تكرارا ومرارا كان السيد حسن نصر الله يخرج علينا ليؤكد أن سلاح المقاومة ( الإسلامية ) يعني الحزبللاوية مختص حصرا وقصرا بالعدو الصهيوني المحتل .
وفي أي ظرف يشعر فيه السيد حسن بالأوام للتباهي أمام أبناء الأمة من محيطها إلى خليجها يخرج علينا مذكرا بترسانة الأسلحة التي يملكها ، والمستعدة لاختراق المدن ( الإسرائيلية ) من الشمال إلى الجنوب ؛ ليوحي إلى أبناء الأمة أن حزبه قد حقق التفوق على العدو الصهيوني . وينسى أنه بذلك يزاود على حافظ وبشار الأسد اللذين عجزا عن تحقيق مجرد التوازن الاستراتيجي ، الشعار الذي رفعه حافظ الأسد سنوات طوالا .
لم ينس حسن نصر الله هو ومساعدوه ومعلقوه مرة واحدة التأكيد أن هذا السلاح مرصود فقط للعدو الصهيوني . وأنه بفعل هذا الرصد لن يعمل إلا بهذا الاتجاه . وأنه ( إن ضُرب به الصهيوني قطع وإن ضُرب به غيره كبا ) ..
وكانت رسالات التطمين والتوكيد والتوثيق تنهمر على المجتمع اللبناني مدرارا بأنه لن يستخدم هذا السلاح إلا ضد العدو المحتل للأرض دفاعا وتحريرا ..
ومع أن مصداقية هذه التطمينات قد تهاوت منذ السابع من أيار 2008 يوم كشفت قوات المقاومة المزعومة عن وجه ميلشياوي طائفي مقيت واجتاحت الحرمات اللبنانية في الشمال والجنوب والوسط إلا أن السيد حسن نصر الله ظل يتمترس وراء المعاذير . وظل المجتمع الدولي بكل قواه مسلّما لواقع يعيش فيه كل اللبنانيين تحت سطوة ميليشيا طائفية حاقدة . وقد قبل المجتمع الدولي ذلك للشعب اللبناني كما قبله للشعب السوري من قبل !!!!
منذ يومين كان حسن نصر الله يشهر سلاحه عاليا كسلاح طائفي ميلشياوي في وجه الشعب السوري . ويكرر كلمة واهم جدا جدا جدا جدا .. من يظن أن المعركة يمكن أن تحسم بهذه الطريقة ؛ مشيرا إلى الانتصارات التي يحققها الثوار على الأرض . دون أن ينسى التذرع بقوى وهمية تتدخل في الشأن السوري ليجد لنفسه الذريعة للانخراط المكشوف في مشروع ذبح أطفال سورية وانتهاك حرمات السوريين .
لقد ظننا ، نحن السوريين ، أن السلاح الوحيد الذي يهدد وجودنا في بلادنا وفي منطقتنا هو السلاح الصهيوني فقط لنكتشف فجأة أن السلاح الإيراني والسلاح الحزبللاوي ليس أقل قسوة ولا أدنى خطرا . ويبدو أننا اليوم ندفع ثمن استحقاق الغفلة التي أخذتنا من قبل طويلا …
أقول الغفلة التي أخذتنا تعقيبا على إعلان السيد صالحي اليوم أن وجود صواريخ باتريوت الدفاعية على الحدود التركية – السورية يشكل استفزازا وتهديدا لأمن إيران والمنطقة ؛ لأتساءل لماذا لم نر من قبل في وجود ميليشيا طائفية مسلحة ومجندة في لبنان تهديدا واستفزازا لوجودنا في سورية ؟! سؤال أطرحه على الذين ما زالوا في غيهم يعمهون ؟!
التهديد في قوس الأزمة بوجود هذه الميليشيا بين ظهرانينا يجب أن ينتهي . أعتقد أنه لم يفت الوقت لمواجهة هذا السرطان وإن استفحل . سوريون ولبنانيون يجب أن نتكاتف لإعادة الأقزام المتعملقين علينا إلى قاماتهم الطبيعية . لا وكس ولا شطط . ولن يستنسر بغاث في أرضنا بعد اليوم .