ليس الواصل بالمكافئ
قال صلى الله عليه وسلم: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمه وصلها» رواه البخاري
– – – – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
قال رسول الله ﷺ : *”لَيْسَ الوَاصِلُ بِالمُكَافِئ، وَلكِنَّ الوَاصِلَ الَّذِي إِذَا قَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا”* رواه البخاري.
المعنى: صلةُ الأرحامِ والأقاربِ مطلبٌ شرعيٌّ حضَّ عليه القرآنُ والسّنّةُ في مواضعَ عديدةٍ، وجاءَت النّصوصُ الشرعيّة في الزّجر عن القطيعةِ وذمِّ التّباعدِ بينَ الأرحام.
وَلا شكَّ أنَّ البادئَ في الخيرِ أفضلُ وأزكى عند الله من الذي يفعلُ الخيرَ من بابِ المشاكلةِ والمقابلة.
وهذا ما بيّنه صلّى الله عليه وسلّم في هذا الحديثِ، حيثُ أخبرَ أنّ الواصلَ الحقيقيّ الذي بلغَ منزلةَ الكمال في الصّلةِ، هو الذي يبادرُ إلى صلةِ من قطعَهُ من أقاربِهِ وأرحامِهِ، فيُنهي القطيعةَ ويستأنفُ العلاقةَ، وأمّا الذي ينتظرُ أقاربَهُ وأرحامَه إلى حينِ يصِلونَه ليردَّ لهم بالمثلِ، فهو واصلٌ نعم، لكن هيهاتَ أن يبلغَ منزلةَ الأوّل، بل هذا في الحقيقةِ لا فرقَ بينَ تعاملِهِ مع الأغرابِ وتعاملِهِ مع الأقاربِ والأرحام.
طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:
أخي وأختي: لقد خفتت أنوارُ التعاملِ الإسلاميّ الصحيحِ في حياتنا إلى درجةٍ كبيرةٍ، وما هذا إلا نتيجةٌ لجهلنا وغلبةِ هَوانا وتأثّرنا بأخلاقِ وعاداتِ غيرِ المسلمين، وأنا أدعو نفسي وإيّاكم إلى القيامِ ثورةٍ على كلِّ ما باعدَ بينَنا وبينَ تعاليمِ هذا الدّينِ العظيم، وإلى اتّخاذِ خطوةٍ جريئةٍ باتّجاهِ إصلاحِ أنفسنا، وإعادةِ اللحمةِ بينَنا وبينَ أقاربنا وأرحامِنا حتّى يصلَنا الله تعالى، فهو الذي تعهّدَ للرّحمِ أن يصلَ من وصلَها وأن يقطعَ من قطعَها.