بعض ما يجري اليوم على الأرض السورية من عدوان متصاعد على ريف دمشق ودرعا وحلب وحمص هو من ثمرة جهود السيد الأخضر الإبراهيمي بغض النظر عن تقويمنا لشخصيته أو لنواياه .
نجح الحكيم السياسي أولا بإقناع بان كيمون الأمين العام للأمم المتحدة الذي فوضه أصلا بمهمته فاستمعنا إليه يدين ( تسليح المعارضة وتسليح النظام ) فتوقف تسليح المعارضة واستمر تسليح النظام . ثم أقنع الحكيم السياسي كل من لاقاه أنه لن ينجح في مسعاه إلا بإضعاف قدرات المتحاربين بدون تمييز فنجح في إقناع من يساعد المستضعفين ولو على استحياء ، وترك للناقلات والبوارج الروسية أن تمخر البحار محملة بكل أدوات القتل والدمار . وترك لإيران أن تستخدم كل وسائل مكرها في التسليح والتجهيز والإمداد ؛ فكانت الثمرة المرة هذا الذي نتابعه من إضعاف موقف الذين يدافعون عن أعراضهم وعن أنفسهم وديارهم وتمكين الطاغية الظالم المستبد وأشياعه من المزيد من القتل والتدمير ..
وفي الوقت الذي فتح فيه هذا الظالم المستبد النار على الحكيم السياسي لمجرد أنه تساءل عن إمكانية رحيل رأس النظام فإن المعارضات السورية بكل هيئاتها لا تزال تظن أن من الحكمة مدارة الموقف ، والتعامل مع الحكيم الدولي بشيء من الدبلوماسية وإن كان ثمن هذه الدبلوماسية المزيد من الانتهاكات والمزيد من دماء الأبرياء …
أليس من حق الشعب السوري ومن حق الثورة السورية أن يسمعوا من هيئات المعارضة قولا في مهمة الحكيم المفوض وأن يروا موقفا من ثمرة جهوده ؟ أليس من حق الشعب السوري أن يسمع من هذه المعارضات صوتا حرا يحمل هذا الحكيم العربي مسئوليته التاريخية الإنسانية والقومية التي نزفت وما تزال تنزف في سورية بفعل وصاياه الحكيمة وجهوده الخيرة ..
نسأل وننتظر الجواب ..
المطلوب من المعارضات السورية …
حضور …
حضور يجعلها قادرة على التعامل العملي مع كل متغير وطارئ ، ليس على مستوى ماذا يمكن أن نقول فقط وإنما على مستوى ماذا يمكن أن نفعل أيضا . كل حدث مهم يستحق أن يوضع في وقته المناسب على طاولة الجهد . وتطرح حوله الأسئلة ماذا يمكن أن نفعل ؟ ماذا يمكن أن نقدم ؟ ثم يخرج الجواب مع الموكل بالتنفيذ والآليات والإمكانات .
نسمع اليوم صوت الاستغاثة من حمص من حي بابا عمرو هل حقا أن المعارضة لا تملك بكل قواها إلا أن تحوقل وتسترجع وتصدر البيانات ؟ ! وحدة المتابعة الساخنة القادرة على الرؤية والممكّنة من القرار كان بإمكانها أن تخفف من أثر العاصفة الثلجية مثلا . دائما هناك شيء نقدر عليه . لا أزعم أننا قادرون على مواجهة كل التحديات بما تستحق ، بل أؤكد أننا قادرون بقليل من علم الإدارة وعلم التفويض أن نحد من الكثير من الآثار السلبية وأن نضاعف الكثير من الثمرات الإيجابية . جربوا تجربة غرفة العمليات التي تضع على طاولة البحث كل المعطيات ..
المطلوب من المعارضات السورية ..
مبادرة …
وتصلنا الأخبار من رأس العين . تملأ القلب بالأسى . سوريون يعالجون مشكلاتهم بالسلاح . يسيل دم سوري عزيز هناك . عربي كردي دم واحد بلا فرق. كله دم عزيز حبيب يفدى بالمهج والأرواح . هناك فريق مخطئ لا يهم من هو ، المهم ألا نرث أسلوب الظالم المستبد في معالجة الأخطاء ، وألا يكون أبدا الحوار بيننا بالدماء .
نحن ، المواطنين السوريين ، ننتظر مبادرة كريمة لحقن الدماء . ووضع أسس جديدة للعلاقات . ما يجري في رأس العين ليس خلافنا الأول ، ولن يكون خلافنا الأخير وينبغي دائما أن نمتلك الطريقة الأمثل لحل الخلافات . ينبغي أن تكون لدينا اللجنة الوطنية لإصلاح ذات البين (( فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ )) هو أمر والأمر للوجوب كما يقولون . يجب أن نتوقف عن السباحة في أثير المثالية ؛ يقول أحدهم لا مشكلة لدينا . بل لدينا مشكلات ومشكلات ومشكلات . وينبغي دائما أن نكون مستعدين للمبادرة إلى حل المشكلة بالحوار وبالرجال الأخيار ..
أين هم في رأس العين اليوم هؤلاء الرجال ..