لم يلق إعلان الحرب الرسمي الذي أطلقه اللبناني حسن نصر الله ضد الشعب السوري رد الفعل الذي يستحق ، لا على المستوى الدولي ولا على المستوى العربي ولا على مستوى المعارضة السورية .
ومع أن حسن نصر الله لم يكشف جديدا بإعلان الحرب هذا ، فمرتزقته قد انخرطوا في مشروع ذبح أطفال سورية وانتهاك أعراض نسائها ، منذ الأيام الأولى للثورة وبعدد وعدة لم تخف إلا على الذين لا يريدون أن يروا.
نعتقد أن ما ورد في خطاب حسن نصر الله من دعاوى وادعاءات لا تستحق المناقشة ، فهي أتفه من أن يتوقف إنسان جاد عندها ، فالسوريون واللبنانيون بجمعهم يعلمون أن مشروع هذا البغيض قد قام منذ أيامه الأولى على خطف مشروع المقاومة اللبنانية من أيدي أصحابه وتحويله إلى مشروع طائفي محض ، ونفي كل من لا ينتمي إلى طائفة الولي الفقيه عنه . وبينما يكذب شاهد التاريخ دعوى حسن نصر الله أنه كان يدافع عن المسلمين في البوسنة ؛ فإن الصغار قبل الكبار يدركون أن حسن نصر الله وحزبه ووليه الفقيه في قم كانوا جميعا في صف المشروع ( الصهيو – أمريكي ) الذي استهدف العراق العربي وقوض دولته .
نعتقد أنه لم يكن بإمكان حسن نصر الله أن يتجرأ على الوقفة المتبجحة بالأمس ليعلن الحرب على الشعب السوري وبهذه الطريقة السافرة ؛ لو لم يحظ سلفا بالغطاء الدولي والصهيوني . فالموقف الدولي الذي ما زال متواريا عن مسئولياته تجاه ما يجري في سورية من حرب إبادة ، وما يرتكب فيها من جرائم ضد الإنسانية ، وكذا الموقف الصهيوني الذي لم يتوقف قادته عن إعلان تخوفاتهم من أن يصير قرار سورية بيد أبنائها ؛ هذان الموقفان كلاهما كانا يبحثان منذ البداية عن أداة ( رخيصة وغير مكلفة ) يقدمان من خلالها الدعم للعصابة القتل في سورية وكان أن وجدوا في حسن نصر الله وحزبه هذه الأداة الرخيصة التي يستعينون بها على وأد ثورة الشعب السوري ..
لقد كان إعلان حسن نصر الله بالأمس الحرب رسميا على الشعب السوري تحديا سافرا للقانون الدولي . وكان من حق هذا التحدي أن يستثير من المواقف الدولية ما يلجم هذا الفعل وتداعياته . ولكن شيئا من هذا لم يحدث . إن الاستحقاق الذي يقتضيه الموقف هو التحرك الدولي السريع للأخذ على أيدي المرتزقة والمجرمين – وليسوا المغرر بهم – الذين يزج بهم حسن نصر الله في معركة ذبح الشعب السوري . إن ما أعلنه حسن نصر الله بالأمس أكبر من أن يرد بالإدانة والشجب والاستنكار . مهزلة يجسدها المثل العربي ( أوسعتهم سبا وأودوا بالإبل )
وكان إعلان حسن نصر الله تحديا للموقف العربي بكل أبعاده ، تحديا للقادة والزعماء ، وتحديا للقوى والأحزاب ، وتحديا للشعوب وهذا التحدي أيضا لا تتم الاستجابة إليه بمزيد من الخذلان للشعب السوري !!!. إن ما فعله حسن نصر الله هو فعل لا يواجه إلا بفعل مثله . حسن نصر الله يقول إنه لن يقف مكتوف الأيدي وهذا يقتضي من كل عربي أن يحل حبوته ، ويفك يديه عن صدره وأن يبادر ليشارك في رد العدوان عن أهله في سورية . ولن يقبل الشعب السوري من أي جهة عربية وإسلامية بعد اليوم موقفا مترددا أو متلكئا ، كان الشعب السوري بالأمس يعيب على الصامتين صمتهم وها هو اليوم يعيب على القاعدين إثقالهم إلى الأرض حرصا على حياة وتخليا عن واجب ..
وكان إعلان حسن نصر الله اللبناني ونشدد على أنه لبناني لنحمل الرئيس اللبناني مسئوليته الرسمية عن عدوان بلده على بلدنا ؛ تحديا سافرا للقوى السياسية السورية التي غمست رأسها في الرمل عن ضجيج الحدث ، دون أن تجد نفسها مؤهلة للاستجابة للتحدي بالمستوى الذي يليق به ، الاستجابة لرد التحدي بجرأة حسن نصر الله ووضوحه ومباشرته نفسها .
إن السؤال الأيسر والأقرب المطروح على الدولي والعربي والوطني السوري إذا كان حسن نصر الله قد امتلك القدرة على المبادرة لتحديد زمان المعركة فلماذا تتركون له الفرصة لتحديد مكانها ..؟!