بعد أن أطلق المجتمع الدولي يد بشار الأسد في دماء السوريين وأعراضهم على مدى أكثر من عامين ، توزع فيهما الأدوار فريق يؤيد ويدعم ، وفريق يندد ويشجب ، يبدو أنه قد جاء دور حسن نصر الله وحزب اللاويين معه لينجز ما عجز بشار الأسد عن إنجازه .
إن إدارة المجتمع الدولي ظهره لعملية الغزو التي أعلن عنها حسن نصر الله قي خطابه الأخير ، ونفذها الآلاف من المرتزقة الطائفيين المدججين بالأسلحة ( الفتاكة ) تعني سقوط آخر قناع عن وجوه المتدثرين بالقانون الدولي ، والمدعين الالتزام بمواثيق ومبادئ وشرائع ( حقوق الإنسان ) .
لم يحتج حسن نصر الله ولا داعموه الظاهرون من الروس والإيرانيين، ولا الصامتون عليه من الآخرين إلى قرار من مجلس الأمن ، ولا إلى إجماع دولي لينخرط في مشروع ذبح أطفال سورية وانتهاك أعراض نسائها . إن من العجيب في السياق أن نجد من قوى المعارضة السورية من يجد شغلا عن التصدي للاحتلال اللاوي ، وكأن هذا الغزو ذباب طار أمام وجهه فقال له بيده كذا ..
إن هذا التجاهل للمذبحة التي يديرها مرتزقة اللاويين على الأرض السورية ،هو تقويض عملي لمشروع الثورة ، والانخراط الفعلي في مشروع وأدها ، وكسر حاملها لمصلحة ثرثرة سياسية لايرضى عنها غير أصحابها …
إن التصدي لغزو حزب اللاويين للأرض السوري ، وانخراطهم في مشروع ذبح السوريين ؛ يجب أن يكون أولوية الأولويات لكل معارض جاد وصادق . أولوية لايتقدم عليها أي فعل أو موقف . كما يجب أن يعتبر هذا الغزو مسقطا وبالضربة القاصمة لأي حديث عن أي حل سياسي في جنيف أو غير جنيف . فلن يقبل الشعب السوري من الذين يدعون تمثيله من السياسيين أن يفاوضوا أو يحاورا عنه تحت حراب مرتزقة حسن نصر الله وعلى وقع تهديداته ..
إن الموقف من غزو حزب اللاويين لسورية هو امتحان مصداقية وجدية – أولا – للموقف الدولي ، ولمن يسمي نفسه صديقا للشعب السوري أن يبادروا جميعا إلى فعل جاد وسريع لإجبار قوات الغزو اللاوية على الانسحاب الفوري من الأرض السورية …
وهو امتحان جدية ومصداقية – ثانيا – لقوى المعارضة السورية وشخصياتها ، امتحان جدية ومصداقية لكل أولئك الذين يزعمون أن أوليتهم الثورة والثوار ، وسورية وشعبها ؛ إذ لا يمكنهم أن يسلموا باحتلال الأرض السورية ، ويسكتوا عن انهماك مرتزقة اللاويين في ذبح أطفال سورية وهم يصرفون وقت الشعب السوري حول مشروع 25 12 = 37
المطلوب من قوى المعارضة السورية هذه وشخصياتها ذات الصدقية والجد أن تتوقف عن الجري وراء المبادرات السياسية الصغيرة قبل أن يقوم المجتمع الدولي بدوره الأولي في حماية الأرض السورية من الغزو ومن التقسيم ..
أخشى على الذين يناورون ويعيدون في عمليات الجمع والطرح والقسمة أن يلتفتوا خلفهم فلا يجدوا في سورية من يعبء بهم أو يحترمهم ..