تمر بنا هذه الأيام ذكرى نكبتنا الكبرى بفلسطين كبد الشام الحرى . حيث تواطأ المجتمع الدولي على تشريد شعب آمن مسالم أعزل من دياره ليجعل منها مستعمرة استيطانية لغرباء تمت لملمتهم من أصقاع الأرض . وكانت النكبة تلك بمقدماتها مع الحرب العالمية الأولى ونتائجها بعد الحرب الثانية ؛ محور كل النكبات والنكسات والمآسي التي نزلت بأمتنا في كل الأقطار . ولقد مكر الجميع لتطويع الروح الإسلامي والجسد العربي على قبول المغروس الغريب الخبيث . وليوفروا له المناخ الذي يظلله ويحميه ..
واليوم وإذ يعيش شعبنا ثورة ربيعه بكل نضالاتها ، وقسوة المتآمرين عليه ؛ ثمة رسائل مهمة يجب توضيحها في الذكرى الخامسة والستين للنكبة لتبقى رؤية أبناء أمتنا أكثر وضوحا ، ولتبقى عزيمتنا أكثر مضاء ، ولتبقى إرادتنا أكثر إصرارا وتصميما ؛ ولتبقى الاستجابة لوجعنا في فلسطين حية لا يطفئ لهيبها مر السنين ..
الرسالة الأولى :
إن ربيعنا – نحن أبناء الشام المبارك ببركة الأقصى الذي فيه – سيظل وفيا لانتمائه الإسلامي والعربي ، متمسكا بان تبقى قضية فلسطين ( شآمية – عربية – إسلامية ) . ومهما كان حجم الجرح وضخامة التحديات فلن يشغل السوريين حالٌ عن حال ، وواجب عن أخيه ، ستبقى فلسطين قضية الأمة المركزية التي تستحق دائما كل الاهتمام والدعم والتأييد ..
والرسالة الثانية ..
إن ثورتنا في سورية اليوم هي ثورة على العميل الذي عطف النكسة على النكبة لينسي الأمة نكبتها وقضيتها ومصيبتها . على الذي قاد الأمة ، بما افتعل من ذرائع ، إلى معركة هي إلى الفخ والمؤامرة أقرب . فنقل بالهزيمة التي قادها المعركةَ من صراع على فلسطين المحتلة إلى المطالبة بما تم تسليمه من غير حرب في السابعة والستين .. ولنسمع من بعد شعارات مثل : غسل آثار العدوان . والأرض مقابل السلام .
والرسالة الثالثة :
وهي خاصة للإخوة الفلسطينيين ولأبناء الأمة أجمعين ..
نطالب كل فلسطيني عاقل ، وكل عربي منصف ، أن يرجع بنفسه إلى مصادر المعلومات ، في عصر تيسرت فيه هذه المصادر ، ليبحث عن دور حافظ وبشار الأسد الحقيقي في توهين الصف الفلسطيني . وأن يبحثوا عن إحصاء دقيق للسؤال : كم قتل حافظ الأسد وولده من الفلسطينيين ؟ هل هناك أي جهة في المنطقة تفوقت عليه في هذا المضمار ؟ كم اعتقل وعذب حافظ وبشار الأسد من الفلسطينيين ؟ وكم عدد الفلسطينيين المفقودين في سجونه ؟ وما دور حافظ الأسد في تمزيق منظمة التحرير الفلسطينية وشرذمة العمل الوطني الفلسطيني ؟ ما هو دور حافظ أسد في إخراج ياسر عرفات من لبنان ؟ وفي حروب المخيمات ؟ وأين كانت قواته يوم دخلت القوات الإسرائيلية بيروت ويوم نفذت مجازر صبرا وشاتيلا الرهيبة ..
شواهد التاريخ ناطقة لمن أراد أن يستنطقها بموضوعية وصدق ليتبين حقيقة الدعاوى وصدق الادعاءات . وأجوبة تصدر أحكاما قاسية بحق كل فلسطيني يروغ في الرؤية والموقف من الخائن لقضية فلسطين والقاتل الأول لشعبها على أعين الناس أجمعين
والرسالة الرابعة ..
إلى شعبنا الحر الأبي في سورية العربية في ذكرى يوم النكبة الكبرى ، ونحن نصارع دفاعا عن حقنا في الوجود ، ونتابع كيف يترس العالم أجمع كل على طريقته للدفاع عن الخائن التي لم يكن ليخفى دوره الوظيفي ودور أبيه من قبل في حماية الكيان الغاصب وفي إخراج شعبنا من الفعل الحضاري والفعل السياسي : إن تصريح رئيس الموساد الصهيوني السابق عن ( رجلهم في دمشق ) والذي يكادون يفقدونه ، يجب أن يجعلنا أكثر اقتناعا بضرورة هذه الثورة لننزع عن شعبنا وعن أمتنا نير الذل والوهن والتبعية ..
والرسالة الخامسة ..
إلى المجتمع الدولي الذي تآمر طويلا علينا . وسلبنا كما سلب أهلنا في فلسطين قرارنا وأرضنا وديارنا وحقوقنا : هذا عصر الشعوب التي استفاقت ولن ترضى عن العدل والحق بديلا . منطلق ثورتنا عاشت سورية حرة عزيزة كريمة ومنتهاها عاشت فلسطين حرة عزيزة كريمة .
(( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ )) ..