أيها العابثون في دمائنا ، أيها المتربعون على جماجمنا ، أيها المتصدرون المتنافسون العابثون أنتم المسئولون الحقيقيون عن كل ما ينزل بنا أو يقع علينا. أنتم ظل المجرم ومكمله ومتتمه وخطه الموازي ، أنتم الذين ما زلتم على مدى ثلاثين شهرا تعبثون وتسكرون وتنتشون ..
ويعقوب من أجل يوسف واحد ابيضت عيناه فماذا يفعل شعب فقد في لحظة واحدة أكثر من ألف يوسف ؟!
لمن نتوجه ؟! ولمن نشكو ؟! هل ستنفعنا الإدانات والنداءات هل سينفعنا الاستنكار والتنديد ؟! نعتقد أن زمن الكلام قد ولى . وأن الجريمة ستظل متعلقة في رقاب من نفذها ومن مررها بعجزه أو بتشاغله أو بصمته أو باستهانته بدماء الأبرياء .
لا ينبغي لأي منا أن يعود كالأحمق للحديث عن المجتمع الدولي وعن بان كيمون وعن خطوط أوباما الحمر وعن مهمة الخبراء الدوليين . السؤال الذي سيظل يلاحق قيادات المعارضة والائتلاف وهيئة الأركان أين كان هؤلاء من سيناريو هذا الصباح الأغبر ؟! ولماذا لم تكن لهم خطوطهم الحمر بدل البكاء على خطوط أوباما الحمراء …
إن كل الذين سكتوا عن الظلم ، وكل الذين سكتوا عن العجز ، وكل الذين تماهوا مع مشروع تقاذف المسئولية هم شركاء في كل هذا وحاملو إثمه …
إن آخر ما كان يفكر فيه الجربا وفريقه هو إصدار بيان يتوجهون فيه إلى مجلس الأمن يطالبونه بطرد الغرباء عن الأرض السورية …!!!!!
وآخر ما قرأته قبل سماع نبأ المجزرة بيان باسم هيئة الأركان يعلن تأييده للانقلاب في مصر ويبدئ ويعيد ..
وآخر ملتقى عام للمعارضة السورية كان تصور بعض السكارى – ثلاث مائة أكاديمي ومثقف – لغدهم المتعالي ..
لا أحد يريد أن يفكر في اليوم لأن التفكير في اليوم مرهق . وهو مثير لأعصابهم المرهفة . هم وفروا الوقت والجهد ليضعوا كل السنياريوهات المحتملة ليوم سعدهم ، يوم سيكونون على قمة الدولة وعلى ظهر الشعب المسكين . لم يفكروا للحظة واحدة بمأساة هذا الشعب وبمحنة هذا الشعب وباحتمال أن يطلع علينا مثل هذا الصباح المظلم فنرى أرض سورية موشاة بجثامين الأطفال ..
مرة أخرى لا كلام يقال ..
ولا إدانة ولا استنكار ولا نداء …
هذا مصيرنا وهذا قدرنا وعلينا أن نواجه الموت بالموت ..
ولاشيء أمام رهبة المشهد وعنفه ووحشيته يقال ..