فشلت دعوة التضامن مع حلب عقب صلاة يوم الجمعة (30/9/2016) التي دعا لها “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” و”المجلس الإسلامي السوري” ودعمتها المعارضة ممثلة بالائتلاف ومؤسساته وأضرابهم، فقد خرجت مظاهرة واحدة في السودان شارك فيها بضع مئات وخرجت بضع مظاهرات في اسطنبول وموريتانيا وبضع مدن في العالم يبلغ مجموعهم مجتمعين في كل العالم بضع مئات.
عدا من ذكرت، كان من الفضيحة أنه لم تخرج مظاهرة واحدة في كل العالم العربي والإسلامي مع أن صلاة الجمعة أقيمت وحضرها مئات الملايين من المسلمين، والفضيحة الأكبر أن السوريين في دول اللجوء وعلى رأسهم تركيا لم يستجيبوا حيث خرج بضع عشرات منهم فقط في اسطنبول في استفتاء عالمي عفوي على مكانة هذه الهيئات و”العلماء” نفذه مسلمو العالم والسوريون عبر التجاهل و”المقاطعة الفضيحة”.
لكن وبدعوات من الناشطين، وليس استجابةً لدعوات الهيئات الإسلامية والمعارضة، خرجت السبت (1/10/2016) بضع مظاهرات فقط وفي أوروبا حيث يتمتع السوريين بالحرية، فكان أكبرها في برلين التي شارك في مظاهرتها وحدها سوريون فاق عددهم مجموع كل من شارك في المظاهرات التي دعت لها الهيئات الإسلامية العالمية والسورية والمعارضة في كل العالم.
لو شارك في المظاهرات المشايخ الذين دعوا للمظاهرات المنتسبين لـ”الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” وهم بالآلاف من المساجد التي خطبوا فيها يوم الجمعة في بلدانهم لكان العدد بالملايين، ولو خرجوا هم وعائلاتهم فقط لكان العدد بعشرات الآلاف، ولو شارك أعضاء “المجلس الإسلامي السوري” الموجودون في تركيا مع عائلاتهم لكانوا بالآلاف في أنحاء تركيا، ولو شارك أعضاء الائتلاف وحكوماته ومؤسساته وهيئاته وموظفيهم مع عائلاتهم فقط لكان العدد بالآلاف في تركيا وحدها، ولو شارك من يديرون مؤسسات ما يسمى “المجتمع المدني” التي تتعيش على الثورة هم وعائلاتهم بالمظاهرات لكان العدد بالآلاف، وفي كل ذلك تكمن فضيحةٌ أخرى حيث يغيب أصحاب الدعوة عن دعوتهم.
تصوروا أن أحداً من كل من ذكرت (تقريباً)، لا هم ولا عائلاتهم قد شاركوا في مظاهرة دعوا لها لأعدل قضية، تصوروا أن خطيباً واحداً في أي مسجد في كل العالم العربي والإسلامي لم يجرؤ بعد صلاة الجمعة للدعوة من على المنبر والخروج في مظاهرة دعا اتحاده المسلمين لها، تصوروا أن المشايخ السوريين في مجلسهم وراكبي السياسة بينهم (وهم بأكثريتهم كذلك) لم ينشر واحدٌ منهم بأي وسيلة إعلامية له حضور فيها دعوةً خاصة منه للتظاهر ولم ينزل للتظاهر مع أنه دعا السوريين للتظاهر، ولم يتعطف أي من مشايخ الشاشات او أصحاب البرامج الاستعراضية “وإسلام شو” على وزن برامج المنافق “عمرو خالد” وأضرابه، لم يجرؤوا (أو لم يرغبوا) عبر صفحاتهم ومواقعهم الاجتماعية الافتراضية على نشر دعوة للتظاهر يمررها أحدهم بين أكوام نصائحه وإرشاداته لقطيع “الخراف” الذين يخاطب قلوبهم “وجيوبهم بألف طريقة.
ليس على السوريين لوم فقد تظاهروا لسنوات دون أن يصل صوتهم ولتضيع جهودهم نتيجة ركوب الموجة من قبل الهيئات التي ذكرت ومنها المعارضة، هيئات كانت ترى في المظاهرات وسيلة “للبروزة” بينما ضاعت جهود المتظاهرين وسط سوء التخطيط والإدارة وفشل هذه الهيئات في تعبئة الرأي العام في أوروبا وانعدام مناخ الحرية في باقي بلاد الإسلام واللجوء.
لم يسقط السوريون المؤيدون للثورة ولم تسقط عدالة الثورة، بل سقطت المعارضة وهيئاتها، وسقطت منظمات المجتمع المدني “المرتزقة” ومن يديرونها، وسقط “المجلس الإسلامي السوري” وكل المشايخ الراكبين والمتعدين على السياسة، وسقط “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، وسقط كل مشايخ الشاشات، وسقطت معهم الأنظمة التي يعملون لحسابها وهيئاتهم الإسلامية ومؤسسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر “الفاسدة الضالة” التي تعتدي على حريات الناس، وسقطت دور الإفتاء والمفتين والهيئات الإسلامية التي ترتزق على الدين الذي لو كانت تعرف جوهره لفتحت قلوب العالم للإسلام، وسقط أخيراً إعلام العرب والمسلمين.
لا زال بعض مشايخ “المجلس الإسلامي السوري” والمشايخ الذين ركبوا الثورة والسياسية و”الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” ومشايخ الشاشات و”إسلام شو”، ما زالوا يرددون أن الثورة السورية لم تنتصر لتقصير السوريين في إسلامهم، بل كل مسلم سوري ثائر محب للحرية فيه من الإسلام النقي ما يفوقهم جميعاً، بل هم عطلوا النصر وأخروه بركوبهم على الثورة والدين، بفهمهم المشوه الخاضع للحاكم مع فتوى “تحت الطلب” بينما يركب هؤلاء المستبدون ظهور شعوب المسلمين.
سقطت المعارضة وهيئاتها لكن حلب لن تسقط والثورة ستنتصر بإذن الله، وعاشت الثورة السورية والسوريون المؤيدون للثورة، وسيبقى الإسلام الفطري الحقيقي هويتهم بينما سقط الغثاء من مشايخهم والمؤسسات التي يسترزقون منها في كل العالم وعلى رأسهم مشايخ الشاشات، سقطوا في مزابل النفاق والخيانة والتاريخ.
الوسومالثورة السورية حلب مشايخ