ذكرنا خطاب الرئيس محمد مرسي بالأمس بقول العاشق العربي وكلنا في زمن الربيع العربي عشاق ..
وحديثها كالقطـر يسـمعه راعي سنين تتابعت جدبـا
فأصاخ يرجو أن يكون حيا ويقول من فرح: هيـا ربّا
ولقد جاء خطاب الرئيس محمد مرسي في توقيته وفي نبرته كقذائف الحق يلقي بها صاحبها على زيف الباطل فإذا هو زاهق . ليكون زاهقا ما قال حسن نصر الله ، وزاهقا ما أرعد وأزبد ، وزاهقا ما توعد وأوعد ..
لم يكن من السهل على أرواحنا وعقولنا وقلوبنا أن نرى مكان مصر في معادلة الفعل الثوري العربي خاليا . وأن يخلو الفضاء لبغاث من الطير أصبحت بغياب مصر في فضائنا تستنسر ..!!
سيبقى لمصر ولشعبها ولقياداتها ولنخبها في قلوبنا الحب والبر والوفاء وعلى قدر الحب يكون الأمل ويكون العتب . ومن معين الثقة يُستطال الانتظار ..
وحين يهتف الرئيس مرسي لبيك سورية ثلاثا تلبية بعد تلبية بعد تلبية
ومقاتلو حسن نصر الله والولي الفقيه من طهران يجوسون الأرض السورية قتلا وتدميرا فيهلكون الحرث والنسل ، لنصرة الطاغية الجزار فإن المسافة بين القول والفعل فيما أعلنه الرئيس المصري تغدو أقصر من أن يشار إليه بالسوف ولا حتى بالسين ..
إن المعركة التي يفرضها اليوم على الشعب السوري الروس والإيرانيون وجنود إبليس أجمعون لا يمكن أن تكون مدعاة لخذلان هذا الشعب ، أو السعي إلى ترضيته بإصلاح أعرج مزعوم ، يحفظ على الطغاة وجودهم وسلطانهم ؛ بل يجب أن تجعل هذه الحرب أمة الصف الواحد والجسد في صف واحد وأن تحيي فيهم إحساس الجسد الواحد . فيرون جميعا في هذا العدوان وفي هذه الحرب عدوانا و حربا على الأمة بأسرها . حربا على مصر وعلى السودان وعلى الجزائر وتونس وعلى العربية السعودية وعلى دول التعاون الخليجي . وهو ما أعلنه ودعا إليه علماء الأمة في لقائهم الأخير حين أعلنوا أن الحرب على الشعب السوري هو حرب على الإسلام والمسلمين . حرب على الإسلام الدين والعقيدة والمنهج وحرب على المسلمين : الإنسان والأوطان . . وإن جواب التحدي العزيز الوحيد هو في قبوله ، وقبوله هو في التجرد للتصدي له بكل ما تمتلكه الأمة من طاقات وقدرات ..
ألم يكن عجيبا في هذا التحدي أن يمتلك الولي الفقيه وحسن نصر الله القدرة والجرأة في مباشرة العدوان ثم نجد ترددا وإحجاما من دول أكبر وأعظم عن تحمل مسئولية رد العدوان !! ألم يكن عجيبا أن تقعد دول وحكومات عن واجب التناصر والتعاون ، وأن تتجاهل منطق الصراع وتتخلى عن مسئولية لا يمكنها تجاوزها إلا أن تكون في صف الذين يخلدون إلى الأرض ..
لقد أطلق الرئيس مرسي بالأمس بما قال قذائف الحق ليرد على قول من قال بالأمس أنه سيكون حيث يجب أن يكون فقال له الرئيس مرسي إنك ستكون في صف المعتدين الآثمين المجرمين الذين يلفهم التاريخ بظلمات صحائفه السود . وانضمت مصر العربية بكل ألقها وكل ثقلها وكل مجدها إلى صف المناضلين عن الحق المدافعين عن حقائق الواقع ومسلمات الحضارة والتاريخ والجغرافيا ..
مرة أخرى نعود إلى شكر دولة مصر ، ورئيس مصر ، وحكومة مصر وشعب مصر ونقول وأجمل القول ما صدقه الفعل ..
ونعتبر ما قاله الرئيس مرسي أول غيث مصر وننتظر من القطر أن ينهمر