تبسيط المعقد وتعقيد البسيط
كل المشاريع الكبيرة التي تحتاج إلى حشد أعداد كبيرة من الناس خلفها لتنفيذها تحتاج إلى تبسيط في العرض مهما كان المشروع في أصله معقداً.
فالعرض المبسط للفكرة أدعى لانتشارها والحماس لها وعدم الاختلاف عليها أما عرض الأفكار بطريقة مركبة معقدة على عموم الناس يجعل تبنيها وانتشارها صعباً.
وأذكر هنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسم عندما قال لعمه أبي طالب:
يا عم إنما أريد منهم كلمة ! تدين لهم بها العرب وتؤدى لهم بها جزية العجم !
وعندما سئل عن هذه الكلمة قال: لا إله إلا الله.
لم يدخل صلى الله عليه وسلم في تفصيلات كثيرة عن نظام الإسلام ومبادئه وشريعته وعلاقة الإسلام بغيره وغير ذلك كثير بل جعل الأمر بسيطاً جداً …كلمة واحدة!
والأمثلة في التاريخ من غير الإسلام أيضاً كثيرة
فالشيوعية أيضاً فكرة معقدة ولكنها عندما انتقلت من التنظير إلى الحراك لحشد الناس خلفها كان شعارها: يا عمال العالم اتحدوا !
ولو سألت الثوار الشيوعيين الذي قاتلوا في سبيل الشيوعية وقتلوا على ذلك عن الشيوعية فلن يعدو فهمهم لها إلا أنها توحد للعمال ضد الراسمالي الظالم .. بهذه البساطة!
وعلى النقيض من ذلك كلما كانت الفكرة المطروحة أكثر تعقيداً كلما كان ذلك سبباً لعسر فهمها وكثرة تأولها تأولات خاطئة وفرقة الناس عليها فكيف لو طرحت عدة أطروحات معقدة!
هذا ما حصل في ثورتنا السورية للأسف.
بدل أن نبسط المعقد
عقدنا البسيط
فتفرقنا واختلفنا وتنازعنا ونعوذ بالله من الفشل.
لا بد من مشروع جامع يطرح بشكل بسيط محفز يجمع الناس جميعاً خلفه.