تجرأ بشار الأسد فارتكب المجزرة . استعمل سلاح الإبادة الجماعي . فحصد آلاف النسمات من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشبابنا .نعلم جميعا أن بشار الأسد ما زال يمتلك الكثير من مخزون هذا السلاح بل يملك ما يكفيه لإبادة سورية بكل أهلها ..
وأن بشارالأسد وشركاه ( نصر الله – خمنئي – بوتين ) يمتلكون من إرادة السوء والشر ومن مشاعر الحقد والكراهية ما يسمح لهم أن يرتكبوا مع كل صباح ومساء جريمة من العيار نفسه أو من عيار أقسى وأنكى ؟!
والسؤال : العلمي الموضوعي الذي يطرحه كل سوري يهمه أمن شعبه ما الذي سيمنع ممولي الجريمة ومدبريها ومنفذيها من تكرارها مرة بعد مرة ومرة ..
هل سيمنعهم من ذلك البيانات الراعفة التي أصدرها فرسان المعارضة السورية في الإئتلاف أو في المجلس الوطنيين أو في هيئة الأركان المشتركة ؟! أعيدوا قراءتها قبل أن تجيبوا على هذا السؤال ..
هل ستمنعهم من تكرار الجريمة المأساة ردة الفعل الإقليمية العربية على المستويين الشعبي والرسمي ؟! أو ردة الفعل الإنسانية على المستوى العالمي ؟! ..
هل سيمنعهم من ذلك بان كيمون الذي ارتفعت وتيرة ردة فعله حيال هذه الجريمة من الشعور بالقلق إلى حد الشعور ( بالصدمة ) ويجب أن نعتبر الانتقال من الشعور بالقلق إلى الشعور بالصدمة تقدما ملحوظا على طريقنا الطويل .
هل سيمنعهم من تكرار الجريمة مجلس الأمن بحالة الشلل التي يعيشها وبالبيانات الصفراء التي خرج علينا بها ؟! أو هل سيمنعهم من ذلك خبراء الرقابة الدولية الذين أقروا في اعتراف مهين أنهم لا يتنفسون على الأرض السورية إلا من منخري المجرم نفسه ؟!
نعتقد أن الأولوية الأولى التي تفرض نفسها على من أمسك بقرار المعارضة و الثورة في سورية هي كيف نمنع تكرار الجريمة ؟ أو كيف نحول دون تكرارها ؟ وكيف نخفف من آثارها إن تجرأ المجرم على تكرار ما اقترفه وهو أمر متوقع في كل لحظة ؟ هذه الأسئلة هي التي يجب أن توضع الساعة على الورق ، وأن يلتف حول ورقتها كل صاحب موقع ورأي وعلم وخبرة . لاتخاذ ما يلزم والصيرورة إلى تنفيذه بما تملك المعارضة والثورة من إمكانات ..
ويجب أن يتم ذلك على ضوء الحقائق التالية : أنه ليس في هذا العالم مجلس أمن . ولا أي جهة نرفع رؤوسنا للاعتداد بها . أي يجب التوقف عن آليات المناشدات والمطالبات كفعل محوري أساسي ننام ونستقيظ تحت ظله .
ثم يجب أن يتم ذلك بالتعامل مع الحالة بنفس المنطق الذي يفرضه على الصراع بوتين وخمنئي وحسن نصر الله وبشار الأسد وليس بمنطق بان كيمون المرتجف والقلق والمصدوم .
إن أكبر مشكلة في قيادات المعارضة السورية أن أعضاءها ينظرون إلى أنفسهم كقادة سياسيين مستقبليين وليس كقادة ثوريين . قادة سياسيين يحرصون على سيرة ذاتية لائقة تؤهلهم للنوادي السياسية وليس قادة ثوريين يعطون الثورة استحقاقاتها العملية .
ثم إن حقيقة الحقائق في الإطار الذي نتحدث فيه والتي تعمل عليها الدول أجمع وتحمي بها شعوبها وأبنائها هي أن ( استراتيجية الردع ) هي الاستراتيجية الأساسية التي توفر للدول وللشعوب الحماية والوقاية من هكذا أسلحة في عالم أصبح غابة غاب عنها القانون وانفرد بالعربدة فيه المجرمون .
إن معركتنا مع هؤلاء المجرمين طويلة ومريرة . وما دام أحد منا لا يريد التفكير على طريقة الامبراطور الياباني ( هيرو هيتو ) حيال ما جرى على شعبه بعد هيروشيما وناغازاكي ؛ فإنه من الواجب أن يتوجه الذين يصادرون قرار المعارضة والثورة في سورية إلى وضع كل الاستراتيجيات وتوفير كل الإمكانات الضروية لحماية حياة الشعب السوري ، ولتأهيل هذه الثورة لتكون على مستوى الصراع الذي قرر المجتمع الدولي أن يترك لبشار الأسد وشركائه حق العربدة فيه . ..
إن بشار الأسد وحلفاءه لن يعيدوا حساباتهم ، ولن يردعهم عن الاسترسال في جرائمهم إلا إذا علموا أن دماء أطفال سورية ونسائها لن تضيع هدرا . وأنهم سيدفعون ثمن جرائمهم التي أمنوا العقوبة عليها . والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح كيف يمكن لمسئول سياسي مثل حسن نصر الله أن يقف تحت قبة القانون الدولي والقانون اللبناني ليهدد السوريين بالذبح في عقر دارهم ثم لا يمتلك مسئول واحد في قيادة المعارضة أو الثورة أن يرد عليه خطابه باللهجة نفسها وعلى هذه الواقعة يقيس من يريد أن يتقدم لقيادة الثورة على كل المستويات …
إن ما نقترحه هنا وما ندعو إليه بكل تفسيراته ما هو إلا دعوة لمنع الجريمة ، وردع المجرمين ، والوقوف في وجه استرسالهم فيها واستهانتهم بدماء أهلنا ، في ظل غياب مستنكر ومدان للقانون الدولي الذي قرر الممسكون به أن يتخلوا عنا .
إن تبني مثل هذه الاستراتيجية الرادعة على مستوى الخطاب وعلى مستوى الإعداد والاستعداد ستكون رسالة مهمة ذات ثلاث شعب ؛ الشعبة الأولى للمجرمين المعتدين ، والشعبة الثانية للسائرين في ركابهم الهائمين في بيدائهم ، والشعبة الثالثة للمجتمع الدولي الذي استسهل النوم على دماء السوريين وضحاياهم ..
كلام له استحقاق وله ثمن وعلى الذين ( يطيقونه ) أن ينزاحوا من طريق قرار ثورتنا ومن طريق المسئولية عنها . وإلا فهم للمرة السابعة والسبعين شركاء في الجريمة . حمالون لوزرها .