بيان تجمُّع دعاة الشام حول استشهاد الأخ أبو عمير الشامي أمير حركة أحرار الشام في محافظة حلب
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (الأحزاب:23)
بلغنا في تجمُّع دُعاة الشام وبلغ المجاهدين جميعاً على أرض سورية الحبيبة نبأ استشهاد الأخ أبو عمير (المعروف بأبي خالد السوري سابقاً) أمير حركة أحرار الشام في محافظة حلب وهو الأخ الذي عرفناه جميعاً مجاهداً حكيماً لطيفاً صبوراً وهو الذي ما شهدنا عليه إلّا خيراً طيلة فترة جهاده في بلاد الشام ومن قبلها عندما كان مهاجراً في سبيل الله لمختلف أصقاع الأرض.
ولعلّ أهمّ ما اتصف به أبو عمير الحكمة البالغة في حلِّ الخلافات بين المجاهدين وبالذات تلك الخلافات التي بدأت تتفاقم مع البغاة العملاء الذين عمِلوا جاهدين في الآونة الأخيرة على تمزيق صفِّ المجاهدين وزرع الأحقاد وإشعال نار الفتنة فيما بينهم.
وهنا في معرِض هذا الحدث الجلَل فإنّنا بعد أن ندعوا الله أن يتقبَّل أخانا أبا عمير شهيداً، وأن يُرينا في قاتليه آيةً وعبرة فلابدّ لنا أن نُنبّه لأمور مهمّة نبَّهْنا إليها سابقاً – وقد أصبحت الآن باستشهاد أبي عمير ومن سبقه من القيادات أكثر ضرورة وأهمية – وهذه الأمور هي:
فنخب وقيادات الثورة كانوا ومازالوا غرَضاً وهدفاً للنظام الذي عجز عن استهدافهم مباشرة فاستخدم عملاءه وطابوره الخامس الذي كان منه من تزيّا بزيّ الإسلام والجهاد وغرّر بضعاف العقول والسفهاء لاستهداف قيادات الثورة ونخبها وخيرة ناشطيها، تلك الثورة الفقيرةُ أساساً بالنخب، كيف لا وقد آثر الكثير من مثقفي وخبراء سوريا (بل ومشايخها) دُنياهم فغادروا البلاد أو آثروا البقاء في مناطق سيطرة النِّظام المجرم وحسبنا الله ونعم الوكيل.
لذا كان لابدّ لقيادات الجماعات المقاتلة (وبالذات التشكيلات الكبيرة التي أُعلِن عنها مؤخراً) من اتخاذ مجموعة من التدابير الفعّالة والسريعة لعلّ أهمها:
1- التأكيد على ضرورة حماية القيادات والنُّخب وبالذات القيادات ذات الخبرة والعلم والتجربة واتخاذ التدابير الأمنية الكفيلة بذلك.
2- تدريب العناصر الموكلة إليهم حماية الشخصيات المهمّة تدريباً خاصًّا يتلاءم مع مهمتهم وبالذات فيما يتعلّق بأسلوب التّعامل والجدِّية مع الجميع.
3- ضرورة إدراك أنّ حربنا طويلة الأمد وأنّه يجب أن نتنبَّه لخطورة استنزاف القيادات والكوادر وضرورة العمل على زيادة عددهم وتطويرهم بشكل دائم.
4- تشكيل لجنة علمية تعمل على اختيار مناهج تطوير وتعليم للقيادات والكوادر موزعة على مراحل توضع بالتعاون مع مختصين في مختلف المجالات.
5- البدء بعملية فرز نوعية للعناصر واختيار المناسب منهم لدورات القيادات والكوادر بمختلف الاختصاصات العسكرية وغير العسكرية.
6- التأكيد على أهمية أن تطال دورات التطوير القيادات والكوادر الحالية صاحبة القرار.
7- تخصيص ميزانية مناسبة لعملية التطوير والتدريب في العلوم الإدارية والسياسية والشرعية على غرار عمليات التطوير على مستوى العلوم العسكرية.
8- العمل على الاستفادة من خبرات بعض الإخوة المهاجرين بعد البحث والاستقصاء عنهم، وجذبهم واحتوائهم لكيلا يتمّ استقطابهم من جماعات الخوارج والتكفير علماً أن نسبة كبيرة من الإخوة المهاجرين لأرض سوريا لا يحملون هذا الفكر وقد كانوا خير عونٍ لنا بخبراتهم وقدراتهم.
9- ضرورة إيجاد حلٍّ سريع لمشكلة تنظيم البغدادي يتضمَّن عملية تعريةٍ لفكرهم ومنهجهم تُستخدم فيه كل وسائل الإعلام المتاحة والقريبة من المقاتلين ما أمكن، بُغية تخليص المغرَّرِ بهم والجاهلين من أبناء وطننا ولعلَّ هذا يقع بشكل مباشر على عاتق الدُّعاة والعلماء الذين لابدّ من زيادة أعدادهم وتطويرهم ليكونوا على قدر المسؤولية، بالإضافة لضرورة ضرب معاقل ذلك التنظيم وتحريرها عسكرياً وإنهاء نقاط تجمُّعه.
10- لابدّ للتجمعات الكبيرة العاملة في الثورة من التعاون مع هيئة شرعية مركزية والعمل على إنشاء جهاز أمني واستخباراتي احترافيّ العمل، يكون دوره ملاحقة الطابور الخامس من عملاء النظام والمخرّبين داخل الثورة أو باسمها.
ختاماً فإنَّ تجمع دعاة الشام يؤكِّد بأنَّه يضع خبراته في خدمة جميع العاملين على الساحة السورية بغية تطوير الكوادر والمناهج وتعزيزها.
تقبّل الله أخانا أبا عمير (محمد بهايا أبو خالد) شهيداً وأحسن الله عزاء أهله وإخوانه المجاهدين و إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
( عرفتُ وجرّبتُ الأُمورَ فما أَرَى …….. كماضٍ تَلاَه الغابرُ المتأخِّرُ )
( ولكنَّ أهلَ الفضل من أهل نِعْمَتِي ……. يمرُّون أَسْلافاً أمامِي وأَغْبُرُ )
( فإن أَبْكِهِ أُعْذَر وإن أَغلِبِ الأَسَى … بصبرٍ فمِثْلي عندما اشتدَّ يَصْبِرُ )
شام رسول الله
23/ربيع الثاني/1435هـ
الموافق 23/شباط/2014م