#خطبة_الجمعة
#الشيخ_محمد_أبو_النصر
الكِبرُ والمتكبِّرون في حياتنا
التاريخ: 15/ ربيع الثاني/1438هـ
الموافق: 13/ كانون الثاني/2017م
🕌 أحد مساجد ريف حلب المحرر
⏱ المدة: 22 دقيقة
🔴الأفكار الرئيسة في الخطبة الأولى:
1- سبب أول معصيةٍ لله أُخبِرنا بها.
2- سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ.
3- العزُّ إزاري، والكبرياءُ ردائي.
4- بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ.
5- وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.
6- مظاهِر الكبر في مختلف مفاصل حياتنا اليومية.
🔴الأفكار الرئيسة في الخطبة الثانية:
7- دعاء … والدعوة للتظاهر للوقوف في وجه الجبابرة والمستكبرين.
لتحميل الخطبة كتابيا بصيغة PDF
* ملاحظة: ما بين معكوفتين [ ] فهو شرح مُدرج في سياق ذِكرِ الدليل.
الخطبة الأولى
إنَّ الحمد لله، نحمدُه ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا وسيئاتِ أعمالنا، مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا، وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، وصفيِّه وخليله، أرسله الله بالهدى ودين الحقِّ ليُظهره على الدين كلِّه ولو كرِه المشركون، فبلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأمَّة وكشف الله به الغمَّة، وأقام في الناس كلمة التوحيد، من آمن بها وعمل بمقتضاها فقد أفلح وفاز فوزًا عظيما، فصلواتُ ربِّي وسلامه عليه وعلى آل بيته الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه الغرِّ المُحجَّلين، ومن سار على دربهم واهتدى بهداهم إلى يوم الدين، أمَّا بعدُ عباد الله، يقول الله تعالى وهو أحكم القائلين: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ [الأعراف: 146].
حديثنا اليوم أيها السادة عن داءٍ خطير وشرٍّ مستطير، ابتُلِيت به كثيرٌ من النفوس الأمَّارة الخاطئة؛ إنّه داء الكِبر الذي لا يخلو منه كثير من البشر بنسب متفاوتة.
داء الكِبر، كبيرة من كبائر الذنوب، موجبٌ لغضب الرحمن، وسبب عظيم من أسباب الحِرمان، إنه الكِبْر عباد الله … وما أدراكم ما الكِبر؟!
سبب أوَّل معصيةٍ أُخبِرنا عنها في كتاب الله، فبسببه أُخرِج إبليس من ملكوت السماء، وطُرد من رحمة الرحيم الرحمن: ﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ ﴾ [ص: 71 – 74].
إنَّه داء الكبر المُؤدٍّي إلى الكفر والضلال ﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾ [ص: 75 – 78].
الكِبر أيها السادة، ذلك الخُلُق الشيطاني الذميم، أول ذنب عُصي الله به مما جاء فيما أُخبِرنا عنه، وهو أبرز سببٍ من أسباب كفر الكفار وضلال الجاحدين ﴿ وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ ﴾ [العنكبوت: 39].
استكبروا في الأرض فمُنعوا الهدى وعميت بصائرهم عن الحق، لأنهم استكبروا بما منحهم الله إياه، من قوَّةٍ وجنودٍ وجماعة …. وذلك مفاد قوله تعالى: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ [الأعراف: 146].
نعم أيها الأحبة، إنَّه الكِبر الذي يدفع الضالين لمزيد من الضلال والإضلال حتى يطبعَ الله على قلوبهم ويكونوا من أهل النار ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر: 35]. يطبع الله على قلبه فلا يميز الخبيث من الطيب وقد عميت بصيرته، ذاك الجبار الذي يستعلي بما أنعم الله به عليه، يستعلي على أوامر الله ورسوله جاحدًا أو عاصيًا، كافرًا أو فاسقًا، أو يستعلي على خلق الله مُستجلبًا لنفسه بُغض الله له ﴿ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ﴾ [النحل: 23]. يستجلب لنفسه غضب الله عليه وعذابه، ففي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ((احْتَجّتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ ، فَقَالَت النَّارُ : فيَّ الْجَبَّارُونَ والمُتَكَبِّرُونَ ))؛ وفيما روى البخاري ومسلم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: (( ألا أُخْبِرُكُمْ بأهْلِ النَّار : كلُّ عُتُلٍّ جَوّاظٍ مُسْتَكْبرٍ)) أي كلُّ غليظِ القلب، جافي الأفعال، سليط اللسان، مستعلٍ على خلق الله بما رزقه الله إياه، ذاك الذي ينازعُ الله تعالى فيما هو لله تعالى وحده، ففي الحديث القدسي الذي رواه ابن حبان وأبو داود يقول -صلى الله عليه وسلم-: « يقول الله عزَّ وجل: العزُّ إزاري، والكبرياءُ ردائي، فمن نازعني شيئا منهما عذَّبتُه» فليسمع المستكبرون، وليسمع المتجبِّرون، وليسمع المستعلون على الخلقِ بما منحهم الله، فليسمعوا قول الملك الديَّان: «العزُّ إزاري، والكبرياءُ ردائي، فمن نازعني شيئًا منهما عذَّبتُه» عذَّبه الله تعالى بعذابه الذي لا يظلم مثقال ذرَّة، فكلٌّ يُعذَّب بحسب كِبره، فالكِبر يكون على مراتب – أيها السادة – تتراوح بين الكفر وبين الإثم، وأعلى تلك المراتب خطرًا وأعظمها بلاءً – والعياذ بالله – هي الاستكبار بالهوى على أمر الله تعالى وأمر رسوله، فيجحد الإنسان أوامر ربِّه ويردُّ هديَ رسوله -صلى الله عليه وسلم- ظانًّا بأنَّ له أن يأتي بخيرٍ منها، وفي هذا يقول المولى سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]، سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ لِما كذَّبوا بآيات الله، ولِما عارضوا به أوامر أنبيائه وهذا كما أسلفنا شرُّ أنواع الكِبر الموصِل إلى الكفر، أمَّا ما دون ذلك من الكِبر فما يكون في النفوس من استعلاءٍ على خلق الله؛ ذاك الاستعلاء الذي يدفع الإنسان لردِّ الحق، بسبب ازدراء قائله، وفي هذا يقول -صلى الله عليه وسلم-: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ» فقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَة [أي يُحِب أن يُرى بمظهرٍ حسنٍ بين الناس]، فقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ» [والحديث في صحيح مُسلم] فليس الكِبر في أن يظهر الإنسان بمظهرٍ حسنٍ ممدوحٍ بين الناس، إنَّما الكِبرُ: بطر الحق، وَغَمْطُ النَّاسِ: أي أن يُوعَظَ الإنسان بالحق وأن يُذكَّر بالحق وأن يُنصح بالحقّ فيرفض ذلك ازدراءً لمن ينصحه، إن كان أصغر منه سنَا، أو أقلَّ منه رُتبةً، أو أضعف منه قوةً أو جماعةً أو عُزوةً، فتراه يرفضُ الحقَّ الذي وعِظَ به، لأنَّه يرى نفسه أعظم مِمَّن ينصحه … فهذا بطر الحقِّ، أمَّا غمطُ الناس: فأن ينظُر بطرف عينه شزرًا للناس، يحتقرهم ويستصغرهم لما أولاه الله مِن النِعَم؛ لِما أولاه الله من مالٍ أو جاهٍ أو سُلطةٍ أو فصيلٍ قوي، يحتقر الناس لما منَّ الله به عليه من نعمة الهداية، فتراه يحتقر الناس، لا يرحم صغيرا، ولا يوقِّر كبيرًا، ولا يُجِلُّ عالِماً ولا يعطف على مسكين وضعيف، يتكبَّر على الخلق ولا يراعي مشاعرهم وأحاسيسهم، متناسيًا قول الله تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [النحل:53] يتناساها الإنسان فيتكبَّر على الخلق بما حباه الله من مالٍ أو جمالٍ أو علمٍ أو زعامةٍ أو رئاسةٍ أو مكانةٍ أو عشيرةٍ أو ذُرِّيَّةٍ، يتكبر بنِعمِ الله وينسى قوله تعالى: ﴿ مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ ﴾ [النساء: 79]، ولعل شرَّ أولئك منزلةً – أيها الأحبَّة – من يدفعه تكبُّره على الخلق إلى التجاوز على حقوق العباد في دمائهم وأموالهم وأعراضهم بل وحتَّى مشاعرهم، أو من يدفعه كِبره وضلاله إلى إضلال من وراءَه من أتباعه وأعوانه وعناصره وزبانيته ومجرميه … يدفعه كِبرُه إلى إضلال من وراءه، يدفعه كِبره إلى التكبر على من معه من المؤمنين، في عمله أو في جهاده أو في منزله مع زوجته وبنيه وأرحامه، والله تعالى أمر نبيَّه أمرًا قائلًا: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الشعراء: 215] ، هذا الأمر (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) لسيد المُرسلين صاحب الخُلُقِ القويم، فما بالك بمن كان مِثلي ومثلكم؟!! ألسنا أولى بهذا الأمر (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) … وقال تعالى: ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ﴾ [الإسراء:37-38]. مكروهًا أيًّا كان وصفه، مذمومًا بحسب قدرِه ومظهره، فمظاهر الكِبْر وآثاره في الناس كثيرةٌ لا يُمكن إحصاؤها، وهي تَختلف من فردٍ لآخَرَ، ومن بيئة لأخرى، ومِن عصْرٍ لعصر…
فالرئيس الذي يَنظر إلى مَرْؤوسِيه نظرةَ احْتقارٍ، ويُعاملهم كالعبيد – هو إنسانٌ مُتكبِّر، وهو ومن معه، وكلُّ مُتكبِّري الأرض، لا يُساوون عند الله جناح بعوضة.
والمدير الذي يتعنَّت برأيه، وإذا نُصِح أعْرَض وسَخِط على مَن نَصَحه – هو إنسانٌ أَحبط الكِبر عمله.
والعالِم الذي ينتظرُ مِن الناس أن يَنْحَنُوا له ويُقَبِّلوا يَدَيه، وأن يَحملوا نعليه، هو عالِمٌ رَكِبه الكِبْرُ، فصارَ أجْهلُ الناسِ خيرًا منه مكانًا وأهدى سبيلا.
والولَد الذي يأْنَفُ أن يسمعَ وأن يُطيعَ والديه هو ولدٌ عاقٌّ لوالديه، أصلُ دائه الكِبر – أيها الأحبَّة – … والمرأة التي تَأْنَفُ أن تَخضع لزوجها، وتُطيعه وتَلين له – لأنها موظَّفة تساعده بمرتَّبها، أو لأنها غنيَّة بمالها أو بجمالها أو لافتخارها بقومها وأهلها- امرأةٌ مُتَكَبِّرةٌ على زوجها، عاصية لربها، حرامٌ عليها الجنَّة …
والزوج الذي يستنكف عن سماع الخيرِ من أهل بيته (من زوجته أو بنيه …) يتكبَّر على نصحهم، بحجَّة أنَّه لا يسمع كلام الزوجة أو الأولاد، فهذا زوجٌ مُتكبِّرٌ حُرِمَ خيرًا كثيرًا…
ومن المتكبرين الذين نراهم في مجتمعنا أيّها السادة، من يَمرُّ على الناس فيغضب لأنهم لَم يقوموا له، وفي الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي، وابن أبي شيبة، أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: ((من أحبَّ أن يتمثَّل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار)). يجد في نفسه شيئًا عليهم إذا دخل فلم يقوموا له احتراما وتعظيمًا وإجلالًا له، فليتبوَّأ مقعده من النار .. ومن المتكبرين المُجرمين، من يَأمُر أمْرًا فيَكيل الشتائِمَ للمأمورين؛ لأنَّهم لَم يُسْرعوا في تنفيذ أمرِه… ومن شرِّ المتكبرين أيضًا – أيها الإخوة – ذاك الذي قال الله تعالى عنه: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [البقرة:206]
وقد صحّ موقوفًا فيما أخرجه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنَّه قال: ” إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الذَّنْبِ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ : اتَّقِ اللَّهَ ، فَيَقُولَ : عَلَيْكَ نَفْسَكَ ، أَنْتَ تَأْمُرُنِي؟!” …. [انشغل بحالك أنت تنصحني ؟!!]
فكلُّ هؤلاء الذين ذكرنا في الأمثلة التي ضربناه – أيها الأحبَّة – مستكبرون، محرومون من أبرز صفات من يُحبهم الله ويحبونه، وقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ … ﴾ [المائدة:54]
اللهم اجعلنا ممَّن يأتمرون بالحق، ويتواضعون للخل ، ويخفضون جناحهم للمؤمنين، ممَّن بشَّرتهَم بقَولِك – وقولُك الحقّ – : ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القصص: 83].
أقول ما تسعمون وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه فيا فوز المُستغفرين.