الشيخ: محمد أبو النصر
التاريخ: 1/ جمادى الأولى/1436هـ
الموافق: 20/2/2015م
في أحد مساجد حلب المحررة
المدة: 28 دقيقة
الأفكار الأساسية الواردة في الخطبة الأولى
1- الهجمة المجوسية على بلاد الشام
2- الفرق بين جند الرحمن وأولياء الشيطان
3- فلم تقتلوهم ولكنّ الله قتلهم
4- توجيهات ربانية لمثل هذه الظروف
5- خُذُوا حِذْرَكُمْ
6- الطابور الخامس من المُخذِّلين وكيف نتعامل معه
7- ماذا تنتظر أيها القاعد؟
8- فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا
الأفكار الأساسية الواردة في الخطبة الثانية
9- مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ
10- تقصيرنا في كثير من الجوانب
11- وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا
12- إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده
13- قصيدة عن معركة رتيان (حسن زميرة)
لتحميل الخطبة كتابيا بصيغة PDF
لتحميل الخطبة صوتيا بصيغة MP3
* ملاحظة: ما بين معكوفتين [ ] فهو شرح مُدرج في سياق ذِكرِ الدليل.
الخطبة الأولى:
الحمد لله مُعِزِّ الإسلام بنصره، ومذلِّ الكُفرِ بقهره ومصرِّف الأمور بأمره، ومُديم النِّعمِ بشكره. الذي قدَّر الأيام دُولًا بعدله فاستدرج الكُفَّار بمكرِه، وجعل العاقبة للمتقين بفضلهِ، وأظهر دينه على الدين كُلِّهِ.
القاهرُ فوق عبادهِ فلا يُمانع، والظاهر عليهم فلا يُنازع، والآمرُ بما يشاء والحاكِم بما يريد فلا يُدافع ولا يُراجع، أحمَدُه جلَّت قدرته وعزّ سلطانه وأعوذ به مما أحاط به علمه وأحصاه كتابه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، شهادة من طهَّر بالتوحيد قلبه، وأرضى بها ربَّه، وأشهد أنَّ نبيّنا محمداً عبده ورسوله رافِعُ الشكِّ وداحِضُ الشِّرك بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمّة وكشف الله به الغُمّة، وأقام في الناس كلمة التوحيد من آمن بها وعمل بمُقتضاها فقد أفلح وفاز فوزاً عظيماً، فصلوات ربِّي وسلامه عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغُرِّ المحجَّلين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين أمّا بعد عباد الله:
يقول الله تعالى وهو أحكم القائلين:
{ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17) ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18) إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)} الأنفال.
إخوة الإيمان والعقيدة كلنا سمع وشاهد هذه الهجمة العنيفة، فزّة الموت والنزِع التي يقوم بها مجوس إيران في سعيهم لإنقاذ نفوذهم وحكم صنيعتهم صنيع الصهيونية، فأتوا بالمقاتلين الذين جنّدوهم من شتّى أصقاع الأرض ليقاتلوا أهل الإيمان ليغيروا على من خرجوا يدفعون ظلم الكافرين عن أنفسهم، أتو بمرتزقتهم يريدون قتلنا وتدميرنا وهتك أعراضنا ولكن أنّا لهم….
هيهات هيهات والمجاهدون الأبطال، أهل الغيرة والحمية، أهل النخوة والشجاعة، أهل الله وحزبه وخاصَّته من خلقه كانوا لهم بالمرصاد.
ردُّوهم وهزموهم وصدُّوهم وفعلوا بهم الأفاعيل إثخانًا بأعداء الله، بمدد الله وبنصر الله وبعون الله وبفضل الله.
والله إخوة الإسلام لو كان الأمر بالعدَدِ والعُدَّة لكانوا أكثر منّا عددا وعدّة.
ولكنَّه الفرق بين جُندِ الرحمن وأولياء الشيطان.
نصرٌ يعزُّ الله به جنده ويعين به عباده على أعدائهم المجوس الذين أرادوا أن يسومونا سوء العذاب وما نقموا منّا إلا أن نؤمن بالله العزيز الحميد، أرادوها كُفرية علمانيةً بعثية وأرادها الله شام رسول الله عزًّا للأمَّة الإسلامية، (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنًا)
إخوة الإيمان في مثل هذه الأوضاع وفي مثل هذه الظروف لابد من أن نتذاكر بعض ما أمرنا الله به ووجهنا إليه، إذ قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا (71)
خذو حذركم جميعا، فهي الحرب جدٌ لا هزل فيه
إن رأيت غريبا يتجول ويتلفت، إن شككت بأحد فخذ إجراءا مناسبا، ولو شككت بأقرب الناس إليك، فكم ممن جاورنا وقلبه مع العدو
لذلك لابدّ أن تعلم بأنّك مذنبٌ ومقصرٌ مخالفٌ لأمرِ الله إن سكتَّ على ما يريب ولم تبلِّغ المجاهدين عنه]
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا (71) وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (72) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)
[ كلما اشتدت المعارك يظهر الطابور الخامس يظهر العملاء الخونة أو ضعاف الإيمان مهزوزو الدين والعقيدة والله يصف حالهم ويحذِّر منهم، ويوجب عليك أيها المُسلم أن تردَّ عليهم وعلى أمثالهم، وأن تبلغنا عنهم لنعرف حالهم فكم من عميلٌ كشفه كلامه ….
وبعد أن بيَّنت الآيات حال المنافقين يأتي التوجيه الرباني للمؤمنين الصادقين…]
فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74)
[ أجرٌ عظيم وفضلٌ كبير ونورٌ مبين وحورٌ عين لمن باع دنياه واشترى آخرته، الأجر له كاملًا غير منقوص، إن انتصر فعز الدنيا والآخِرة، وإن لقي الله ربَّه فمنزلة الشهادة وما أعدّه الله للشهداء المؤمنين … تتبع الآيات الكريمة … ]
وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75)
[ ماذا تنتظر أيها القاعد؟ ماذا تنتظر أيها المقتدر؟ ماذا تنتظر أيها الغبي؟!يامن تملك المال ولا تشتري سلاحا تدفع به عن عرضك
يامن تملك القوة والجسد الصحيح ولا تجاهد بنفسك يامن رزقك الله ولا تعين المجاهدين بمالك
يامن دارك واسعة لا تؤوي إليها أحدا من إخوانك النازحين
كم وكم حذرنا ولم يتعظ أحد
أحد إخوتنا حيث اقتحم العدو وصلوا لداره فدخلوا على جيرانه قتلوا واغتصبوا وهو بفضل الله امتنع بداره معتصمًا بالله وقاوم بسلاحه دون نفسه وعرضه حاصروه ساعات حتى أتى المدد ففك عنه وعن أسرته الحصار
تخيل نفسك في ذلك الموقف مِمن تود أن تكون…
هذا الفرق بين من عقد العزم والنية على الجهاد وجاهد وبين المنافق الذي يرتجي من الكفار خيرا … لذلك تتبع الآيات الكريمة…]
الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)) النساء
مهما بلغ مددهم ومهما عظمت عدتهم فمدد الله أجل وأعظم وأكبر
اللهم إنَّا نستغيث بك راجين لإخواننا مددًا كمدد أصحاب نبيِّك (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10)) الأنفال
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفا وصلاةً وسلامًا على عبده الذي اصطفى عباد الله، خير الوصايا وصيّةُ ربِّ البَرايا:
(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء:131]
فاتقوا الله عباد الله، فبتقوى الله العصمة من الفِتن، والسلامة من المِحَن.
أمّا بعد إخوة الإيمان:
إخوة الإيمان مازلنا مع توجيهات الله تعالى في مثل هذه الظروف مما أتى في سورة النساء.
إذ تتبع لنا السورة الكريمة واصفةً لنا نماذج شاهدنا كثيرا منها في مجتمعنا، فيقول عزَّ مِن قائل:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77) أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)
[ أولئك الذين لايفقهون، أولئك الذين عظَّموا كلام المخلوق وهجروا كلامَ الخالق… تبع الآيات …]
مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (79)) النساء
إخوة الإيمان والجهاد ما أصابكم من حسنة فمدد من الله وعون، وما أصابكم من سيئة فمن مخالفتكم لأوامر الله إذ أمر بأخذ الحيطة والحذر
فبمخالفة أمر الله إذ أمر بجعل اليقين عليه وحده والبراءة عمن سواه ممن لا يملكون ضرا ولا نفعا
فما أصابكم فبالتقصير بعدم الاستعداد وبعدمِ النفير وسبقِ العدو بالهجوم
ما أصابكم لأن بعضكم نسي دينه وظن أن الحرب قد تقف وتنتهي بالهدنة والصلح مع الكفار والله تعالى يقول لنا محذِّرا:
(وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) البقرة
أولئك المرتدون الذين يقفون مع المجوس أولئك الذين يظنون أن المجوس سيبلغ مبلغهم أن يعيدوا دولة فارس لشواطئ المتوسط أولئك الذين لم يسمعوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري ومسلم إذ قال: -:«إِذا هَلَكَ كِسْرَى فلا كِسْرَى بعده ، وإِذا هَلَكَ قَيْصَرُ فلا قَيصرَ بعدَهُ ، والذي نفسي بيده : لَتُنْفَقَنَّ كُنوزَهُما في سبيل الله»
والذي نفسي بيده كلام نبينا حقٌ وصدق ومحرقة المجوس وتدمير فارس سيكون بأيدي أبناء شام رسول الله وإنّ غدا لناظره قريب والله لتنفقنَّ غنائم سلاحكم في سبيل الله
وإنّ غدا لناظره قريب
قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)
ها هي خسائرهم وها هي جثثهم تصل رسائل لمن خلفهم في إيران ولبنان تصل لأبطال المقاومة والممانعة
وصدق أخي الحبيب أبو معاذ إذ قال:
العبدُ يُرهـــقُ في الأَسبابِ تفكيـــــرَه واللهُ يُمضي على الأَكوانِ تَقديرَه
ما أَعظَــــمَ اللهَ لو أَدرَكـتَ حِكمَتَــــهُ وأَرحـــمَ اللهَ لو أَبْصَرتَ تيسيرَه
بالأَمسِ جاءَت لنا الأَخبارُ مُـرعبـــةً والكلُّ صَعَّدَ في الميدانِ تحذيـرَه
فأَنجــزَ اللهُ وعـــــــداً ليسَ يُخلِفُـــــهُ وليسَ يملِكُ من في الكونِ تأخيرَه
للموتِ سارَ جُنـودُ البغــيِ يدفَعُهــــم يأسٌ من الحالِ رامَ الجيشُ تغييرَه
تسلَّلوا نحـــو رِتيـانَ التي ذُبحــــــتْ وواصلوا نحو حردَتنينَ في حيرة
باشكوي صارتْ لهم ما قاومتْ أَبـداً توهَّموا أنَّ نصراً حانَ تسطيـــرَه
وغَرَّهــم ما أَتاهــم عند ضَحوتِهـــم فأَنجــزَ اللهُ بعدَ الظـهرِ تدبيــــــرَه
فدمَّـــرَ اللهُ للأَعــــداءِ ما صنعــــوا وعايَــنَ البَغــيُ في رِتيانَ تدْميـرَه
وأَيَّدَ اللــهُ جُنْدَ الحــــقِّ فانطَلقـــــوا وأكملوا في رُبــا الملَّاحِ تكسيـــرَه
واسوَدَّ وجـــهُ عــدوِّ اللهِ مُنــــهزِمـاً ما أَخطأَ الليـثُ إِذْ سَمَّــاكَ زُميــره
اللهم ارزقنا نصرا وفتحا ومددا من لدنك وبعون الله نكبِّر ليس في ساحات دمشق وحسب بل في ساحات بيروت والقدس …
إنّي داعٍ فأمِّنوا