بقلم: سيد السباعي
قبل 15 عاماً إحتال عليّ أحد تجار السيارات وصاحب أحد أكبر المعارض في المنطقة الحرة بالزرقاء في الأردن ، حيث أقنعني بالتنازل له عن سيارتي ليبيعها لي ، موهماً إياي أن هذا هو النظام المعمول به في المنطقة الحرة ودرءً لترتب غرامات على السيارة سأتكبدها من غير فائدة ، فاقنعت بكلامه ووثقت فيه ، وسجلت السيارة باسمه ، وحين أصبحت السيارة في عهدته بدأ بالمماطلة ، ورفض لاحقاً إرجاع السيارة لي حين مطالبتي بها بسبب تقصيره في بيعها كما اتفقنا ، وأنكر حقي .. !!!
فقررت مقاضاته … وفعلت المستحيل لإستعادة كامل حقوقي منه .. وإستخدمت في ذلك كل قدُراتي ، وأصبح الموضوع تحدياً بيننا .. وبالفعل (مرمطته) .. وكلما حصلت على حكم عليه بالسجن (طلع منها مثل الشعرة من العجين) .. إلى أن كفله خاله يومأ بأرض فحجزت على أرض خاله .. (الكفيل) …
استمرت القضايا بيننا عشر سنين خسرت خلالها مبالغاً أكثر من نصف المبلغ الذي أطالب فيه .. عدا الوقت والجهد .. وكان باستمرار يُرسل لي من يحاول إقناعي بالحوار والتفاهم ، وكنت رافضاً بالمطلق .. وحينما إقتربت الأيام الأخيرة وأصبحتُ على بُعد خطوات من بيع الأرض المَحُجوز عليها بالمزاد العلني وإستعادة حقي ، إتصل بي إخوانه لحل القضايا ، وأقنعوني بضرورة حل المشاكل بعد كل هذه السنين مقابل دفعهم 60% من قيمة المبلغ الذي أطالبه فيه ، وتم الضغط عليّ من كثير من الأطراف ، فرضيت وتنازلت ..
* بعد إستلامي لمبلغي فكرت بهدوء … واكتشفت أنهم دفعوا لي فقط مايعادل المبلغ الذي خسرته أصلا ًعلى القضايا ، وأن أصل مُطالبتي ذهب هباءً منثوراً ومعه كل جهود وتعب السنوات العشر .. !!!!
وهذا ما سيحصل معنا إن قبلنا بالحوار مع العصابة الأسدية (على طريقتهم) .. فحين كدنا نصل لمبتغانا بثورتنا .. ترانا تراجعنا متوهمين أننا نوفر الدماء والأرواح ، وكل ماسنحصل عليه في النهاية هو جزء بسيط (قد يكون الوضع قبل الثورة خير منه ) .. إن أعظم حروب العالم حُلت على طاولة المفاوضات .. ولكن بالطريقة العادلة وليس بالطريقة التي يريدها بشار ورؤساؤه ..
وكأنك يابو زيد ماغزيت ..
مع التحية لزيد وعبيد والغزوات العشر