عندما ياتي هؤلاء من مناطق أخرى ويسكنون في أراضي مصادرة، ويعطيهم النظام هذه البيوت المحاطة بالأسوار وعلى مداخلها ميليشيات تابعة لهم، وعندم تعطى لهم بأجرة شهرية تعادل دولارين ( 2 دولار) شهريا شاملة مصاريف الماء والكهرباء وخط تلفون في بلد تعز فيه هذه الخدمة، وعندما يعطون المواد الغذائية الأساسية شهريا بشكل مجاني، وعندما يعمل معظمهم في أجهزة الأمن والجيش خاصة في الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري الذي كان يعرف بسرايا الدفاع التابعة لرفعت أسد والتي ارتكبت ما ارتكبت من جرائم في الثمانينات، وعندما ينشرون الفساد المالي في كل منصب مدني أو عسكري يشغلوه، وعندما تكون نسبة البطالة بين هؤلاء المستوطنين تقارب الصفر بينما تكون نسبة البطالة بين أهل المناطق الأصليين لا تقل عن 30% ومن يعمل منهم يعمل بمعظمه في القطاع الخاص بعد أن حرموا من العمل في وظائف الدولة بما فيها مناطق المدارس والبلديات والخدمات المحلية لمناطقهم التي يسيطر عليها المستوطنون، وعندما يتم تسليح الجميع وتحريضهم طائفيا على جيرانهم من السكان الأصليين، وعندما ينصبون المدافع في مستوطناتهم ويقصفون بيوت المدنيين جيرانهم عشوائيا، وعندما تعمل القلة المتبقية من االمدنيين منهم كشبيحة يستهدفون بشكل رئيسي جيرانهم سكان المنطقة الأصليين، وعندما يقتلوهم منذ اليوم الأول للثورة ويسرقوهم ويختطفوا الناس على حواجزهم ويطالبون بالفدية ويعيدون الناس جثثا بعد تعذيبهم مع انهم قد حصلوا على الفدية، عندما يرتكبوا المجازر بحق المدنيين جيرانهم، وعندما ينهبوا بيوتهم ومتاجرهم ويحرقوا ما تبقى منها، وعندما يغتصبون النساء، ويعذبون الأطفال، ويعتقلوا السكان الأصليين بشكل عشوائي ويعذبوهم ويهينوهم، وعندما تقوم نساء الشبيحة وأبنائهم وهم يمرحون بالتبول والدعس وإهانة هؤلاء المعتقيلن المدنيين الذين اعتقلوا بشكل عشوائي، وعندما يسحبوا جثث الشهداء إلى مستوطناتهم ويمثلون بها أمام نساء الشبيحة وأولادهم والكل يتشفى ويضحك، وعندما يسمع السكان الأصليون في كل لحظة عبارات الحقد الطائفي والتهديد بطردهم من بيوتهم وأراضيهم وقتلهم والوعيد بأن المستوطنين ونظام حكمهم باقون لاستعبادهم وإهانتهم إلى الأبد، وعندما تكون هذه المستوطنات محيطة بمدن وبلدات جيارنهم خاصة في دمشق وبشكل مدروس‘ وعندما تكون ثكنات الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري تتوزع أيضا حول دمشق توجه مدافعها إلى دمشق جنبا إلى جنب مع تلك المستوطنات، وعندما يتصرف هؤلاء بحقد على الشجر والبساتين فيقتلعوها ويحرقوها والحجر فيهدموه، والتراث فيدمروه أو يسرقوه دون أي إحساس بالانتماء للمكان وكما حدث في كل سوريا ومثال حلب ليس ببعيد، وعندما يظهر العديد منهم حقدا تاريخيا مريضا وبخاصة على مدينة دمشق وأهلها وبلدات غوطتها وسكانها الطيبين النبلاء وكأن هذه المدن والبلدات لأعداء وقعت تحت احتلالهم، وعندما يقتلون المسالم غياث مطر تعذيبا حتى الموت وينكلون برفاقه وهم جميعا الملائكة السلميون حتى الاستشهاد، وعندما يتصرفون كالغزاة التتار والصليبيين، وعندما تتشابه تصرفاتهم وجرائمهم مع المستوطنين اليهود مع أن جرائم المستوطنين اليهود تتتضاءل بالقياس مع أفعالهم، وعندما يصبح الاستعمار الفرنسي مزحة أمام ما يفعلوه، وعندما لا نسمع صوتا واحدا من بينهم يصرخ “كفى”، وعندما يصرخون بلهجتهم العلوية وبطريقة استنكارية وهم يعذبون السكان الأصليين “بدك حرية !!!”، وعندما يكتبون على الجدران “الأسد أو نحرق البلد” وكأنها بلد غريب يحتلوه، وعندما تكون نسبة لا تقل عن 99% من سكان هذه المستوطنات من العلويين الآتين من مناطق بعيدة في الساحل والغاب، عند كل ذلك وبعده لا يمكن لي كعاقل أن أسميهم إلا “المستوطنين العلويين”.