يدخل الوضع في سورية هذه الأيام مرحلة جديدة . مرحلة كان عنوانها تصريح الولي الفقيه في طهران أن الثوار في سورية هم من العلمانيين المعادين للإسلام الذين يجب قتالهم والانتصار عليهم باسم الإسلام . وهو التصريح الذي التزم أن يضعه موضع التنفيذ ليس تهديدا فقط ؛ حسن نصر الله في خطابه الأخير ، والذي تمت ترجمته من خلال الاجتياح المفتوح على تسعة محاور في حمص من قبل قوات الولي الفقيه المؤتمرة بأمر حسن نصر الله . هذا الاجتياح الذي يشكل خرقا للقانون الدولي ، وفرضا لحرب طائفية على مستوى الإقليم ، وعدوانا صارخا على الشعب السوري وعلى المدنيين الآمنين من نساء وأطفال .
إن ما تقوم به قوات الولي الفقيه اللبنانية في القصير وعلى كل الأرض السورية هو حرب طائفية مقيتة . وهو جريمة ضد الإنسانية . وهو غزو خارجي للأرض السورية ، وخرق للقانون الدولي بكل معانيه . إنه فعل إرهابي وحشي يطلب من كل قوى الخير في العالم أن تبادر لوضع حد له . وللأخذ على أيدي القتلة والمجرمين .
إننا ابناء الشعب السوري إذ نحمل كل بعيد وقريب في هذا العالم مسئوليته عما يجري هناك ، نؤكد أن الصمت سيحسب على أهله ، وأن شعبنا وهو يعيش عمق المحنة لن يغفل عن المتفرجين على مأساتنا والعابثين بجراحنا ، والمتواطئين مع أعدائنا من روس وإيرانيين ولبنانيين ..
وفي السياق نفسه تتوارد الأخبار منذ ساعات عن مجزرة كبرى ، أو حرب إبادة طائفية تشنها عصابات الأسد ومناصريه من الروس والإيرانيين وجنود الولي الفقيه من اللبنانيين على المواطنين الآمنين في مدينة بانياس وبلدة البيضة . قتل وإعدامات ميدانية للعشرات مع ذبح وسحل واغتصاب . إنه هولكست جديد ينفذ على أبناء الشعب السوري في القرن الحادي والعشرين ..
والعالم متشاغل عن كل ما يجري هناك . بل هو متواطئ ليعطي بشار الأسد فرصته ليكسر إرادة هذا الشعب الأبيّ ، ليعيده إلى بيت الطاعة من جديد . هذه هي استراتيجية المبعوث الدولي وكل الخافقين في ركابه من داخل المعارضة الوطنية وخارجها ..
ما الجديد الذي نستطيع أن نضيفه على هذه الجريمة المنكرة ؟! أندين أو نشجب أو نستنكر ؟! لقد ملّ شعبنا من الجريمة الإدانة والشجب والاستنكار . بل لم يعد من الحكمة في شيء أن نتحدث عن وحشية القتلة وطائفية الغزاة والمجرمين من براميل الحقد والكراهية التاريخية . إن المطلوب أمام هذه الجريمة النكراء ما هو أكبر من الإدانة ، وأكبر من الموقف السياسي مهما كان شأن هذا الموقف . إن المطلوب من الممسكين بقرار المعارضة في كافة هيئاتها فعل ثوري مكافئ للجريمة وهم قادرون لو كانوا مريدين . إن المطلوب من المتصدين لقيادة المعارضة السياسية تشعر القريب والبعيد أن الأمر جد ، وأن دماء الشعب السوري لن تذهب هدرا ، وأنهم سيفاصلون ويواصلون على قاعدة الموقف الحقيقي من هذه الدماء . و على المجتمع الدولي أجمع أن يدرك أن حصاد جرائم الحرب المزيد من الثبات والمزيد من الرفض والمزيد من الإصرار .
سيصبر شعبنا ، وسيخرج من هذه الحرب التي فرضها عليه أعداء الله وأعداء الإسلام وأعداء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي منتصرا بإذن الله . سينتصر وسينتصر وسينتصر بأمر من قال (( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ )).