وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :
إخوة الإيمان والعقيدة يا من نذرتم أنفسكم نصرة لله وابتغاء مرضاته نذكركم وأنفسنا بقوله تعالى:
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)(31 محمد)
فالبلاء والامتحان سنةٌ سنَّها الله عزّ وجلّ ليقيم الحجة على عباده وليتمايز الخبيث من الطيب وليظهر صاحب الهمة المقدام ولينكشف عديم النخوة الكسول وقد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم قوله:( احرِص على ما ينفعُك واستعِن باللهِ ولا تعجز). فالعجز والكسل والتواكل ليسوا من شيم المؤمنين، والنشاط والجد حالة الرخاء والتوقف والسكون حالة الشدة والبأس من صفات المنافقين.
وعليه فإن ما شوهد وما وصل إلى مسامعنا من شكاوى بعض قيادات الجيش الحر في حلب من تباطؤ وتوقف عمل تنسيقيات الحراك المدني لهو أمر غايةٌ في الخطورة فقد ظن بعض الأخوة أن دورهم انتهى بمجرد دخول الجيش الحر إلى المدينة وهذا وهمٌ وفهم خاطئ لآلية العمل بل على العكس تماماً فإن لتنسيقيات الحراك المدني دور هام وإن كانت بعيدة عن العمل العسكري ونذكر من ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
1- زيادة وتيرة الحراك الاحتجاجي بشكل عام والمظاهرات بشكل خاص في أنحاء متفرقة من المدينة وليس بالضرورة في أماكن تواجد الجيش الحر وذلك بغية تشتيت قوات الأمن والشبيحة وخلق حالة من البلبلة والرعب في صفوفهم.
2- تأمين الدعم اللوجستي والإغاثي وذلك من خلال مساعدة عناصر الجيش الحر على تأمين مستلزماتهم أيا كانت بدءاً بالماء مروراً بالمواد التموينية والإسعافية وصولاً لكل ما يمكن من تقديم المساعدة به.
3- تشكيل مشافي ميدانية ودلالة الأطباء عليها والمساهمة في نقل الجرحى.
4- الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة للعناصر المعادية وإيصال المعلومات عنها للجيش الحر.
5- الاستمرار في العمل السلمي كالكتابة على الجدران ونشر المناشير التي تدعو الجنود للانشقاق فهذا يضعف من معنويات العدو كثيراً ويزرع الوهن بين صفوفه ويرفع من معنويات سكان المدينة.
أخيرا لا بد أن نعلم أن عناصر الجيش الحر مشغولون بمهامهم العسكرية والمشغول لا يشغل ولا نريد تشتيت طاقاتهم وإضعافهم بما يمكن لغيرهم القيام به. لذا فإننا ندعو كل شباب تنسيقيات حلب للمسارعة إلى العمل والأفضل أن يتم ذلك بالتنسيق مع الجيش الحر لمن له تواصل معه ولنتذكر أن من يسعى يصل والله لا يضيع أجر من أحسن عملا فهذا يومٌ يتمايز فيه العاملون المخلصون عن المنظِّرين المتواكلين. وفقنا الله لطاعته وأعاننا على مرضاته إنه سميع قريب.
مكتب الإرشاد في تجمع دعاة الشام 9 / رمضان /1433هـ
28 / 7 / 2012 م