العلاقة الحميمة والأخوية الصادقة بين السوريين والأردنيين لا تحتاج إلى شهادة شهود . الدار دار والأهل أهل والدم دم والعرض عرض ولا يجرؤ عابر على القيم أو التاريخ أن يثلم هذه الحقيقة أو أن ينال منها ..
عقود مرت وآلاف من الأسر السورية تعيش في قلوب الأردنيين وتخطر في ديارهم فلا تلقى إلا رحبا وسهلا على ضيق ذات يد من أهل الدار لا تخطئها عين من يتلمس الحقيقة قبل البحث عن التثريب . ودائما كان لسان حال صاحب القرار الأردني والإنسان الأردني العربي الأصيل : لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل ..
واليوم إذ تتكسر النصال على النصال وتفد أمواج المهاجرين من السوريين بفعل حرب التهجير التي تتبعها العصابات الأسدية يجد الأشقاء الأردنيون أنفسهم مرة أخرى أمام أفواج من الأخوة والأخوات الضيوف قد يكون تعدادهم أكبر من الطوق والوسع . حال لا بد فيه أن يجد التعاون الإيجابي البناء طريقه ليبقى البساط أحمديا يتسع بدفء لكل من وطئه أو أخذ منه بطرف ..
ولن يغبر على نصاعة الموقف الأردني خطأ عابر يتصيده متصيد هنا ، أو سلوك منحرف شاذ تنبذ صاحبه أسرته وعشيرته كما ينبذه كل الأردنيين الأحرار الشرفاء ، كما لن يضير الشعب الأردني في نصرته لأهله في سورية وجود شرذمة قليلين من طابور خامس سبق منهم العقوق لوطنهم وباعوا ذممهم رخيصة في أسواق لا يخفى سماسرتها على أحد ..
إن النفخ في الأخطاء أو الخطايا الفردية التي لا ينفك عنها مجتمع بشري ليس بفعل الراشدين . نعم إن علاج الخطأ بالتصدي له . وعلاج المنكر بتغييره . وليس بجعله مادة للتعيير والتشهير .
إن ما يتداوله البعض بحسن نية حينا . ومن باب الشعور بالغيرة حينا من تصرف مرفوض لا يحسب إلا على صاحبه يجب أن يضبط دائما بضوابط العقل والحكمة . إن في تعميم الخطأ الفردي وسحبه على موقف الأحرار الشرفاء في هدر لتضحيات هؤلاء الأحرار والشرفاء لا يرضى بها صاحب ضمير.
ويجب ألا يغيب عن البال أن شبيحة الأسد المندسين في كل صف وعلى كل صعيد متفرغون للنفخ في نار الفتنة ، عاملون عليها ليل نهار ليس فقط بتصيد الأخطاء بل بفبركتها واختلاقها ..
ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله . وإن طموحنا للكمال وتطلعنا للأفضل وشعورنا بعمق الجراح ؛ لا ينبغي أن يشغلنا عن توجيه عميم الشكر والعرفان لقيادة الأردن ولنشامى الأردن ولشعب الأردن بكل قواه الحية الأصيلة التي ما تزال تهتف للحرية والأحرار في سوريتنا الجميلة …