بقلم: عادل بني عيسى
الثورة السورية التي انطلقت من درعا اثر اعتقال خمسة عشر طفلا بسبب كتابتهم شعارات تنادي بالحرية على جدار مدرستهم بتاريخ 26 شباط 2011 ، بدأت سلمية، شعاراتها لا للاستبداد والقمع والفساد وكبت الحريات، ضد بشار الأسد وعائلته التي تحكم منذ العام 1970 باسم حزب البعث السوري وتحت قانون الطوارئ المعمول به منذ العام 1963.
شعار الثورة بداية انطلاقتها في 18 اذار 2011: “الله سوريا حرية وبس”، وفي “جمعة الكرامة” خرجت المظاهرات في مدن درعا ودمشق وحمص وبانياس وقابلها الأمن بوحشية، فسقط أربعة شهداء على أيدي الأمن ، وتحوَّلت المظاهرات إلى أحداث دامية في محيط المسجد العمري ومناطق أخرى من المدينة، سقط خلالها 100 شهيد مع نهاية الأسبوع.
في 25 آذار كانت “جمعة العزة ” حيث خرجت المظاهرات في عشرات المدن السورية جبلة وحماة واللاذقية ومناطق عدة في دمشق وريفها كالحميدية والمرجة والمزة والقابون والكسوة وداريا والتل ودوما والزبداني، اخذت تكبر وتتسع دائرتها كل اسبوع.
في 7 نيسان اعلن بشار منح الجنسية لآلاف المواطنين الأكراد في سوريا تحت ضغط الشارع، وفي 14 نيسان شُكلت حكومة جديدة ، ثم أعلن بشار في 21 نيسان عن رفع حالة الطوارئ بعد 48 عاماً من فرضها.
في 25 نيسان هاجم الجيش السوري مدنا سورية، ثم تطورت الهجمات لتشمل كافة المدن السورية فيما بعد، باستخدام كافة انواع الأسلحة، من طائرات وراجمات صواريخ ومدفعية ثقيلة وصواريخ سكود بعيدة ومتوسطة المدى ودبابات ومدرعات، واستخدم كذلك الأسلحة الكيماوية، فيما كانت تلقي الطائرات العامودية براميل (المازوت) على السكان لحرقهم وهم أحياء..!
بعد ستة اشهر أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي وكندا” أن على بشار الأسد التنحي على الفور بعد أن فقد شرعيته بالكامل”.
في أوائل شهر حزيران، وبعد تفاقم حالات الانشقاق في الجيش السوري، أُعلنَ عن تشكيل أول تنظيم عسكريٍ يُوحد العسكريين المنشقين، وهو لواء الضباط الأحرار تحت قيادة حسين هرموش، تلاه الإعلان عن تشكيل الجيش السوري الحر بقيادة رياض الأسعد، وأعلن الضباط الاحرار الاندماج مع الجيش الحر في أواسط شهر أيلول.
وبعد أن اتسعت رقعة المعارك وحدّتها، أكد الجيش الحر وصول العديد من الطائرات الايرانية محملة بالاسلحة وجنود ايرانيين مدججين بالسلاح وكذلك عناصر من حزب الله اللبناني انضموا لجيش بشار ، فيما فندت كل من ايران وحزب الله هذه الاتهامات بالرغم من الوثائق الدامغة التي أكدت ذلك.
على الحدود الشرقية لسوريا كانت قوات نوري المالكي تتصدى لأي محاولة عبور لقوات مساندة للشعب السوري وتعتقل وتقتل كل من تشتبه بأنه على علاقة بالثوار، وهاجمت السوريين بالدبابات والمدفعية في القرى والبلدات الحدودية لقمع انتفاضتهم ضد النظام ، وبالتنسيق مع حكومة الأسد وقواته الامنية، كان اخرها يوم الإثنين، 20 أيار2013 ، ما سمي ، حملة عسكرية (واسعة النطاق) على طول الحدود مع سوريا بهدف قطع وسائل الاتصال والدعم بين تنظيم القاعدة في العراق وعناصر جبهة النصرة في سوريا، حسبما ذكرت وزارة الدفاع العراقية.
وأوضح قائد عمليات الأنبار الفريق الركن مرضي المحلاوي، أن قطعات الجيش البرية والجوية وقوات حرس الحدود وجهاز الشرطة المحلية بمحافظة الأنبار، تشارك جميعا في الحملة بنحو 8000 جندي حيث قامت بتمشيط 580 كيلومترا من المناطق الحدودية، بشكل يمنع أي عمليات تسلل لمقاتلين من وإلى العراق، عبر توظيف وسائل عسكرية وتقنية متطورة، وجهد استخباري عالي النطاق، يهدف أيضا الى وقف مصادر التمويل المالي والعسكري للقاعدة وجبهة النصرة، وتدمير ممرات التهريب التي يستخدمها المسلحون بين البلدين، حسب البيان.
وفي ذات السياق، تمكنت قوة مشتركة من الجيش والشرطة العراقية الأسبوع الماضي من تفكيك خلية، وصفت بأنها على”على صلة وثيقة” بعناصر من جبهة النصرة في سوريا، وذلك خلال عملية اشترك فيها 120 جنديا من قوات الصاعقة، في مدينة القائم قرب الحدود مع سوريا، حسبما اوردت تقارير صحفية عراقية.
من جانبه أكد وزير الخارجية الأميركية جون كيري، خلال المؤتمر الصحافي على هامش اجتماع “مجموعة أصدقاء سوريا”، المنعقد في العاصمة الأردنية عمّان الأربعاء 22 أيار، أن حسابات الرئيس الأسد خاطئة إن كان يعتمد على مكاسب الأيام الماضية، محذراً من أن حزب الله يجرّ لبنان إلى الحرب.
وقال كيري: “ندين تدخل حزب الله وإيران في الأزمة السورية”، مضيفاً أن عدة آلاف من مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية، يشاركون في الحرب في سوريا بدعم إيراني.
وفي السياق ذاته اكدت صحيفة الوطن السعودية ، نبأ مشاركة طيارين إيرانيين من الحرس الثوري فى الحرب الدائرة حالياً فى سوريا ، وذكر التقرير أن دورهم يتركز فى تفجير مواقع الثوار فى كل من حلب وحمص.
والآن وبعد حوالي عامين على الثورة، وبعد مقتل عشرات الألاف وتشريد ما يقارب مليوني سوري، ومقتل وأسر عدد كبير من الجنود الايرانيين، ومن عناصر حزب الله، من قبل الجيش الحر، انكشفت اللعبة القذرة، ولم يعد بامكان ايران او حزب الله أو العراق حتى انكار ذلك، وما على الدول العربية الا ان تفيق من غفوتها، لتقف الى جانب الحق، ووقف نزف الدم السوري الزكي، على ارض الشام الطاهرة ، وتحريريها من المجوس، قبل ان تكبر دولة الفرس، وتدوس على الكبير في امتنا العربية، التي كانت ماجدة يوما ما، فمن غيرالمعقول أن نرى الأطفال تُذبح وتنتهك والاعراض وتهدم المنازل على رؤوس ساكنيها، ونحن ننظر وننتظر النهاية، دون أن نحرك ساكناً ، فإيران تحكم فعليا كل من العراق ولبنان، وها هي سورية أعلنت الخروج عن طاعتها، فكان جزاؤها ان تُذبح أمام اسماعنا وابصارنا….!
أنقذوا الشعب السوري أيها العرب، انقذوا انفسكم ، يا من تآمرتم على صدام فسلمتموه لحبل المشنقة، فقط لأنه عربي ٌ حرٌّ أبي، يقرأ التاريخ بعقله ، وانحاز لأمته ودينه، لم يسرق قوت شعبه، وليس لديه المليارات التي بين ايديكم، بينما آثرتم أن تبقوا على أميتكم، تسبحون في عالم من المجون والفجور والترف، في أموال اقتطعتموها من دماء شعوبكم، هي ليست من حقكم….!!