العشر الأواخر بين نصر وهزيمة

الحمد لله مُعِزِّ الإسلام بنصره، ومذلِّ الكفرِ بقهره ومصرِّف الأمور بأمره، ومُديم النِّعمِ بشكره ومستدرج الكفار بمكرِه. الذي قدَّر الأيام دُولًا بعدله، وجعل العاقبة للمتقين بفضله، وأظهر دينه على الدين كُلِّه.

القاهرُ فوق عبادهِ فلا يُمانع، والظاهر عليهم فلا يُنازع، والآمرُ بما يشاء فلا يُراجع، والحاكِم بما يريد فلا يدافع، أحمَدُه جلَّت قدرته وعزّ سلطانه وأعوذ به مما أحاط به علمه وأحصاه كتابه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، شهادة من طهَّر بالتوحيد قلبه، وأرضى به ربَّه، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله رافِعُ الشكِّ وداحِضُ الشرك بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمّة وكشف الله به الغُمّة، وأقام في الناس كلمة التوحيد من آمن بها وعمل بمُقتضاها فقد أفلح وفاز فوزاً عظيماً، فصلوات ربِّي وسلامه عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغُرِّ المحجَّلين الميامين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين أمّا بعد:

عباد الله: ها قد مضى ثلثا شهر رمضان شهر البركة والإحسان، ها قد مضى ولم يبق منه إلا عشرهُ الأواخر تلك العشر التي روى فيها البخاري ومسلم عن أمُّ المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها قالت: (كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ، أحْيَا اللَّيْلَ، وَأيْقَظَ أهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئزَرَ) وشد المئزر كناية عن تفرغه معظم ليله للعبادة والقرب من الله سبحانه. وعنها – رضي الله عنها – فيما رواه مسلم، قالت : كَانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ في رَمَضَانَ مَا لاَ يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ، وَفِي العَشْرِ الأوَاخِرِ مِنْهُ مَا لا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى التأكد من إيقاظ أهله أكثر ما يتحرى في عشر رمضان الأواخر كي لا يفوتهم هذا الأجر العظيم وهذا الخير العميم، وقد ذكر العلماء أن الحائض والنفساء لا تفوت عليها فضل الذكر والدعاء في هذه الليالي الفضيلة.

كيف لا؟ فهي أيام خير وبركة وهي أيام لطف ورحمة بالمؤمنين وهي أيام استجابة للدعاء وفيها ليلة مباركة أنزل فيها القرآن الكريم جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا تكرّم الله بها على أمّة محمد لقصر أعمارهم فجعلها خيرًا من ألف شهر فقال سبحانه: ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ…. [ليلة الشأن العظيم] (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5))

فهي ليلة سلام وخير وبركة يكثر فيها نزول الملائكة بالخير على المسلمين المؤمنين
ومما جاء في فضل الاجتهاد فيها عن أَبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ.

وقد روى ابن ماجه وصح عنه وأحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَأُنْسِيتُهَا أَوْ قَالَ فَنَسِيتُهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي الْوَتْرِ) وما ذاك إلّا ليبذل المسلمون مزيد جهد ولينالوا مزيد فضلٍ بتحريها مجتهدين في العشر الأواخر كاملة فعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : كَانَ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ، ويقول : (تَحرَّوا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأواخرِ منْ رَمَضانَ) والحديث متفقٌ عَلَيْهِ.

وروى البخاري عنها رضي الله عنها: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوَتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ) -أي في الليالي الفردية- وعنها، قالت: قُلْتُ: يَا رسول الله، أرَأيْتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ لَيلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أقُولُ فِيهَا ؟ قَالَ: (( قُولِي: اللَّهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنّي)) رواه الترمذي، وقال: (( حديث حسن صحيح ))

ولمن لا تعينه همته على كثرة الاجتهاد فله أن يحصل العظيم من ثواب الليلة المباركة بصلاة العشاء في جماعة وبالعزم على صلاة الفجر في جماعة وذلك للحديث الذي رواه الإمام مسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول : «مَنْ صَلَّى العِشاء في جماعة فكأنَّما قام نِصْفَ الليل ، ومن صلَّى الصبحَ في جماعة فكأنَّما صلَّى الليلَ كُلَّهُ»

اللهم أعنا فيما بقي من عمرنا على الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان إنك
أنت السميع القريب المجيب الحنّان المنّان
اللهم لا تدعنا في غمرة ولا تأخذنا على غرّة واغفر لنا وللمسلمين
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلامًا على عبده الذي اصطفى:
أمّا بعد ونحن قد غدونا في العشر الأخيرة المباركة من شهر رمضان شهر العزة شهر الجهاد في سبيل الله شهر الفتح والانتصار. رمضان بدر الكبرى ورمضان فتح مكّة رمضان بلاط الشهداء، رمضان فتح عمورية، رمضان عين جالوت … وغيرها الكثير من معارك العزة والكرامة في معرض هذا الحديث يطالعنا جهل الجاهلين ونفاق المنافقين وإرجاف المُرجفين الذين يشيعون بين الناس الخذلان بقولهم: ما بال جهادكم وانتصاراتكم تتراجع في رمضانكم هذا؟ وكأنكم لا تقاتلون على الحق لو كنتم على الحق لنصرتم في رمضان ولما تأخر عليكم النصر، وينسى أولئك الجهلة ويتغافل أولئك المرجفون عن سنّة الله في النصر فللنصر شروط لابد من تحققها ولو قرأنا التاريخ لعلمنا أن المسلمين على ما حصل لهم من انتصارات عظيمة في هذا الشهر كانت تمر بهم سنون ورمضانات وهم في حالة ضعف وانكسار حتى يستجمعوا شروط النصر والتمكين فينصرهم الله تعالى.

فرنسا احتلت بلدنا قرابة ثلاثة عقود من السنين فهل هذا يعني أن الفرنسيين كانوا على الحق!؟
ومن قبل أولئك كان الصليبيون والمغول قد اجتاحوا بلاد المسلمين سنين طويلة فهل يعني أن كل أولئك كانوا على الحق والخير والهدى!؟ حتى يأتي الجهلة فيقولوا لناس لو كنتم على الحق لانتصرتم في رمضان!

وينسى أولئك أن للنصر حدودا وشروطا لا يتحقق إلّا بها لعلّ أولها قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)
فلا يكفي صيام الصائمين ولا قيام القائمين لتحقيق النصر على الكفرة والمجرمين، فكيف بنا وقد حصل التقصير في الصيام والقيام، فعلام ننتظر النصر من الله رب العالمين؟

لهذا إخوة الإيمان أحببت أن أذكر نفسي وإياكم اليوم بواقعتين عظيمتين في تاريخ الإسلام حصلتا في رمضان كتب في أولاهما هزيمة منكرة شنيعة لجيش المسلمين وكتب في ثانيهما نصر مؤزر من الله رب العالمين، وما ذاك إلا لأسباب حصلت في الأولى ولشروط تحققت في الثانية.

فالأولى: هي معركة بلاط الشهداء, والثانية: هي معركة عين جالوت.

أما الأولى فقد حصلت في سنة 114 للهجرة في القرون التي شهد لها رسول الله بالخيرية قادها عبد الرحمن الغافقي التابعي الجليل، قاد الحملة حتى وصلت وحصلت المعركة الفاصلة في منطقة بواتييه في فرنسا … وقد يقول الجاهل: ويح جهلي هل كان للمسلمين معارك في فرنسا ؟؟

نعم أخا الإسلام في وسط فرنسا على بعد 300 كم من عاصمتها باريس، يوم كان للمسلمين عزَّة ومنعة وشوكة… يوم تمسكوا بدينهم ورفعوا رايته وأخذوا بأسباب النصر والتمكين كانت اسبانيا بيد المسلمين وكانت تسمى يومها الأندلس.. ثم خرجوا فاتحين يريدون فتح أوربا كاملة!

فخرج الغافقي ومعه خمسون ألفا من المسلمين فاجتاز الجبال البرانس ودخل فرنسا وبدأ يفتح المدينة تلو المدينة فتتهاوى أمامه القلاع وتسقط أمامه الحصون حتى وصل إلى مدينة بواتيه في رمضان من سنة 114 مئة وأربعة عشر للهجرة وقد أدرك الفِرنجَة يومها أن لو انتصر عليهم المسلمون لفتحت أوربا عن بَكرة أبيها، فجمعوا 400 ألف مقاتل وبدأت الموقعة العظيمة ولكن كانت شياطين الإنس والجن تفعل فعلها في جيش المسلمين قبل المعركة – ولات ساعة مندم – إذ وقع الخلاف والشقاق في جيش المسلمين فقد فتحوا من المدن والحصون حتى حملوا من الغنائم الشيء الكثير حتى ضاقت بها العربات والدواب والمخيمات بجمع غنائمهم فوقع الخلاف فيما بينهم عليها ثم عمل عامل المفسدين من المنافقين فأشعلوا نار العصبية الجاهلية بين العرب والبربر (الذين يسمون بالأمازيغ) فما إن حصلت المعركة حتى كان جيش المسلمين قد فقد مقومات النصر .. تعلقت قلوب الجنود بالدنيا … تعلقت قلوب الجنود بالغنائم… ظهرت دعوى الجاهلية فيما بينهم واستمرت المعركة أيّاما لا غالب ولا مغلوب ولما كان اليوم العاشر حمل المسلمون على عدوهم وكاد النصر أن يكون لهم ولكن فرقة الفرسان من الفرنجة التفت وهاجمت معسكر الغنائم الخاص بالمسلمين، فما كان من حب الدنيا الذي تملك في القلوب إلا أن دفع الجنود للتراجع خوفا على غنائمهم التي جمعوها ودفاعَا عنها، وعبد الرحمن الغافقي ينادي بهم فلم يلتفتوا له وأتاه سهم فلقي ربه مقبلًا غير مدبر ومن ثم تضعضع جيش المسلمين وقتل منهم خلق كثير (ألوف مألّفة) فسميت المعركة بلاط الشهداء وغلب الفرنجة

نعم… تابعين من أتباع رسول الله .. في القرون التي شهد لها بالخيرية.. صائمون في رمضان .. هزموا يوم لم يحققوا شروط النصر وبالمقابل ففي معركة عين جالوت التي حصلت في الخامس والعشرين من رمضان سنة 658ه ستمئة وثمان وخمسين للهجرة والتي كانت بين المسلمين بقيادة المظفر قطز ضد المغول الذين اجتاحوا بغداد وحلب ودخلوا دمشق والقدس وأرسلوا لقطز في مصر يهددونه فما كان منه إلا أن جمع الأمراء وكان لعلماء الحق على رأسهم العز بن عبد السلام الدور الأكبر في ذلك وأمرهم أن يخرجوا عن مالهم للجهاد في سبيل الله وكان العز بن عبد السلام قد أمر أمراء ووجهاء الدولة أن يتقدموا بنفائس أملاكهم لدعم مسيرة الجيش الإسلامي فطلب قطز الأمراء وتكلم معهم في الرحيل فأبوا كلهم عليه وامتنعوا من الرحيل‏، ولما وجد منهم هذا التخاذل والتهاون ألقى كلمته المأثورة «يا أمراء المسلمين، لكم زمان تأكلون أموال بيت المال، وأنتم للغَزَاة كارهون، وأنا متوجه، فمن اختار الجهاد يصحبني، ومن لم يختر ذلك يرجع إلى بيته، فإن الله مطلع عليه، وخطيئة حريم المسلمين في رقاب المتأخرين».

نعم خطيئة حريم المسلمين في رقاب أولئك الذين جثموا على صدور هذه الأمة ينهبون ثرواتها ويسرقون خيراتها، ينهبون البلاد العربية والإسلامية ويكدسون الأموال في البنوك الأمريكية والسويسرية ولا يجاهدون في سبيل الله. بل ولا يدخلون بيوتهم ليكفوا عنا ألسنتهم فخطيئة حريم المسلمين المحاصرين في الغوطة ومن قبلها حمص وغزة وغيرها في رقاب أولئك.

ثم مضى الجيش والناس عازمة على أن لا تعود إلا بنصر مبين يتقدمهم العلماء العاملون الذين كان لهم دورهم في تحميس الجند وفي تذكيرهم بما حصل في بغداد وحلب إذ قتل الرجال واغتصبت النساء واستباح التتار البلاد وكان قطز أمير البلاد على رأس الجند يرونه معهم بأعينهم ويعلمون أن أميرهم لن يتخلى عنهم فهو معهم له ما لهم وعليه ما عليهم وقد كان قطز أول من خرج عن ماله للجهاد في سبيل الله وحصل اللقاء في عين جالوت قرب (بيسان) في فلسطين اليوم فالتقى جيش المسلمين بالتتار على قلة في العدد والعتاد وكان ذلك في الخامس والعشرين من شهر رمضان

تحققت شروط النصر .. خرج العلماء العاملون مع الجيش … وخرج القادة عن مالهم … تقدم القادة جنودهم …
وحصل الكر والفر وحوصر التتار وقتال المحاصر قتال صعب شديد البأس…. قتال من يرى الموت بعينيه ..وما فتئ المسلمون يصبرون ويصابرون .. ولكن في أثناء المعركة تقدّم التتار فانكشف طرف من جيش المسلمين وتقدم التتار للمخيم وأصيبت زوجة قطز….نعم أصيبت زوجته!

وهنا قد يقول القائل هل يعقل لأمير البلاد أن يخرج بزوجته إلى هكذا معركة لا يدري أيرجع منها أم لا.

نعم أخا الإسلام لقد كان هذا دأب الملوك الأبطال الصالحين يخرجون بزوجاتهم وبذراريهم يضعونهم في مؤخرة الجيش لكي يعلم الجند جميعًا أنها معركة لا تراجع فيها معركة نصر أو شهادة. … معركة دون الأرض والعرض … فلم يكونوا ليرضوا بأن تكون نسائهم في تركيا وهم يقاتلون في مكان آخر لكي لا يستشعر الجنود فيهم الخيانة والضعف فلما أصيبت زوجته قال لها (وا زوجتاه ) فما كان من تلك المرأة الصالحة إلا أن قالت له وهي تلفظ أنفاسها ويحك بل (قل وا إسلاماه)… هكذا تكون نساء المؤمنين ماتت جلنار وهي تقول له بل قل: (وا إسلاماه) وخرج قطز في الناس ونزل عن فرسه وعفّر نفسه بالتراب لكي يعلم الجند أن لا تراجع (الموت ولا المذلة) ونادى في الناس (وا اسلاماه… وا اسلاماه) لم يقل وا ضيعتاه لم يقل وا عشيرتاه …. بل قال: وا إسلاماه) فنصروا بنصر من الله العزيز الجبار… وفتح الله لهم وانتهى المغول وتابعهم المسلمون إلى أن أخرجوهم من شام المسلمين هذه في رمضان وتلك في رمضان ولكن هذه كان فيها شروط النصر كان العلماء العاملون مع القادة المخلصين والشباب الصادقين خرجوا لله رب العالمين فنصروا بعونه تعالى ينصر المؤمنين ويمكِّن للمتقين أما تلك فقد كانوا في كثرة من العدة والعتاد فأعجبتهم كثرتهم وتعلقت قلوبهم بالغنائم ووقع الشقاق بينهم فهزموا شر هزيمة
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (ق:37)

اللهم إنّا نسألك نصرًا كنصر عين جالوت اللهم إنا نسألك قادة مخلصين كقطز ونسألك علماء عاملين كالعز بن عبد السلام ومن كان معه

إني داع فأمنوا