين (الشريعة) وبين (تطبيق) الشريعة.
فالشريعة: عبارة عن معطى إلهي منزل مستمد من الوحي، ومتمثل في المحكمات والقطعيات والكليات الشرعية.
أما (التطبيق) فهو فعل بشري اجتهادي تاريخي لذلك المعطى الإلهي.
فالتطبيق ليس دينا بالضرورة بل قد يكون مخالفا للدين، وقد يكون مفسدا لغايات التشريع ومناقضا لمقاصده.
وهذا يعني أن (تطبيق الشريعة) قد يكون معارضا لـ(الشريعة) ذاتها .
وبالتالي فنقد ذلك التطبيق ورفضه وإنكاره لا يلزم منه إنكار ورفض (الشريعة) في نفسها، فالتطبيق محكوم بمبادئ وكليات ومقاصد (التشريع). وليس كل تطبيق هو موافق لمقاصد الشريعة.
يقول ابن القيم في هذا المعنى { وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أميره بريدة أن ينزل عدوه إذا حاصرهم على حكم الله ، وقال : فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا ، ولكن أنزلهم على حكمك وحكم أصحابك } [صحيح مسلم]
فتأمل كيف فرق بين حكم الله وحكم الأمير المجتهد ، ونهى أن يسمى حكم المجتهدين حكم الله . [إعلام الموقعين الجزء الاول]