التاريخ لن يرحم… شتان بين من وقف مع الكفرة الظلمة الكفرة وبين من قال الحق وعُذب لأجله.
انتقل إلى رحمة الله تعالى العلامة الفقيه الحجة المربي فضيلة الشيخ محمد هاشم المجذوب الدمشقي الملقب بالشافعي الصغير، ذاك الذي كانت حياته في العلم والعمل وفي الصبر على البلاء والإمتحان الذي أمتُحن به في دينه فكان نعم الصابر الثابت الذي يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم، ففي أوائل الثمانينات سئل عن النصيرية هل هم مسلمون؟ فقال: لا. فأدخل السجن ومكث به أكثر من عشرين سنة ذاق فيها ألوان التعذيب والإهانة والذل فصبر واحتسب ولم يرجع عن قوله…
فالشيخ كان يُدرِّس في مسجد السنجقدار خلال السبعينات وذات يوم من سنة م 1980 جاء الى المسجد شخص مجهول وسأل الشيخ هاشم :
ابنتي تدرس بالجامعة و خطبها مني شاب “علوي” فهل أزوجهما ؟
أجاب الشيخ : “مو من ملتنا”!
كرر الشخص السؤال ,فأعاد الشيخ : “مو من ملتنا” !
مضى المخبر الخبيث وبلغ عن الشيخ فتم اعتقال الشيخ من بيته بحي ساروجا
فمكث الشيخ في سجن تدمر الرهيب بضع و عشرين سنة ذاق فيها أصناف العذاب …
وقد أخبر من لازم الشيخ في السجن أن اغلب السجناء الذين كانوا مع الشيخ هاشم المجذوب في محبسه حفظوا القرآن الكريم بالتلقي عن الشيخ رحمه الله، وكثيرون تلقوا الفقه و اللغة و التفسير عنه…
رحم الله الشيخ وصبَّر أهله وأكرمنا بأخذ ثأره وثأر إخوانه الذين أوذوا وسجِنوا وعذِّبوا وقتلوا في سبيل الله…
وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون