تاريخيا يؤكد العديد من المحللين والمتابعين أن ما وقع على اليهود من عدوان نازي قد وقع بتنسيق مع القيادات الصهيونية العالمية ، هرتزل وشركاه ، لكي يبعثوا الرعب في قلوب يهود العالم ، وليستعين قادة المشروع الصهيوني بذلك على حشر هؤلاء الناس الخائفين إلى أرض فلسطين أرض الميعاد ..
إنه الدرس الذي مرد عليه الصهاينة ثم تلقفه منهم حافظ الأسد لنفسه ؛ وهو إيقاع المجرم الألم أو العدوان على نفسه للظهور بمظهر الضحية ، ولتوظيف الحدث في خدمة مخططاته وتحقيق أهدافه ..
يدرك الشعب السوري بالغريزة الجرائم المفتعلة التي يفبركها المجرمون ، لكثرة ما عانى هذا الشعب من جرائم هذه العصابة ، على مدى نصف قرن، ومن ذلك التفجيرات المفتعلة ، والمجازر المدبرة ، والاغتيال تحت عنوان الانتحار . وهكذا يأتي العدوان الصهيوني حلقة في سلسلة طويلة من الحلقات . المجرم النازي يستجدي من المجرم الصهيوني عدوانا مفبركا متفقا عليه ، للتغطية على الجريمة المنكرة التي ما تزال مستمرة في بانياس منذ ثلاثة أيام والتي فاقت في بشاعتها كل ما ارتكبه بنو صهيون على أرض فلسطين من جرائم وشناعات ..
وفي الوقت الذي ينفذ فيه المجرم الطائفي وشركاه الإيرانيون والحزبللاويون أقسى وأطول مجزرة منذ انطلاق الثورة ، في مدينة بانياس وريفها وعلى مدى ثلاثة أيام وبدون توقف ، يبادر الشريك الصهيوني التاريخي إلى تقديم الغطاء للجريمة الأبشع والأقسى ، بتنفيذ عدوان ظاهري جديد على الأرض السورية للتغطية على المجزرة الكبرى، ولإشغال الرأي العام المتشاغل أصلا عما وقع على أرض بانياس بضحاياها من الأطفال والنساء والرجال ..
إننا من إدراكنا الأولي أن حرب السابعة والستين بكل تداعياتها التاريخية الأثيمة أو حرب الأيام الستة ، أو حرب الساعات الستة كما يحب أن يسميها الصهاينة المعتدون كانت لعبة من ألعاب حافظ الأسد مع شركاه من الإسرائيليين نعلن ونؤكد ..
أولا – لا يلام الذئب في عدوانه . وإن الذين يستمرئون إدانة الذئب من فاقدي البوصلة هم الحطب الجزل الذي طالما أحرق هذا المستبد بناره المخلصين من شعبنا والشرفاء من أبنائنا ..
ثانيا – ندين ونشجب ، من يسمي نفسه قائدا لنظام المقاومة والممانعة لعجزه الفاضح والمهين عن حماية أرض الوطن وسمائه على مدى ما يقرب من نصف قرن . وندين ونشجب ونستنكر تخاذل الجبناء المتكرر عن الرد على العدوان . الذين يتصاغرون أمام أعداء الوطن ويستأسدون على الأطفال فيمعنون بأوصالهم تقطيعا وبأجسادهم الغضة حرقا وتمزيقا ..
ندين ونشجب ونستنكر موقف الولي الفقيه الذي أعلن أكثر من مرة أن العدوان على سورية هو عدوان على إيران ، ثم نراه يدير ظهره للعدوان الصهيوني لأنه لا يهمه ، ويرسل وحوشه وزبانيته من كل فج ليذبحوا أطفال سورية وينتهكوا أعراض نسائها …
ندين ونشجب ونستنكر كل إدانة وشجب واستنكار صدرت عن الصم البكم العمي الذين بادروا إلى إدانة الجريمة المهزلة المدبرة والمفتعلة وأغمضوا أعينهم عن المجزرة الحقيقية المجزرة الضخمة التي تدور رحاها على شعبنا الحر الأبي منذ أكثر عامين ..
لقد حصحص الحق ، وأسفر الصبح ، وها هو المجرم يلعب أوراقه الأخيرة . وسيعلم نتنياهو وشريكه بشار أن عصا موسى التي أصبحت بيد الشعب السوري ستلقف كل ما يأفكون ..