التوعية النوعيةالثورة السوريةخطبخطبة الجمعةكاتبمتابعات وتوجيهاتمحمد أبو النصر

هذا ما وعدنا الله ورسوله – رسالة إلى روسيا والـ PKK

  • خطبة الجمعة - هذا ما وعدنا الله ورسوله
    خطبة الجمعة - هذا ما وعدنا الله ورسوله
  • خطبة الجمعة - هذا ما وعدنا الله ورسوله
    خطبة الجمعة - هذا ما وعدنا الله ورسوله
  • خطبة الجمعة - هذا ما وعدنا الله ورسوله
    خطبة الجمعة - هذا ما وعدنا الله ورسوله
  • خطبة الجمعة - هذا ما وعدنا الله ورسوله
    خطبة الجمعة - هذا ما وعدنا الله ورسوله

الجامع: أحد مساجد حلب المحررة
التاريخ: 19/ ذو الحجة /1436هـ
الموافق: 2/تشرين الأول/2015م
الشيخ: محمد أبو النصر

الأفكار الواردة في الخطبة الأولى:
1- اليهود من وراء الكواليس يحركون الدول.
2- جَاءُوكُمْ من فوقكم ومن أسفل منكم.
3- تصرف القيادة الحكيمة في هكذا ظروف.
4- التجربة مع الروس.
5- تمحيصٌ ونصرٌ خفي …( نَجَمَ نجمُ النفاق)
6- احذروا يامن تخونوننا PKK)) عاقبةً كعاقبة بني قريظة.

الأفكار الواردة في الخطبة الثانية:
7- وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ.
8- فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً.

رابط الخطبة على الفيسبوك

لتحميل الخطبة كتابيا بصيغة PDF

لتحميل الخطبة صوتيا بصيغة MP3

* ملاحظة: ما بين معكوفتين [ ] فهو شرح مُدرج في سياق ذِكرِ الدليل.

الخطبة الأولى:
الحمد لله مُعِزِّ الإسلام بنصره، ومذلِّ الكفرِ بقهره ومصرِّف الأمور بأمره، ومُديم النِّعمِ بشكره. الذي قدَّر الأيام دُولًا بعدله، فاستدرج الكفار بمكرِه وجعل العاقبة للمتقين بفضله، وأظهر دينه على الدين كُلِّه.

القاهرُ فوق عبادهِ فلا يُدافع، والظاهر عليهم فلا يُمانَع، والآمرُ بما يشاء فلا يُراجع ولا يُنازع، أحمَدُه جلَّت قدرته وعزّ سلطانه وأعوذ به مما أحاط به علمه وأحصاه كتابه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، شهادة من طهَّر بالتوحيد قلبه، وأرضى بها ربَّه، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله رافِعُ الشكِّ وداحِضُ الشرك بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمّة وكشف الله به الغُمّة، وأقام في الناس كلمة التوحيد، مَن آمن بها وعمل بمُقتضاها فقد أفلح وفاز فوزاً عظيماً، فصلوات ربِّي وسلامه عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغُرِّ المحجَّلين ومن سار على دربهم واهتدى بهداهم وتبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين أمَّا بعد عباد الله يقول الله تعالى وهو أحكم القائلين:
﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ ﴾ [البقرة:214].

إخوة الإيمان والعقيدة: في زمنِ الضّعف والتشتت، حين يشتدّ على الأمّة الحصار، حين تدلهمّ الخطوب وتشتدّ الكروب، حين تتضعضع بعضُ القلوب حتى يقول المؤمنون: متى نصر الله؟! (أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ)

ما أشبه هذا بحالنا اليوم وقد عصفت بنا المحن، وأحاطت بنا الفتن، وتكالبت علينا الأمم، وادلهمَّت الخطوب.

في مثل هذه الأوقات ما أحوجَنا أمَّة الإسلام إلى مراجعةِ أحوالنا والترتيب لحسنِ مآلنا، ما أحوجَنا إلى أسبابِ الثبات وما يُمسِّكنا بدينِنا حتى المَّمات.
ما أحوجَنا إلى مراجعة سنّة الله مع رسولِه – صلى الله عليه وسلم – والصحبِ الكرام، حين تشتدّ بالنبي وصحبِه الكربات، يثبِّته ربُّ الأرض والسموات بما شاء من أسباب الثّبات، والله تعالى يقول لنا في مُحكم تنزيله: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) (21: الأحزاب)

إخوة الإيمان والعقيدة هذه الآية الكريمة تذكِّر المؤمنين بضرورة التأسِّي بسيد الخلق – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين – هذه الآية الكريمة من كلام الله (من سورةِ الأحزاب) سورةٌ تخبرنا عن حدثٍ مهمٍّ في سيرة النبيِّ – صلى الله عليه وسلم -، عن درسٍ عظيمٍ من دروس تاريخ أمَّة الإسلام الحافل ….. درسٌ يوصِّف حالةً تشبه حالتنا –تشبه حالة أهل الشام – من تمالُئ أصناف الكفَّار على المسلمين، واجتماعهم رغم اختلافهم وخلافهم على حرب المؤمنين، اجتمعوا وأعانهم المنافقون، وأعانهم المرجفون، طعن المُستأمَنون، وغدر المُعاهَدون، حالتنا اليوم أهل الشام تشبه حالة النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – وصحبه يوم الخندق، فها هم اليوم اليهود والنصارى والمجوس الرافضة قد اجتمعوا لحربنا …

الأحزاب والجماعات الرافضيَّة وإيران المجوسية، إسرائيل اليهودية وأمريكا، واليوم روسيا الصليبية والدول الأوربيَّة، وغدر من غدَرَ مِنَ المعاهِدين من الأحزاب العميلة الكرديَّة الشيوعية …

والله ما أشبه حالنا اليوم لمتفكِّر بحال النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – وصحبه الكرام يوم الخندق، لذلك أحببت اليوم أن نتدارس هذه السورة، أن نتدارس قصَّة الأحزاب وما وقع فيها في حالةٍ تشبه حالتنا، أيّامٍ عصيبة مرّت بالنبيّ والمؤمنين، كانت عاقبتها نصرًا وتمكينًا بعد أن امتحَن الله القلوبَ وميّز المؤمنين من المنافقين، إنها غزوةُ الخندق التي سمّاها الله تعالى بالأحزاب، وأنزل فيها سورةً تُتَلى إلى يومِ الدين والمآب.

تلك الغزوة التي كانت في شوال سنة خمسٍ للهجرة، يومها خرجَ نفرٌ مِن يهودِ بني النضير – أخبث من عليها، مُألِّبوا الدول على المسلمين كما هو حالهم في كلِّ زمانٍ ومكان ترى دولًا تتحركُ ظاهرا واليهود من ورائهم يؤلِّبونهم ويوجِّهونهم ويحرِّكونهم – خرجت طائفة من اليهود إلى مكّةَ واجتمعوا بأشرافِ قريش، وألَّبوهم على حربِ النبي – صلى الله عليه وسلم – ووعدوهم بالنّصر والإعانة إذا خرجت قريش إلى المدينة، فأجابتهم قريش لذلك، ثمّ خرجوا إلى غطفان فدعوهم وأَغرَوهم، فاستجابوا لهم أيضًا،(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) (المائدة:82)

وخرَجت قريش في أحابِيشِها ومن تابَعها، وكذا غطفان، والجميع يفوقون عشرةَ آلاف، وعزموا على حصارِ المسلمين مِن نواحي المدينة، وبلغ الخبر للنبيِّ – صلى الله عليه وسلم -، فماذا كان فعله؟ كيف كان تفاعل القائد الحكيم مع الخبر، تجاهل الموضوع؟ تعامى عن الخطب؟ اكتفى بتواكلٌ كسولٍ على الله سبحانه؟ … أمَّ أنَّه توكَّل على الله حقَّ التوكُّل، فقام يستعدُّ آخذا بالأسباب وهو النبيُّ المحفوظُ مِن ربِّ الأرباب؟؟

نعم إخوة الإيمان، لم يتعامى ولم يتجاهل، ولم يقل أنّنا متوكِّلون على الله وهو يتواكل ولا يأخذ بالأسباب … معاذ الله، بل توكَّل على الله وأخذ بالأسباب وهو المحفوظُ مِن ربِّ الأرباب، فبدأ بالاستعداد قبل قدوم العدو فأخذ بالأسباب، واستثمر الكفاءات، واستشار الرجال (ومن شاور الرجال شاركهم عقولهم)، وأخذ بالحكيم من الآراء، فأشار عليه سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه- بحفرِ الخندَق، فقبِل النبيّ – صلى الله عليه وسلم – مشورَتَه وأخذ بنصيحته (فالنبي لم يكتف بمشورة أكابر الصحابة فقط، بل شاور كلَّ من ظنَّ فيهم خيرا وفهما، وأخذ بمشورة سلمان الذي أشار عليه بأمرٍ لم تعهده العرب قبلها في الدفاع عن المدن)، وقرَّر المسلمون التحصُّنَ في المدينةِ والدفاعَ عنها، وأمَر النبيّ – صلى الله عليه وسلم – بحفرِ الخندق في الجانب المكشوفِ من المدينة في السّهل الواقع شمالَ غربِها، وقسَم النبيّ- صلى الله عليه وسلم – الخندقَ بين أصحابه لكلّ عشرةٍ منهم أربعون ذراعًا، وطوله قريبٌ من خمسةِ آلاف ذِراع.

حفر الخندق، أخذ بنصيحة الحكماء الناصحين، استفاد من تجربة السابقين، حصَّن نفسه وإخوانه وتوكَّل على الله خير الحافظين.

وها نحن اليوم إخوة الإيمان نسمع بدخول عنصرٍ جديد مؤازرٍ للكفّار في ساحة الجهاد الشامية، دخلت الطائرات الروسية لتؤازِر المِلَّة الكفرية، بعد أن عجزت النصيرية وعجزت عن نصرتهم إيران المجوسيَّة، وعجز من كان يدعمهم سرًّا من الدولة الروسيَّة، فاضطروا للقدوم علنًا جهارًا نهارًا يريدون حربنا، بعد أن أخذوا الأمر من الدولة الإسرائيلية فأذِنت لهم بدخول الأجواء الشاميَّة ….

ونحن نقول لهم: إنَّ أرض الشام كبيرةٌ وعميقة وتتسع للكثير من الجثث لتكون سمادا للمحاصيل الزراعية ….

أرضُ الشامِ تنتظركم وتتسِع للروس ولغيرهم، ليكونوا عبرةً لمن خلفهم…

ولكنَّ هذا يتطلَّب منا الأخذ الأسباب، فكما شاور النبي الحكماء واستفاد من تجربة الفُرسِ في الدفاع عن المدن وفي تحصينها، كذلك وجب علينا أن نستفيد من تجربة من سبقنا من إخواننا الذين جاهدوا الروس في أفغانستان وفي الشيشان، فعرفوا كيف يتم التعامل معهم وكيف يُبطَلُ مفعول طائراتهم بالتدرُّع بالأرض؛ فلابدَّ مِن حفر المغارات العميقة والأنفاق والخنادق نعمِّقُها ونخفيها ونسترها عن الأعين، هكذا فعل إخواننا الذين جاهدوا الروس سابقا وأبطلوا أثر طائراتهم، فكما استفاد النبي من نصيحة سلمان وجب علينا أن نستفيد من نصح أصحاب التجربة، ولهذا وجب الشروع بالعمل الجاد.

لابدَّ من البدء بالعمل والحفر والأخذ بالأسباب.

عمل النبيّ – صلى الله عليه وسلم – مع أصحابِه في حفرِ الخندق، ودأب فيه ودأبوا في بردٍ شديد وجوعٍ عتيد، فالقيادة النبويَّة الحكيمة لم تكن بعيدةً عن الصحابة ولا بمعزلٍ عنهم، فكما كانت تستشيرهم وتستفيد من خبراتهم كانت القيادة تعملُ معهم وتقفُ في صفّهم ترفع معنويَّاتهم، تشاطرهم أفراحهم وأتراحهم، تستشعر آلامهم وتُعزِّزُ آمالهم، يجوعون فتجوع ويشبعون فتشبع، وها هو النبي – صلى الله عليه وسلم – بين صحبه قد لفّ بطنه بعُصابةٍ من الجوع – قال أسامة بن زيد –رضي الله عنهما – : وأنا أشُكُّ: على حجر – (أي ربطَ – صلى الله عليه وسلم – حجرا على بطنه لشدَّة الجوع)
وعن البراء بن عازب – رضي الله عنه – قال: كان النبيّ – صلى الله عليه وسلم – ينقل الترابَ يومَ الخندق حتى اغبرَّ بطنه. متفق عليه.

نعم هكذا تكون القيادة المحبوبة، هكذا تكون القيادة التي تفدى بالروح والمال، هكذا تكون القيادة التي يرضى عنها الخالق، ويحبُّها الخلق إذ يرونها بينهم، فترتفع المعنويات ويثبُت الجنود، جوعٌ وبردٌ وخوفٌ ومع ذلك فبهذا التكاتف والتآزُر وبتثبيت الله سبحانه للمؤمنين، كانوا صابرين ثابتين يحمَدون الله ويذكرونه ويرتجزون؛ وقد روى البخاري ومسلم عن أنس – رضي الله عنه – قال: خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصارُ يحفرون في غداةٍ باردة، فلمّا رأى ما بهم من النصب والجوع قال:
اللـهمّ إنّ العيش عيشُ الآخرة *** فاغفر للأنصار والمهاجرة
فقالوا مجيبين له:
نحن الذيـن بايعوا محمّدًا *** على الجهادِ ما بقينا أبدًا
وفي الصحيحين عنه – رضي الله عنه – أنّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – كان يرتجِز بكلماتِ ابنِ رواحة وهو ينقل الترابَ يقول:
والله لولا الله ما اهتدينا *** ولا تصدّقنا ولا صلّينا
فأنزِلَن سكيـنةً علينا *** وثبِّت الأقدامَ إن لاقَينا
إنّ الأُلى قد بَغَوا علينا *** إذا أرادوا فتنـةً أبَينا

هكذا كان الصحب الكرام، لا يتململون ولا يكثرون الشكوى، ولا يكرهون الجهاد، بل يجاهدون في جوعٍ وبردٍ وشدَّة وهم يرتجزون الأناشيد، فرحًا بطاعتهم لله واستجابتهم لأمره …

وإذا بالمسلمين يحفرون فتعرض لهم صَخرة عظيمةٌ شديدة لا تأخذ فيها المعَاوِل، ولم يكن يومها حفَّارات ولا كسَّارات ولا جرَّافات، والنبي والصحابة يحفرون بالمعاول خمسة آلاف ذراع، فأتى إليها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وسمّى الله وضربها ثلاث ضربات، فعادت كثيبًا وقال: “الله أكبر، أُعطيتُ مفاتيحَ الشام، كأني أنظر إلى قصورها الحمراء. الله أكبر، أُعطيت مفاتيحَ فارس، والله إني لأبصِر قصرَ المدائن الأبيض. الله أكبر، أُعطيتُ مفاتيحَ اليمن، والله إني لأبصِر أبوابَ صنعاء من مكاني الساعة” [مسند أحمد]

تخيَّل معي هذا الكلام والمسلمون في شكٍّ من حياتهم، قد عضَّهم الجوع وآذاهم البَرد وأحاط بهم العدوّ، والنبيُّ يبشرهم بفتح الشام والعراق واليمن !!
هكذا تكون القيادة النبوية، القيادة المُثلى التي ترفع المعنويات، وتبشِّر وقت الضنك بوعد الله، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى …

عندها نجمَ نجمُ النِّفاق وبرقت بارِقةُ المُنافقين فقالوا: ألا ترونَ إلى محمّد يدّعِي أنه يُعطَى ملكَ فارس والروم وأحدُنا لا يأمَن على نفسه أن يذهبَ إلى الغائط، وذلك حين يقول الله تعالى:
(وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا) [الأحزاب: 12].

المنافقون، المتشكِّكون، الخائنون، الذين مازالت قلوبهم تميل للكافرين يقولون: مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا.

ونحن نقول لهم: والله لا نطمح لحلب وإدلب وحدها بل إلى ما بعدها، وإنَّ غدا لناظره قريب، والله إنَّ يقيننا بالله أكبر وأعظمُ ممّا تظنون
(وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا) هذا حال المنافقين المتشكِّكين في نصر الله ورسوله، هذا حال المذبذبين الذين تعاموا عن الحقِّ، هذا حال من يرى ثبات ونصر المؤمنين، وقلوبهم تتمنى بقاء الكفر والكافرين، (يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا ) [الأحزاب:20]

والله إنَّ الله تعالى يطهر صفوف المجاهدين من أمثال أولئك المنافقين، فعندما تشتد الحرب، ويزيد تمالُؤ الكفَّار على المسلمين، فإنما ذلك تمحيصٌ وسبب يجعله الله تعالى ليطهر صفوف المجاهدين من الدَّخَن، من الذين ظنُّوا أن يكون الأمرُ يسيرًا يفرحون بالمغنم دون بذلٍ ودون تعب ….

والمنافقون هذا حالهم في كلِّ زمان، هذا حال من غلب على ظنِّه انتصار إيران فكان يخوِّف الناس بها ويبسِّرُ بمددها وبمدد حزب اللات للكفّار، فلمَّا رأى هزيمتهم وتخاذلهم وتقهقرهم، فإذا به الآن يفرح بمدد الروس لهم، يُخذِّلون ويُرجِفون، ونحن لا نراه إلَّا نصرًا قريبا قهر به مجاهدو الشام مكر كلِّ أولئك،

ولكن حذار حذارِ أييَّها المجاهدون فالمنافقون في زماننا لم يكتفوا بالتخذيل والإرجاف بل عمدوا إلى العمالة والخيانة، وها نحن نرى ونسمع في الأسبوع الأخير كثرة الاغتيالات التي حصلت لقيادة المجاهدين، لذلك وجب أن لا نغفل بعد اليوم عن أولئك، فالمعركة ليست معركة نُخبة في وجه دُول، إنَّما هي معركة أمَّة الإيمان في وجه أمم الكفر والطغيان، خندقان لا ثالث لهما (إمّا إسلامٌ وإمّا كفر) فاختاروا الخندق الذي تقفون فيه، فهكذا معركة –إخوة الإيمان – تتطلب تلاحما قويا بين المؤمنين قاعدين ومجاهدين، تتطلب وعيا للخونة والعملاء ومن يتوقَّع غدرهم، تتطلب أن نكون قريبين من المجاهدين نخبرهم بأيَّ أمرٍ أو شبهةٍ تثير الريبة ليأخذوا حِذرهم.

حفر النبي – صلى الله عليه وسلم – وصحبه الكرام الخندق، وأرجف المنافقون في الداخل، وجاء المشركون من الخارج، جاءت الآلاف العشرة الذين خبِر النبي بهم، فنزلوا شرقيّ المدينة قريبًا من أحُد، ونزلت طائفةٌ منهم في أعالي أرضِ المدينة (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) ( الأحزاب: 10) من أعلى الوادي من المشرِق، ومن بَطن الوادي من قِبَل المغرب، وخرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومن معَه من المسلمين ووجوهَهم نحو العدوّ، بينهم الخندَق، وجعل النساءَ والذراري في آطامِ المدينة.

وكان في المدينة طائفةٌ من اليهود – هم بنو قريظَة – لهم حِصن شرقيّ المدينة، وبينهم وبين النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عهدٌ وذمّة، وهم قريبٌ من ثمانمائَة مقاتل، وقد أمِنهم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في جانِب المدينة وعاهدهم وأمَّنهم، فسعى إليهم حُييّ بن أخطب اليهوديّ، فلم يزل بهم حتى نقَضوا العهدَ، ومالؤوا الأحزابَ على حربِ النبي – صلى الله عليه وسلم – وصحبِه مالؤوهم على طعن المسلمين في خاصرتهم وعلى استئصال شأفتِهم، فعظُم الخطب، واشتدَّ الكرب.

تخيَّل معي هذا الموقف: جوعٌ وبردٌ وعواصف وعشرة آلاف يحاصرون المدينة والناس لا تأمن على نفسها، وفي المدينة يهودٌ لا يؤمن غدرهم، فإذا بطائفةٍ منهم تنقضُ العهد فعلا … ضاق الحال بالمسلمين، زاد الخوف على الأنفس وعلى النساءِ والذراري في المدينة، ويصوِّر الله لنا حال المؤمنين قائلا: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا) (الأحزاب:10-11)

ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُون، إيران، حزب اللات، أمريكا والتحالف الصليبي، روسيا، خيانة بني قريظة؛ خيانة حزب البي كي كي أحزاب الردَّة والعمالة الشيوعية الماركسية، الآن خرج بنو قريظة من بيننا، وقد أمَّناهم وعاهدناهم وأجلسناهم بيننا، الآن تمدُّ الأفاعي وتُظهرُ رأسها، اليوم وقد أتانا الكفَّار من فوقنا ومن أسفل منَّا.

اليوم خرج بنو قريظة وما أشبه خيانة بني قريظة بفعل أحزاب الردَّة والعمالة، أحزاب البي كي كي الكردية الشيوعية العميلة، تلك الأحزاب المجرمة التي تسلطت على رقاب المسلمين الأكراد، تسلَّطوا على المسلمين الكُرد قبل أن يتجرَّؤوا على قتالنا، سلبوا أموالهم وجندوا بناتهم وأبناءهم رغمًا عن أنوفهم، ونشرت الإلحاد والفجور بينهم، وتعصبوا لقوميتهم وجعلوها دينا بلا دين، واستعدوا المسلمين بحجَّة مناداة مرتدي العرب بالقومية العربية!!

ولكن للمفارقة تلك الأحزاب التي تدَّعي ذلك، دعمها المقبور الأب (حافظ أسد) وموَّلها وسلَّحها وأقام لهم معسكرات التدريب في اللاذقية وفي لبنان وهم يتظاهرون بعدائه !!!

كانوا يتدرَّبون في لبنان مع حزب اللات حزب الممانعة الذي يدَّعي الإسلام، كان يتدرب عناصره مع الملحدين والشيوعيين،أولئك الكفَّار يريدون الآن أن يطعنوا خاصرتنا ويصرُّون على محاربة ديننا وتعطيل شريعتنا حتى حقَّ فيهم حكم الله تعالى: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ)(التوبة: 12)

نقضوا عهدهم الآن وقد تمالأت علينا الأمم والنظام يحشد علينا، تمدُّ الأفاعي رأسها، نقضوا عهدهم وطعنوا في ديننا .. والجواب ما سيكون بأيدي مجاهدينا (فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ)

لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ: رسالةٌ نرسلها لهم من على هذا المنبر؛ والله لئن لم ينتهوا ليكوننّ حالهم ومآلهم كمآل بني قريظة يوم الخندق، لئن لم ينتهوا ليُستأصلُنَّ كما استُؤصِلت بنو قريظة، والكلام للمقاتلين المحاربين، أمَّا إخواننا الكرد، فأمَّة الإسلام أمَّة واحدة لا فرق بين عربي وأعجمي، فعداؤنا وحربنا لتلك الأحزاب التي نأت بنفسها عن مشروع هذا الشعب وأصرت على تفريق الناس شِيعا.

تلك الأحزاب التي تستعدي المجاهدين وتطلب الآن من الروس المدد والمؤازرة عليهم

تلك الأحزاب التي تتكلم باسم إخواننا الأكراد المسلمين تسلُّطا وقهرا تريد تقسيم المسلمين السنَّة في هذا البلد والله تعالى يقول: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:92)

تلك الأحزاب التي تتظاهر بمعاداة النظام البعثي النصيري ثمَّ تموَّل مِن عنده وتُذخَّرُ من عنده!!
والكفرُ أهلوه جميعًا ملَّةٌ *** مهما تعادوا هم على قومي يدو

حالهم اليوم كحال بني قريظة يوم الأحزاب يوم الخندق؛ يوم اشتد الكرب – جوع وبرد وعشرة آلاف من الكفار يحاصرون المدينة وخيانةُ العملاء وطعنهم في الخاصرة فضاق الأمر بالناس وقلَّ صبر البعض، وعظُم البلاء بالمسلِمين ولجَّ الناس وكثرت الشكوى حتى همَّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أن يُصالحَ غطفانَ على ثلث ثمارِ المدينة ويرجعوا؛ شَفقةً بحال المسلمين لما حلَّ بهم.

والله إخوة الإيمان، لكم أثَّر لجج العوام وقلَّة صبرهم على القادة واضطرهم للقبول بما لا يرضون عنه.

ثمَّ يسألنا السائل كيف رضيتم في جيش الفتح بإخراج من سيخرجون من الفوعة وما حولها؟؟؟

لجج العوام، وقلَّة صبرهم يضطر القائد للقبول بأمورٍ هو لا يريدها ولا يرض بها، ولكن عندما يضغط الناس عليك ويلجُّون ويتألَّمون ويشكون لك الحصار والجوع والبرد والأسر تضطر للتنازل قليلًا.

همَّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أن يُصالحَ غطفانَ ولكنّ النبي – صلى الله عليه وسلم – كحاله دوما لا يقطع أمرا بغير مشورة المسلمين (وأمرهم شورى بينهم)، فاستشارَ- روحي فداه – في ذلك سيِّدا الأنصار سعدَ بنَ معاذ وسعد بنَ عُبادة -رضي الله عنهما-، فقالا: يا رسولَ الله: قد كنّا نحن وهؤلاء على الشّرك وعبادةِ الأوثان، لا نعبدُ الله ولا نعرِفه، وهم لا يطعَمون منها ثَمَرةً إلا بيعًا أو قِرى [إكرام ضيف]، أفحِين أكرَمنا الله بالإسلام وهدانا إليه وأعزَّنا بك وبه نعطيهم أموالنا؟! [أنرضى الدنية في ديننا] والله ما لنا بهذا من حاجةٍ، والله لا نعطِيهم إلا السيفَ حتى يحكمَ الله بيننا وبينهم، ففرِح النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بذلك لما رأى من الثباتِ والاستقامة والصمود والإباء.

وثبت الله المسلمين فأتى فتح الله ومدده ونصره، في خضم هذه الابتلاءات ومع حصار تلك القوات أتى نصر الله من فوق سبع سماوات وما يعلم جنود ربِّك إلا هو، بعث الله ريحًا شديدة في ليلةٍ باردة مظلِمة، فجعلت تقلِب القدورَ وتطرح الأبنيةَ وتقلب عليهم الحِجارة، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائمٌ يصلّي، يقول حذيفة -رضي الله عنه- كما عند الحاكم والبيهقي: لقد رأيتُنا ليلةَ الأحزاب وأبو سفيان والأحزاب فوقَنا وقريظةُ اليهود أسفَل منّا، نخافهم على ذرارِينا، وما أتَت علينا قطّ ليلةٌ أشدّ منها ظلمةً ولا أشدّ ريحًا، في أصواتِ ريحها أمثالُ الصواعق، وهي ظلمةٌ ما يرى أحدُنا أصبعَه. إلى أن قال: فسمعتُ المشركينَ يقولون: الرحيلَ الرحيلَ لا مُقام لكم، وإذا الريحُ في عسكرهم، فوالله إني لأسمع صوتَ الحجارة في رحالهم وفُرشِهم، والرّيح تضربهم بها.

هذا ما حصل في أفغانستان وفي غيرها، صمد المسلمون تسع سنين فنادى الروس بعدها: (الرحيلَ … الرحيل) لا مُقام لكم، فالطائرات لا تحسم معركة، بل الذي يحسم المعركة هو الذي يتشبَّثُ بالأرض ويثبت فيها
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) (الأحزاب9)

تفرّق الأحزاب، وعادَت قريش كما عادَت غطفان لم ينالوا خيرًا، كما انقلَب اليهودُ بخيانَتِهم وخَيبتهم، المعتدون القادمون من خارج البلاد سيرجع من بقي منهم إلى بلادهم، أمَّا الغبي الذي يجلس بيننا ويخون أهل بلده كيف ستكون عاقبته ؟!!

قلنا يومها للبي كي كي أنتم من أهل البلد، اليوم تستنجدون بالتحالف وبالروس!! غدا ستنسحب روسيا وستترككم لنهايةٍ كنهايةِ بني قريظة (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) (الأحزاب:25)

ذهب المشركون وارتدوا خائبين، ولكنَّ الخونة مازالوا موجودين في المدينة، فلما رجع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة ووضَع السلاحَ ليغتسل مِن وعثاءِ تلك المرابطة جاءه جبريل -عليه السلام- وقال له: إنّ الملائكةَ لم تضع أسلحَتَها.

درسُ ربَّاني للقيادة النبوية؛ (إن انتهيت من العدو الخارجي … ولكن لابدَّ من تأديب الخونة)

يا محمد إنّ الملائكةَ لم تضع أسلحَتَها، فسر إلى بني قريظة، فسار النبي – صلى الله عليه وسلم – إليهم وحاصَرهم، ثم أنزلهم على حُكمِ سيِّد الأوس سعدِ بن معاذ -رضي الله عنه- وكان بينه وبين بني قريظة صحبة وبيعٌ وشراء، فلم تأخذه في الله لومَةُ لائم، وحكم فيهم بحكم الله بقتلِ مقاتِلَتِهم وسبي ذراريهم، فضُربت أعناقُ الخَوَنة، وانتصَرَ الله لدينه وأوليائِه، وذلك حين يقول المولى سبحانه: (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا) (الأحزاب: 26-27)

هذا جزاء الخونة، هذا جزاء الغدَّارين، قلناها وسنبقى نقولها: احذروا يامن تخونوننا عاقبةً كعاقبة بني قريظة ….

والله غالبٌ على أمره ولكنَّ أكثر الناسِ لا يعلمون

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين

الخطبة الثانية
الحمد لله معز أوليائه وناصر أصفيائه ومذل أعدائه، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد إخوة الإيمان:
والله لقد أحببت اليوم بتدارس غزوة الأحزاب أن أذكِّر نفسي ومن ثمَّ أذكِّر إخواني الذين تصدروا لقيادة الموقف في الشام وأذكركم جميعًا، بأنّ جزاء الصادقين نصرٌ وعِدنا به وعد الصِدق من أحكم الحاكمين، فالنصر مآل المتّقين الصابرين الذين لا تثنِيهم الشّدائد عن دينهم، ولا تزعزِعُهم الفِتَن عن اليقين بربهم، أولئك المؤمنون الصادقون الذين قال الله فيهم: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24)) (الأحزاب: 22-24)

مآل المتقين نصرٌ وتثبيت بوعد صدقٍ من الله ورسوله، أما أولئك الكفرة ومن وراءهم من العملاء والمنافقين فوعدهم قول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) (الأنفال:36)

والله الذي لا إله إلا هو سَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ … وما لسان حالنا إلى دعوة النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم الخندق: ” اللهمّ منزِلَ الكتابِ سريع الحساب اهزِم الأحزابَ، اللهمّ اهزِمهم وزلزلهم ” [البخاري ومسلم]

اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم، والذي لا إله إلا هو، إنَّ يقيننا بالله بأننا سنفتح الشام كاملة وسندخل دمشق مكبِّرين مهللين ننادي “لا إله إلا الله وحدَه، صدق وعدَه، ونصر عبدَه، وأعزَّ جندَه، وهزم الأحزابَ وحدَه، فلا شيء بعدَه” [البخاري ومسلم] والله لندخلنَّ مدن الشام مدينة مدينة حتى نصل الأقصى ونحن ننادي بها، “لا إله إلا الله وحدَه، صدق وعدَه، ونصر عبدَه، وأعزَّ جندَه، وهزم الأحزابَ وحدَه”

هذا يقيننا بالله وحسن ظننا به والنصر آت ووعد الله صدق، وعلى الله فليتوكِّل المتوكلون

إنِّي داعٍ فأمِّنوا

0%

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى