واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد فإننا في تجمع دعاة الشام نندد أشد التنديد وندعوا كافة الأطراف لمحاسبة صارمة لأولئك الذين كانوا سبباً في افتعال أزمة وفتنة بين إخوة الإسلام والوطن من عرب وأكراد في محافظة حلب، داعين جميع الأطراف لتدارك تداعيات الخلاف الذي حصل، قبل أن يطوِّره الجهلة والغوغائيون لفتنة شعواء تكون وبالاً على الشعب السوري عامة ومنفعةً لنظام بشار الأسد خاصّة.
وعليه فإنّنا نذكِّر جميع الأطراف بما يلي:
أولاً: وجوب نبذ الفرقة والعمل الحقيقي على التوحد طاعةً لأمر الله الذي أرسى أخوَّة الإسلام التي لاتنفك، فهو القائل سبحانه: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ” (آل عمران 103)
ثانياً: حرمة دماء وأعراض وأموال المسلمين التي قال فيها نبينا صلى الله عليه وسلم:” .. فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم ………..فلا ترجعوا بعدي كُفّاراً يضربُ بعضكم رقابَ بعض ” الصحيحين البخاري ومسلم
وعليه فإن خطف المدنيين المسالمين العُزّل الذين لم يُدانوا بجرم لهو خِسَّة ونذالة لا يفعلها إلا الساقطون الجبناء كأذناب النظام الطائفي في سوريا ومن على شاكلتهم.
ثالثاً: خطورة خيانة عهد وذمة شركاء الوطن وخطورة التنازع والفرقة التي لا تنفع إلا العدو المشترك لكل أفراد الشعب السوري ألا وهو ذلك النظام الحاقد الذي حاول منذ اليوم الأول لمجيئه إلى السلطة أن يزرع بذور الخلاف بين إخوة الوطن رافعاً دعاوى القومية المقيته محارباً كل روابط الأخوَّة الوطنية الجامعة ليبقى مسيطراً على كل مكونات الشعب من خلال شرذَمته، والله عزّ وجل حذرنا عواقب الفرقة والتشرذم فقال عزَّ من قائل: “وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” (الأنفال 46) ولعلَّ هذا الخلاف الذي حاول بعض المندسين في كلا الفريقين- الجيش السوري الحر و حزب العمال الكردستاني – تأجيجهُ إنما هو درسٌ قاسٍ وعبرةٌ بالغة نعرف بها أهمية الانقياد للحكمة والحكماء في حل المشكلات واستيعاب الخلافات. وهنا لا ننسى أن نتوجه بالشكر والامتنان للعقلاء من كلا الفريقين الذين حاولوا جاهدين وسعوا لحلِّ الخلاف وتدارك تداعياته منذ أول لحظة بارك الله فيهم وسدّدهم.
وفي الختام فإننا ندعوا كافة الأطراف من عرب وأكراد أن ينظروا إلى المستقبل وأن يسيروا إلى الأمام برؤية موحدة واعية تؤمن بالوطن الواحد المتطور وبالعيش المشترك الآمن تلك الوحدة التي أقرّها الله عزّ وجلّ إذ قال “إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ” (الأنبياء 92)
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
شام رسول الله في 14/ ذي الحجة /1433هـ
29/ تشرين الأول/2012