نكثر من القول إن رمضان شهر الجهاد ..
ويطل رمضان وتهب معه أفراح الروح وأرواح النصر ، نصر بدر والفتح والقادسية وعبور طارق بن زياد إلى الأندلس ومعركة الزلاقة ثم حطين وتحرير بيت المقدس ثم عين جالوت وفتح القسطنطينية فنعم الجيش ونعم الأمير …
وفي الوقت الذي تصول فيه قوى الشر والبغي والعدوان على الأرض السورية وتجول ، تكرّ بعد فرة ، وتحاول بعد طول انكسار ، وتعيد ترتيب صفوفها ، وإحكام تحالفاتها : دولي أمريكي وروسي ، وإقليمي شيعي صفوي إيراني وآخر لبناني وثالث عراقي ، وخونة وعملاء من كل فصيل وقبيل ، وأسديون مجرمون مردوا على الإجرام ، وأدوات حسبوا أنفسهم على الإسلام وهم في صخرته ليل نهارينحتون ، وعلى أهله يُجلبون، في هذا الوقت الذي يقتل فيه المسلمون السوريون ويعتقلون ويشردون ويجوّعون ؛ يخرج علينا قوم انحطت بهم همهم ، وانتكست قيمهم ، يتجلببون جلباب رمضان ، ويظنون أنهم يحسنون إليه ، فيدعون إلى هدنة مشؤومة مزرية مضحكة ..!!
وكان هؤلاء قد أوهنوا هذه الثورة المباركة بوبار هدنة ديمستورا حين استجابوا إلى دعوته إلى الهدنة منذ 29 / 2 / 2016 فكان من نتائج هذه الهدنة المشؤومة :
* زرع الشك في عقول بعض المقاتلين ، والريبة في قلوبهم …
* تفريق صف الثوار ، ووضعهم في خانة اختلاف التقدير بين قابل للهدنة ورافض لها ، في حال تغيب فيه القيادة المركزية عن ساحة الجهاد ..
* أعطوا الفرصة للقتلة المجرمين من أسديين وصفويين وروس وأتباع وأدوات لإعادة ترتيب صفوفهم ، وتنظيم خطواتهم ، وترتيب أولوياتهم في الهجوم على المناطق المحررة …
* سمحوا بالانفراد بجبهات المقاتلين جبهة بعد جبهة ، وبالمدن والبلدات السورية مدينة بعد مدينة ، فتحركت ألويتهم من جبهة وافقوا على أن ينيموها إلى جبهة قرروا أن يناجزوها في ظل الهدنة المشؤومة التي دعا إليها ماكرون وقبل مشؤومون …
مشائيم غير مصلحي عشيرة … ولا ناعب إلا ببين غرابها
* وقد علم الذين قبلوا بالهدنة من قبل ، ويدعون إليها اليوم أن ( أصحابهم ) ، إن كان لهم في جبهة أهل الجريمة والشر أصحاب ، ليسوا اصحاب عهد ولا قيمة ولا بر ولا وفاء …
كلامنا الذي نكتب عن ( الهدنة المشؤومة ) هو كلام شجي يكتب من قلب المحنة ، وليس كلام خلي يستلقي على ظهرة ، ولا يدري كلفة الكلمة أو تبعاتها .
نكتب عن الهدنة المشؤومة ودعاتها والقابلين بها من المشائيم ونحن نعلم أنه لا يحق لأحد أن يتاجر بحياة الناس ولا بجراحهم وآلامهم ، كما لايحق لأحد أيضا أن يتاجر بأماني الناس ويدغدغ أمانيهم وتطلعاتهم إلى رمضان آمن وصيام وقيام في ظل الروح والريحان : (( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا )) .
لقد انطلقت هذه الثورة المباركة بإرادة شعبية عفوية حرة تنشد العدل والحرية …ويكذب من يدعي أنها قامت بإرادة فريق أو حزب أو جماعة أو فصيل . لقد كانت هذه الثورة ثورة كل السوريين الأحرار من الجنوب إلى الشمال ، بالإرادة الحرة انطلقت وإلى الحياة الحرة العزيزة الكريمة تطلعت …
ويفتري من يزعم أن إرادة دولية أو إقليمية على أي مستوى من المستويات كانت وراء انطلاقة هذه الثورة أو حتى في إطار المراهنة عليها . وإذا كان لهذه الإرادات من دور حقيقي فهو دور التثبيط والتفريق والتخذيل إلا قليلا …
إن المنتظر من كل من يزعم أنه حريص على الثورة ، مناصر لها أن يكون وفيا لقرار ثوارها من مضى منهم ومن بقي ، منافحا عنهم ، ساعيا بما بلغ من جهد لتحقيق أهدافهم …
من قلب المحنة …
بل ولكي لا تدوم هذه المحنة …
ولكي لا تطول هذه المحنة …
المطلوب من المناصرين لهذه الثورة حق النصرة أن ينادوا ورمضان على الأبواب …
حيّ على الجهاد في شهر الجهاد …
حي على الجهاد في شهر بدر يوم نصرنا الله ونحن أذلة مستضعفون نخاف ..
حي على الجهاد في شهر الفتح والقادسية وشهر الزلاقة وحطين وعين جالوت …
حي على الجهاد في شهر الجهاد ، حي على الجهاد ..يا أمة الجهاد .. حي على الجهاد ..يا شعب الطائفة الظاهرة لا يضرها من خالفها على أرض الشام …
حي على الجهاد أيها المجاهدون …
حي على الجهاد أيها القاعدون ..
حي على الجهاد أيها المثّاقلون ..
حي على الجهاد أيها المهادنون ..
حيّ على الجهاد أيها الموادعون ..
حي على الجهاد أيها المتوارون..
حي على الجهاد يا من ظللتم تنادون : والجهاد سبيلنا .. والموت في سبيل الله أسمى أمانينا فقد اختلطت والله الدموع بالخدود والدماء بالنحور ..وعلم الناس : مَن .. ومَن
رمضان قد أطل فاجعلوه شهر صومكم ونصركم ، احزموا أمركم ، وحدوا صفوفكم واحسموا معركة قد طالت ، داووا الجراح المثخنة، ووفووا للشهداء الذين وفّووا ، واجعلوا عيد فطركم عيدا حقيقيا لكل أرملة وثكلى لكل يتيم ومهجر لكل خائف ومستضعف …
رمضان شهر نصركم وشهر جهادكم وشهر ثباتكم وشهر أمجادكم قد أطل فيا خيل الله اركبي …
(( وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ )) ..
اللهم أهله علينا باليمن والصبر والنصر والإسلام والإيمان والإحسان …
صومكم ونصركم توأمان مباركان …
(( وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ))