تتوارد الأخبار من حمص العدية الأبية حمراء مخضلة بدماء الشهادة مفعمة بأنين المعذبين من أطفالها ونسائها . فوسط حالة من الضوضاء الإعلامي يفرضها الحدث المصري بتداعياته على سمع المجتمع الدولي وبصره …
ووسط حالة من انشغال الائتلاف الوطني والقوى السياسية المشاركة فيه بعملية إعادة الفك والتركيب مرة بعد مرة بعد مرة على رسم قول القائل : نبني فتهدمها الرياح فلا نضج ولا نثور …
ونظل نضحك …؛
تقوم عصابات بشار الأسد المدعومة بمجرمي الروس والإيرانيين وفريق القتلة المأجورين لحسن نصر الله بشن حرب إبادة شاملة على حمص وأحيائها وضواحيها وقراها . حرب إبادة تتجاوز هذه المرة في عنفها القصف بالطائرات والصواريخ البعيدة المدى والمدفعية وإحراق الأحياء والقرى إلى عملية ممنهجة لاستخدام الأسلحة الكيماوية في أخطر وأبشع جريمة حرب ترتكب في القرن الحادي والعشرين ، تحت سمع العالم وبصره .
تشن جريمة الحرب باستخدام الأسلحة الكيماوية موثقة توزع مباشرة بصورها الحية الناطقة على كل دول العالم ، الذي يصر على تجاهل الجريمة وإعطاء المزيد من الفرصة لفريق القتلة من الروس والإيرانيين وأتباعهم من عصابات المالكي وحسن نصر الله ..
إننا في هذه الساعات الحرجة مما يجري في وطننا سورية وبشكل خاص على حمص وأهلها من جريمة إبادة وعملية تطهير طائفي ؛ نتوجه إلى جميع ألوية وكتائب ووحدات المجاهدين والثوار على الأرض السورية أن يهبوا لنجدة حمص وفك الحصار عنها ، بكل الطرق والوسائل المتاحة . ولا بد من إعطاء معركة حمص ونجدتها الأولوية المطلقة على كل الواجبات الظرفية الأخرى .
وننتظر من هيئة الأركان المشتركة بما تحملته راضية من مسئولية أن تثبت أنها مؤهلة للوفاء باستحقاقات هذه المسئولية ، وأن تبادر لوضع الخطط وحشد القوى لفك الحصار عن حمص والدفاع عنها وإثبات جدارتها بالموقع الذي تشغله من هذه الثورة ..
كما يتحمل الائتلاف الوطني بوصفه القيادة السياسية الممثلة للثورة السورية وبما رشح أعضاؤه أنفسهم له من موقع ، مسئولية اتخاذ من المبادرات السياسية ، والخطوات العملية ما يكفل فك الحصار عن حمص وإنقاذ ما تبقى منها ومن تبقى من أهلها ولاسيما الأطفال والنساء والشيوخ والجرحى . وتحريك القوى الدولية للوفاء بما تعهدت به من اعتبار استعمال السلاح الكيماوي خطا أحمر ..
حمص العدية الأبية تستغيث …
أيها العرب .. أيها المسلمون … يا أحرار العالم في كل مكان أجيبوا استغاثة حمص ..
أجيبوا استغاثة النساء الضعيفات والأطفال الرضع …
الذين يصر الروس والإيرانيون وحسن نصر الله وبشار الأسد على ذبحهم بل وأدهم بقذائف السلاح الكيماوي الذي تصر دولة روسية الاتحادية على تجريبه على شعبنا السوري الحر الأبي ..
أجيبوا استغاثة حمص فهي الآن تباد في ضوضاء الحدث المصري وحاذروا أن تستيقظوا في الغد فتجدوا القتلة ومجرمي الحرب قد ارتكبوا فعلتهم الأثيمة ومحوا حمص بما عليها ومن عليها عن خارطة الوجود الجغرافي والإنساني ..
وإنها لجريمة ستعلق في أعناق مرتكبيها وفي أعناق الصامتين عنها ..