بارتياح شديد نستقبل خبر تشكيل ائتلاف وطني يأخذ على عاتقه المساهمة في المحافظة على ما تبقى أو ما سيتبقى من مؤسسات الدولة السورية بعد سقوط النظام .
وجميل أن نجد من يرعى شبكة من التواصل تأخذ على عاتقها تمتين العلاقة مع القائمين على مفاصل الخدمة العامة في سورية بما يؤمن مصالح المواطنين حالا ، ويحمي هذه المؤسسات مستقبلا
بروح إيجابية منفتحة ينبغي للعاملين على محور الثورة السورية أن يستقبل بعضهم جهد بعض . نظرة تسعى للتكامل والعمل على تغطية الساحة الوطنية بكل ثغراتها بعيدا عن كل المواقف الاتهامية أو الاستباقية أو الاستعلائية . مع كل التمنيات للتجمع الوطني الحر لحماية مؤسسات الدولة السورية بالنجاح في مسعاهم وبتخلل بنية المؤسسات الرسمية من خلال الأحرار الشرفاء الذين هم الأصل في بنياننا الوطني …
وكما كان جميلا أن نستقبل الإعلان عن التجمع الوطني الحر ؛ أشعر ونحن في هذه المرحلة من تطور موقف ثورتنا المباركة إلى الإعلان عن الموقف الوطني الموحد المبشر بحقيقة أن كل السوري على السوري حرام دمه وعرضه وماله . نحن بحاجة إلى الفريق الداعم لهذه الحقيقة بما تستحق من مؤيدات شرعية ومدنية ، والعمل على تكريسها ليس ثقافة وكلاما معسولا فقط ؛ وإنما غرسها ورعايتها سلوكا وموقفا تتعهد به وتحميه كل القوى الممسكة بمفاصل الموقف والمسيطرة على أي شبر من الأرض السورية . بحاجة إلى فريق من رجال الفضل والعلم ليقولوا لكل السوريين : أن العمل اليوم على هذه الفتوى . وأن عليها وحدها يبنى الأفق الوطني ليأخذ هذا الإعلان مداه ( رسالة إرشاد وتأمين ورسالة عهد وتطمين ) لا يجوز أن يخاف أو يخوّف سوري على دمه أو عرضه أو ماله ؛ بعد اليوم تحت أي عنوان أو ذريعة .
إنه من الغيرة على المصلحة الوطنية ألا تُجعل القضايا الحقوقية والمدنية والوطنية مادة للتجاذب ، ومدخلا للتشنيع بعض قوى المعارضة على بعض . يقلقنا أن يتحدث البعض عن قيام مجموعة تابعة للإخوان المسلمين بتعذيب بعض المواطنين تعذيبا جسديا بأي حجم أو بأي ذريعة هذا التعذيب . .يقلقنا هذا الحديث لأننا نلحظ أن بعض الفرقاء ، الذين يحسبون أنفسهم على المعارضة ، ما زالوا يصرون على الزج باسم جماعة الإخوان المسلمين في كل سياق سلبي ، وكأن معركتهم مع الجماعة مقدمة على معركتهم مع الجبت والطاغوت المتمثل في الأسد وعصابته .
مرة بعد مرة نؤكد للرأي العام أجمع أنه ليس لجماعة الإخوان المسلمين أي وجود تنظيمي بنيوي على الأرض السورية .
ومرة بعد مرة نؤكد أن أجهزة مخابرات النظام ما تزال تفبرك كل يوم المزيد والمزيد من الشائعات حول الجماعة وتاريخها ومبادئها ومواقفها ورجالها ..
ومع كل ما سبق ومع الافتراض الجدلي أن الخطأ أو الخطيئة يمكن أن تصدر عن بعض الأفراد ممن يظن نفسه يخدم الثورة والثوار؛ نؤكد أنه من الجميل بنا كأبناء وطن واحد أن نتواصى بالحق ونتواصى بالصبر من غير تثريب ولا توظيف …
وأن نبادر من موقع المسئولية الشرعية والحقوقية والسياسية للتأكيد على كل الثوار السوريين أن الالتزام بمقررات الشريعة الإسلامية بالنسبة إلينا دين وبمقررات المواثيق الدولية لحقوق الإنسان عهد وموقف .
ولنذكر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا ) ونعلن براءتنا و استنكارنا لأي تعذيب يقع على أي إنسان مهما تكن أسبابه وذرائعه ..
سنظل نبشر بالمجتمع المدني الموحد الآمن الذي يظلله العدل والقسط . القسط الذي أراده ربنا مناطا لإرسال الرسل وإنزال الكتب وإقرار الشرائع (( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ))