الشيخ: محمد أبو النصر
الجامع: أحد مساجد حلب المحررة
التاريخ: 16/ تشرين الأول /1436هـ
الموافق: 3/محرم/2015م
الأفكار الأساسية الواردة في الخطبة الأولى
1- انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا.
2- إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ…
3- الله الله يا مسلمون…
4- رسالة إلى القادة
5- عندما تغدو المناهج أديانًا يُتعصَّبُ لها
الأفكار الأساسية الواردة في الخطبة الثانية
6- وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ.
7- خطورة ترويج ما يُنشر مِن كذبٌ وضخٌ إعلامي.
8- حشدوا والله يحشد جنده.
لتحميل الخطبة كتابيا بصيغة PDF
لتحميل الخطبة صوتيا بصيغة MP3
* ملاحظة: ما بين معكوفتين [ ] فهو شرح مُدرج في سياق ذِكرِ الدليل.
الخطبة الأولى
الحمد لله مُعِزِّ الإسلام بنصره، ومذلِّ الكفرِ بقهره ومصرِّف الأمور بأمره، ومُديم النِّعمِ بشكره. الذي قدَّر الأيام دُولًا بعدله، فاستدرج الكفار بمكرِه وجعل العاقبة للمتقين بفضله، وأظهر دينه على الدين كُلِّه.
القاهرُ فوق عبادهِ فلا يُدافع، والظاهر عليهم فلا يُمانَع، والآمرُ بما يشاء فلا يُراجع ولا يُنازع، أحمَدُه جلَّت قدرته وعزّ سلطانه وأعوذ به مما أحاط به علمه وأحصاه كتابه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، شهادة من طهَّر بالتوحيد قلبه، وأرضى بها ربَّه، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله رافِعُ الشكِّ وداحِضُ الشرك بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمّة وكشف الله به الغُمّة، وأقام في الناس كلمة التوحيد، مَن آمن بها وعمل بمُقتضاها فقد أفلح وفاز فوزاً عظيماً، فصلوات ربِّي وسلامه عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغُرِّ المحجَّلين ومن سار على دربهم واهتدى بهداهم وتبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين أمَّا بعد عباد الله يقول الله تعالى وهو أحكم القائلين: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (التوبة:41)
وفي الصحيحين عن أَبي هُريرة – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رسول الله : “تَضَمَّنَ الله لِمَنْ خَرَجَ في سَبيلِهِ، (لا يُخْرِجُهُ إِلاَّ جِهَادٌ في سَبيلِي، وَإيمَانٌ بِي، وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي، فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أنْ أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أَوْ أُرْجِعَهُ إِلَى مَنْزِلهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ بِمَا نَالَ مِنْ أجْرٍ، أَوْ غَنيمَةٍ). وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ في سَبيلِ اللهِ، إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ كُلِم؛ لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ ريحُ مِسْكٍ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْلاَ أنْ يَشُقَّ عَلَى المُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلاَفَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو في سَبيلِ اللهِ أبداً، وَلكِنْ لاَ أجِدُ سَعَةً فأحْمِلُهُمْ وَلاَ يَجِدُونَ سَعَةً، وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي. وَالَّذِي نَفْس مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أنْ أغْزُوَ في سَبيلِ اللهِ، فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أغْزُوَ فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أغْزُوَ فَأُقْتَلَ”. [رواه مسلم، وروى البخاري بعضه].
إخوة الإيمان والعقيدة هذا كلام الله وكلام رسوله يبيِّن لنا طريق الخير في الدنيا والآخرة، طريقٌ يعزُّ الله به جُنده في الدنيا، ويُكرمُ أولياءه في الآخرة، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “مَنْ قَاتَلَ في سَبِيلِ الله من رَجُلٍ مُسْلِمٍ فُوَاقَ نَاقَةٍ، وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحاً في سَبِيلِ اللهِ أَوْ نُكِبَ نَكْبَةً فَإنَّهَا تَجِيءُ يَوْمَ القِيَامَةِ كَأَغزَرِ مَا كَانَتْ: لَونُها الزَّعْفَرَانُ، وَريحُها كَالمِسْكِ”. [رواه أَبُو داود والتِّرمِذي، وقال: حديث حسن].
وقد روى البخاري في صحيحه عنه – صلى الله عليه وسلم – أنَّه قال: “ما اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ في سَبيلِ اللهِ فَتَمَسَّهُ النَّارُ”.
ما اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ في سَبيلِ اللهِ فَتَمَسَّهُ النَّارُ… وها نحن إخوة الإيمان نشهد هذا التكالب الذي تكالبت به أمم الكفر ومِلل الطغيان على بلاد الشام هذي البلاد التي تكفَّل الله بها، تكالبوا عليها لتكون محرقتهم هنا جميعًا بإذن الله، النصيرية الكافرون، والمجوس الحاقدون، والروس المجرمون، والصليبيون الطامعون، وكلابهم كلاب أهل النار الخوارج الدواعش المارقون – سندُ الكفَّارِ وعونهم – ها هم قد أتوا جميعا يريدون قتال الإسلام والمسلمين، يريدون أن لا تقوم للمسلمين دولةٌ تُقدِّم أمر الله على أوامرهم، يريدون أن يعيدوا هذه البلاد لما كانت عليه، (إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا)
ها هم يتكالبون علينا يعين بعضهم بعضًا، تجمعهم المصالح وإن اختلفت دعواهم أو اختلفت تسمياتهم، وقد رأينا بأعيننا التنسيق والتعاون الذي غدا بينهم، ينسِّقون جميعاً علينا، إسرائيل والصين وروسيا وأمريكا والنظام الكافر ينسِّقون العمل على أهل السنَّة في بلاد الشام، والدواعش معهم رأيناهم وهم يطعنون ظهر المجاهدين في حلب وقد توجَّه جيش الفتح إلى حماة الإباء فإذا بالخوارج، كلاب أهل النار يطعنون المجاهدين في ظهورهم، ويسلِّمون المناطق بعدها لحلفائهم، يسلمونها للنظام الكافر، وبعد هذا كلِّه نرى من لايزال ينغش بكذب دعواهم، ينغش بزيف كلامهم…
فالله الله أيها المسلمون في دينكم، الله الله في عزِّكم وكرامتكم، الله الله أيُّها القاعدون، الله الله أيُّها المرجفون، الله الله أيُّها المتعذِّرون…
الله الله أيُّها القادة المشرذمون، أيُّها القادة المجرمون الخاطئون، يامن فرقتم دينكم وكنتم شيعا كلُّ حزب بما لديهم فرحون، اتقوا الله ففسادكم أزكمت رائحته الأنوف، يا من تعذَّرتم بالدين، يا من جعلتم المناهج أديانًا يتعصب لها من دون شرع الله وما ذاك إلا لتمرير مطامعكم، يا من غدوتم ألعوبةً بيد الشرق والغرب، تنحوا عنَّا أنتم وخلافاتكم ومناهجكم فقتالنا اليوم جهاد دفعٍ لعدو صائل لا يحتاج منا كلَّ هذا التعقيد… هذا التعقيد، وتلك الخلافات التي جعلتموها ذريعةً لتحقيق مآربكم وشهواتكم وأطماعكم.
الله الله يا مسلمون… الله الله يا مسلمون فقد بدأت الملاحم وقد بدأت البشارات وقد ظهرت الكرامات، وإنَّما النصر صبر ساعة، وإنَّما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب، فمن ذا الذي سيسمع أمر ربِّه بالنفير فيقول لبيك اللهم لبيك، لبيك اللهم لبيك، لبَّيك لا شريك لك لبيك…
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التوبة:38-39)
إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا، عذاب الله تعالى، وعذابٌ بيد الأعداء الذين لا يُميِّزون بين قاعدٍ ومجاهد، الذين لا يُميِّزون بين مؤيِّدٍ له وثائر، عندما يأتي العدو فيقتل ويُجرم ويستبيح الأعراض لا يميز بين قاعدٍ ومجاهد … لن يميِّزوا بين عِرض مؤيِّدٍ لهم وبين عِرض مجاهدٍ ثائرٍ يقارعهم … إن ظهروا علينا – لا سمح الله – فالكلُّ عدوٌ لهم، كلُّ من كان من أهل السُّنَّة فهو عدوٌّ لهم، ولو كان انتسابه لأهل السُّنَّة انتسابًا شكليًا بالنسب، وقد رأينا كيف نكَّلوا بأهل بعض القرى التي لم يخرج منها مجاهدٌ واحد، بل كان بعضهم من مؤيِّدي الكفَّار المجرمين يميلون لهم بقلوبهم ومع ذلك فقد نكَّل الكفَّار بهم شرَّ تنكيل… (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا) فدين الله منصور وشرع الله ظاهر(وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) (محمد: 38) يأتي الله بجندٍ ينصرون دينه ويُعزُّن شريعته ويُعلون رايته، ولكنَّ الفرق عندك، فإمَّا أن تكون من المُستعملين في نُصرةِ دين الله لتنال عزَّ الدارين، أو أن تكون من المُستبدَلين الهالِكين … اللهم استعملنا ولا تستبدلنا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وأعطنا ولا تحرمنا.
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفا وصلاةً وسلامًا على عبده الذي اصطفى، عباد الله اتقوا الله حقَّ تقواه وراقبوه مراقبة من يعلم أنَّه يراه، وتزوَّدوا من دنياكم لآخرتكم عملا يرضاه، واعلموا أنَّه لا يضر وينفع ولا يعطي ويمنع ولا يصل ويقطع ولا يخفض ويرفعُ إلّا الله، واعلموا أنَّ الله تعالى قد أمركم بأمرٍ بدأ به بنفسه وثنى بملائكة قدسه وثلَّث بالعالمِ من جنِّه وإنسه فقال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرًا حكيما: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)(الأحزاب:56)
اللهم صلِّ على إمام المجاهدين وقائد الغرِّ المحجلين وعلى آله وصحبه أجمعين أمَّا بعد إخوة الإيمان، يقول الله تعالى وهو أحكم القائلين:
(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) (النساء:83)
إخوة الإيمان كم من المسلمين يتَّبِع خُطا شياطين الإنس والجن، يتَّبع خطا الشيطان من حيث لا يدري، يسمع شائعة أو كلمةً من هنا أو هناك، فيبدأ بنشرها ويبدأ بالحديث عنها يُخذِّلُ ويُرجِف ويغتاب ويطعن في المجاهدين، وينشر ذلك بين صغار المجاهدين، ولا يردُّ الأمر لمن يستنبطونه، ولا يردُّ الأمر لمن يعرفون حقيقته، فيكون سببا في الهزيمة والخذلان من حيث لا يشعر!!
وكم من المناطق التي خسرها المجاهدون في حلب مؤخَّرًا كان سبب خسارتها انسحاب بعضهم لتوهم انسحاب ميمنته أو ميسرته أو إشاعة البعض على وسائل التواصل الاجتماعي سقوطها بيد العدو فيصل الخبر للمجاهد، يظن أنَّ ميمنته قد سقطت أو مشئمته قد سقطت أو أن من خلفه انسحبوا فيخشى على نفسه وعلى إخوانه يضاف إلى ذلك التوتر العصبي الشديد الذي يعيشه المجاهدون في هذه المرحلة، فينسحب للظنِّ ويأتي العدو فيأخذ المناطق لقمة سائغة بلا مقاومة… وما ذاك إلا بسبب ما يروِّجه البعض ولا يراعي حال إخوانه، وبالذات المرابطون خلف أجهزة الهواتف ينشرون كلَّ ما هبَّ ودب، ويسمع المجاهد بأنَّ هذا يحشد وهذا سيلتف وهذا من هنا وذاك من هناك ….
ونحن إذ لا نُنكر حشد عدونا علينا ولكننا نبيِّنُ بأنَّ ثُلثا ما يُنشر كذبٌ وضخٌ إعلامي يُراد به إرهاق المجاهدين، وتحطيم معنوياتهم…
ولكن في خضمِّ هذه الفتن تظهر حقيقة جنود الله، تظهر حقيقة آساد الحق، حماة الحمى، (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(آل عمران: 173-175)
فمن ظنَّ أن الحرب ألعوبةٌ، فهو خاطئ، ومن ظنَّ أن أهل الحقِّ لم يكونوا متوقِّعين لهذا فقد توهم خطأ، ولكنّها الثقة بالله، واليقين بالله، والأمل بوعد الله، وإنَّ غدا لناظره قريب، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ، فوالله والله لكم رأينا من كراماتٍ في الأيام التي خلت والله إنا لنراه قريبا
وها هو العدو يتحرك قربنا ولكن كلُّنا ثقةٌ بآساد الله حماة الحمى والبشارات تصلنا من هناك وكرامات المجاهدين تظهر…
قوات العدو ودباباته وطائرات الروس وغيرُ ذلك مما جمعه الكفارُ على المجاهدين وأنت تنام بين أهلك آمنًا مطمئنًّا – بين زوجتك وبنيك – وغيرك ممن تغتابهم وتخوض في أعراضهم وتطعن في ثباتهم من إخوانك المجاهدين يصِلون الليل بالنهار ويسهرون ليلهم على أزيز الرشَّاشات وأصوات المدافع، ينام على التراب وبين الصخور، وأنت في بيتك آمنٌ مطمئن، أخوك خلف رشاشك يدافع عن عرضك وعن بنيك، فالله الله في إخوانكم كونوا معهم وانفروا معهم فوالله لا عذر لقاعد أمام الله …
ومدد الله آت ونصر الله قادم، ولن ينفع الكفار حينها عددٌ ولا عتاد، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ.
حشدوا والله يحشد جنده *** والله في كل المعارِك غالب
إنِّي أرى النصر المؤزَّر قادما *** والله عن أهل الشآم يُحارب
اللهم نصرك الذي وعدت، اللهم نصرك الذي وعدت، اللهم نصرك الذي وعدت …
إنِّي داعٍ فأمِّنوا