مع تسلل شعاع النهوض إلينا بفضل الله لينبثق فجر الحرية لشعوبنا وأجيالنا الصاعدة ولو بولادة عسرة قيصرية ,و في زخم الأحداث المؤلمة والمفجعة حينا كما هو الحال في سورية وهي تشهد الثورة العظيمة لانتزاع حقوقها المغتصبة من الطائفيين المحتلين لها من نصف قرن , لابد :
– أن نبذل الوسع بيننا وفي شبابنا للتحرر من التعصب في مرتكزاته و بكل أبعاده وألوانه و ممارساته .. و أن نمنع الغلو والمبالغة والمغالاة من أن ينفذوا لفكرنا أو أن يستقروا في عقولنا الباطنة ..
– و نزع هذه الثقافة السيئة من عقول وفكر البعض ممن خضع لها جد شاق .. خاصة في هذا الظرف …غير أنه ضرورة ملحة تعبر عن الفهم الحقيقي لإسلامنا الحق المنير .. وعن وعينا بالتحديات, الكبيرة جدا و الواجبات و المسؤليات الراهنة والمستقبلية..
– ان العمل على تغليب ثقافة التكامل الشامل بين كل المكونات الشريفة , واعتماد قيمة التسامح , و الحوار الهادف فيما بيننا الذي يُحول الاختلاف من عنصر تباعد إلى عنصر إثراء وتكامل وإبداع للطريق الثالث.. كل ذلك كفيل بأن يمكننا من استيعاب المتغيرات والتغلب على التحديات والقيام بواجب الوقت الرئيس , و يدعم قدراتنا الذاتية المتكاملة على مواجهة سونامي الأمواج العاتية الماكرة الخادعة التي تعمل على تحويل مكاسبنا الى خسائر, و تمييع حقوقنا الى درجة التسطيح والذوبان.. , وزلزلتنا واقتلاعنا لو استطاعت ..
– إن عملنا جميعا و بدون استثناء على إزاحة ثقافات التخلف والسلبية و الديكتاتورية والفردية والقسوة والتخوين و ردود الأفعال العصبية , والضيق والإحباط , إلى:
ثقافات النهوض والفعل الايجابي , والسعة والتسامح , والتشاركية الحقيقية والثقة بالذات , واحترام الرأي باعتباره حقا من حقوق الانسان . وثقافة صاحب الرسالة .. ذلك كفيل بعون الله أن نكون على قدر المسؤلية ..
– ومن النماذج التي ينبغي أن نفيد منها فورا والوقوف عندها أردوغان , ومنهجه في التغيير والنهوض وترتيب الأولويات والمبادرة الايجابية المتوثبة على اسس رصينة نقلت تركيا من آخر وسط السلم الدولي إلى مقدمة السلم و مكنته من التخلص من القروض تعثرت بها تركيا عقودا من الزمن لتكون تركيا معه دولة لها كينونتها ووجودها ووزنها ….