اطلعت على العديد من المقالات التي كتبها سوريون، وكلها هجوم صاعق على من نظنهم أخلص الناس لثورتنا السورية، وأعتقد أنهم كذلك، من أردوغان إلى مرسي إلى القرضاوي إلى …!!
لِمَ لا نحاول ان نقرأ الواقع من جوانبه المختلفة ؟ و لِمَ لا ننظر إلى الإيجابيات الهائلة التي وفرها أولئك للثورة، بلا منة ولافضل، و لِمَ لا نحاول قراءة المحددات السياسية والاقتصادية والعسكرية، بل وحتى الشعبية الداخلية لكل بلد، وحجم المشكلات والتعقيدات غير العادية التي تحيط بعمل الجميع؟
فالشريف عندنا فقط من نفذ ما برأسنا من أحلام وتمنيات، والمؤمن عندنا فقط من قال كلاماً نارياً لصالح ثورتنا، وأجج العواطف، بقطع النظر عن المواقف والعواقب، والثقة عندنا من حمل السلاح وأطلق الأفلام المصورة، والله أعلم بحقيقته، والصادق عندنا فقط من أعلن عن حجم السلاح الذي تم تسريبه، والمخلص من أعلن عن حجم المساعدات المالية للمهاجرين أو للثوار من خلال الحكومات أو من خلال الشعوب، الصادق عندنا من يدمر بلده وشعبه من أجل عيون معارضة متناحرة مفككة، نلوم الآخرين، وننسى حجم مصائبنا وتعقيدات قضيتنا، نسارع إلى شتم الشعوب العربية والإسلامية وكأنها لم تقدم ولم تتفاعل، متناسين تضحيات وتبرعات وتفاعل كثيرين، ومتناسين مسؤولياتنا في كل ما يحدث.
لا أجد حلاً لما نحن فيه إلا مزيداً من العمل والتضحيات، والصبر والمصابرة والوحدة والتواصل والحوار، بحسن نية، مع إحسان الظن فيمن نعرفهم جيداً.
ربما معركة سوريا معركة السنوات الطوال، وعلينا أن نخرج من الأوهام والأمنيات، ولا بد من استراتيجية للتحرير والعمل السياسي داخل سوريا يتضافر عليها كل القوى ، ( ندرس ما هو واجب المرحلة ونسعى له فقط، الإسقاط للنظام، ثم مرحلة التحرير الثاني والثالث، ثم البناء الأول ثم الثاني، ودعونا من كثير من القول ) فبعض السياسات نحن بحاجة إلى مراجعتها.
ما أحوجنا إلى مبدأ : الدين النصيحة، والحكمة ، و ( ادفع بالتي هي أحسن ).
ومن المهم هنا أن لا ندخل في النوايا ولا نسارع إلى الاتهام ، فأوردغان منذ سنوات يجاهد لحل مشكلة الأكراد، استراتيجية ثابتة عنده منذ نشأ الحزب، فلماذا نتهمه انه عالج القضية على حساب قضيتنا، ومرسي إذ يتواصل مع إيران ، وروسيا والبرازيل والهند والصين وتركيا وباكستان وفرنسا والمانيا وكل أفريقيا والدول العربية؛ ضمن استراتيجية واضحة لإحداث توازن في وجه القوى الصهيونية، وللضغط على دول تخذل مصر ضمن رؤية من الحذر والفهم والتأني والمراقبة والوعي، نفسر كل ذلك أنه على حساب الدم السوري!! و نصورها خيانة لشعبنا!! إن هذا مرفوض حتى وإن اختلفنا معه، نحمله مسؤولية خواء الخزينة! ولا نقول من السبب؟ وإذا حاول المعالجة؛ نتهمه!؟
تناقضات في المواقف لا تنتهي ، فإن سمحت بعض الدول للقاعدة في التسلل لبلادنا قلنا يريدون تدميرنا، وإن منعت قلنا يحاصروننا، وكل إنسان يفسر من زاوية مايرى.
من المهم تحرير مصدر المعلومات وتمحيصها ، فإن الآلة الإعلامية والأمنية للنظام المجرم ومن معه، إضافة لكثير من المعادين يبثون يومياً عشرات المعلومات والشائعات المضللة.
والخلاصة؛ فإن المطلوب: تحقق، تقوى، صبر، وحدة، عمل، تضحية، شاكراً للجميع اجتهاداتهم، وأرجو أن تعتبر هذه الكلمات من باب النصح العام لنفسي وإخواني، ولا أقصد بها جهة محددة، ولا كاتباً بعينه، فلكل اجتهاده، وبالتأكيد هم أحرص مني على المصلحة، إن شاء الله.