في يوم أحد وبعد أن هدأ أوار المعركة ، وشعرت قريش أنه قد ثأرت واستعلت ، وقف أبو سفيان ، وكان على الشرك يومها ، ونادى بأعلى صوته :
أعل هبل .. يوم بيوم بدر …
والتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه ، وهو في الحال التي كان عليها ، نتيجة ما أصابه من الجراح ، وقال : ألا تجيبوه ، فسأله عمر رضي الله عنه وماذا نقول يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا له : الله أعلى وأجل …لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار …
ولا أعلم لماذا لم يستنبط فقهاء الحركات الإسلامية ، والمتنفذون باسمها من هذا الواقعة ، وجوبَ جواب كل طاغية عتل مستكبر يحاول أن ينال من معنويات المسلمين ، وأن يستعلن بالجرأة عليهم ، ليفت في عضدهم ، وليجعل من نفسه طاووسا مختالا فوق رؤوسهم ..؟!
أمرُ الرسول صلى الله عليه أصحابه بالجواب ، وتعليمهم مضمونه ونصه ؛ ألا يعني أن واجب قادة المسلمين ، ورجال رأيهم ، من حملة المسئولية ، أن يظلوا أبدا بالمرصاد ، حاضرين في كل ساح ، مستعلين في كل نادٍ ، يجيبون الأدعياء ويقمعون الأعداء …
( أهجهم وروح القدس معك ) كلمات مأثورات عن رسول الله ، في تأييد ودعم سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه وهو ينافح عن دين الله ، وعن رسول الله :
هجوتَ محمدا فأجبتُ عنه … وعند الله في ذاك الجزاءُ
هجوتَ مباركا برا كريمـا … أمين الله شيمته الوفـاءُ
أتهجوه ، ولستَ له بكـف … فشركما لخيركما الفـداءُ
أليس هذا نصا آخر يعلمنا أن الصمت ، واللامبالاة ، والتجاهل ، والانغماس في الرمل كلا وليس رأسا فقط ، ليس من شأن العاملين الجادين القاصدين الراشدين …
واستعاذ رسول الله من الهم والحزن ومن العجز والكسل ، فهل يرضى عن أتباعه أن يكونوا من العاجزين ..
لن يعجز مسلم جاد صادق يتحمل من أمر المسلمين ما ارتضاه لنفسه من غير إكراه ، أن يرفع صوته يرد على نصر الشيطان زيفه وادعاءه ونفخه وبغيه وعدوانه ، فيشد على القلوب المتعبة ، ويطرد الوهن عن نفوس مسها القرح : (( إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ )).
لن يعجز قائد مسلم جاد قاصد أن ينادي على نصر الشيطان : الله أعلى وأجل من روسية التي تظللك ومن أمريكا التي تدعمك …
ألا خسئت يا عميل الروس ، وخسئت يا ذيل الأمريكان ، خسئت أيها الصهيوني بعمامة خبث سوداء …
خسئت يا نصر الشيطان وهذه الشام هي التي ستطحنكم بإذن الله ، وهذه حلب هي التي سترديكم وتطويكم يا أعداء الإسلام والإنسان …
خسئتم يا أعداء الإسلام ..وخسئتم يا أعداء الإنسان ،ولا سواء في معركتنا اليوم كما لم يكن سواء في الأمس : لا سواء – يا نصر الشيطان – قتلانا في الجنة ، قتلانا شهداء أحياء عند ربهم يرزقون ، وقتلاكم أيها القتلة المجرمون المعتدون المحتلون في نار جهنم خالدون…
لا سواء يا نصر الشيطان …
بل لا سواء يا ذيل الشيطان ، لا سواء أيها القتلة المعتدون المستأجرون من كل أشرار العالم ، ولن تنفعكم أموال الصفويين ، التي بها تتباهون ، كما لن ينفع الصفويين طائرات الروس ، ولا حلفهم مع الأمريكان ، ولن تنفعكم شراكتكم التاريخية مع الصهاينة المجرمين …
خبتم وخسرتم – يا نصر الشيطان – وخاب الرجس والنجس ، خسئت – يا نصر الشيطان – فلن تعدو قدرك .. وستعود وممولوك من حيث بدأتم ؛ صَغارا وذلة ، وستطحنكم إرادة الأحرار ، وسيقصم ظهوركم صوت عمر : الله أعلى وأجل ، وستفقأ أعينكم رماح القعقاع ، وسيحز فرسان أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رؤوسا قد باض وفرخ فيها جهل الشيطان …
خسئت أيها الجبان الرعديد …
أتذكر- يا نصر الشيطان – يوم خذل عديدكم سيدنا الحسين ريحانة الإسلام ، أتذكر أم نذكرك أيها النذل الخسيس …؟! أتذكر يوم استخرجتم الحسين رضي الله عن الحسين ، من مأمنه بطومار من العهود والمواثيق ، عهودكم ومواثيقكم أيها الجبناء : أنكم لا تخونون ولا تخذلون ثم خنتم وخذلتم وهنتم .. ثم جلستم مثل النوائح المستأجرات تنوحون …
نعدك يا نصر الشيطان ، ويا ذيل الشيطان أنكم ستظلون تنوحون وتلطمون اليوم وغدا وإلى أن يرث الله الأرض بمن عليها ؛ ولن ينفعكم سيدكم الروسي ،أيها العملاء الحقراء ، لا بطائراته المدمرة ولا بقنابله الحارقة ، ولا بكل الوعود الكاذبات المدمرة . كما لن ينفعكم مستأجرِكم الأمريكي لا بتواطئه ولا بصمته ولا بمليارت الدولارات التي يفك الحظر عنها ليعينكم على طلاب الحرية الصادقين ، وعلى النساء والأطفال من المستضعفين …
أتعرف من أنت أيها الصغير الحقير ؟!
أتعرف من نَسَلَكَ من يا نسل ابن سبأ اللعين ؟!
أنت من نسل أولئك الذين قال سيدنا أبو الحسن فيهم وعنهم :
يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلَا رِجَالَ حُلُومُ الْأَطْفَالِ وَعُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَلَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً وَاللَّهِ جَرَّتْ نَدَماً وَأَعْقَبَتْ سَدَماً قَاتَلَكُمُ اللَّهُ لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً وَشَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً وَجَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً وَأَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَالْخِذْلَانِ …
وكما قالها أبو الحسن لكم بالأمس نعيد : يا أشباه الرجال ولا رجال ..فردّ على أبي الحسن كلامه إن استطعت ..
..أنت أيها المدعي علينا ، الذي تخرج كل يوم علينا تنطق بالزور ، وتردد الخنا ، تجر الخيلاء منتطقا بهنو الروسي ، ومعتما بهنو الأمريكي… نخبرك : أن الذي سمك السماء قضى الملك لعباده المتقين واللطم والتضبير لأمثالك من الأشقياء المنكودين ، فالطموا وإنا لأقفيتكم ووجوهكم بإذن الله من اللاطمين.