إن من أهم ما يجب أن يقال في الصفقة الروسية – الأمريكية : إن مطالبة المجتمع الدولي بشار الأسد بالتوقيع على أي معاهدة دولية هو نقض لما أعلنته كثير من الدول على أن بشار الأسد رئيس فاقد للشرعية . تلك إعلانات تم تداولها على مدى عامين ليتم نقضها عمليا في لحظات ..
إن من متضمنات الاشتراط على بشار الأسد أن يمضي قدما في تنفيذ الاتفاقية الصفقة أن يُعطى الأمان للبقاء على كرسي الحكم في سورية مقابل تعهدات وثيقة بتنفيذ الصفقة على مدى – خمسة عشر عاما – مما يعني إعطاءه فترتين رئاسيتين قادمتين على أقل تقدير ..
لم يكن تدمير سلاح الدولة السورية الاستراتيجي في أي لحظة من اللحظات هدفا للثورة والثوار . ولا يجوز أن يكون . هذه ثورة للحرية والعدل والكرامة وليست لتدمير الدولة السورية كما يزعم عملاء بشار الأسد . إن الاسترسال مع المشروع الدولي بأهدافه وأبعاده هو خروج عن مبادئ الثورة وأهدافها .إن إيماننا بعالم نظيف من جميع أسلحة الدمار الشامل لا حدود له . على أن يتم تنظيف منطقتنا من كل أشكال هذه السلاح . لتحرير شعوب المنطقة من أي مظلة للخوف والتخويف .
بتدمير ترسانة سلاح ردع استراتيجي في سورية تكون الدولة السورية هي الخاسر الأول . ويكون مستقبل الأمن القومي السوري ، أمن الإنسان والعمران هو الذي قد تعرض للخطر ، ويكون الشعب السوري هو الذي دفع ثمن الجريمة البشعة التي ارتكبها بشار الأسد مرة من أرواح أبنائه وأخرى بإضعاف قدرته على الردع الاستراتيجي ..
وبتحويل الموقف الدولي من محاولة العقوبة على الجريمة بمحاسبة المجرم والأخذ على يده لئلا يسترسل في الجريمة إلى موضوع البحث عن مجموعة مستودعات تائهة على الأرض السورية تكون الثورة السورية التي كانت تتوقع دورا دوليا في حماية المدنيين السوريين الأطفال والنساء والشيوخ بشكل خاص هي الخاسرة …
وبالمقابل فإن تدمير القدرات الاستراتيجية للدولة السورية والذي ظل مطلبا ملحا للإسرائيليين منذ عقود يجعل إسرائيل ونتنياهو هو الرابح الأول من الصفقة التي مهرها الشعب السوري بدمه ..
وبنجاة بشار الأسد من العقوبة أولا ثم بتحوله إلى شريك دولي معترف به من جديد ، محل خطاب المجتمع الدولي مهما كان نوع الخطاب يكون هو الرابح الثاني من الصفقة التي اقترحها الإسرائيليون وشجع عليها الإيرانيون وتقدم بها الروس وتلقفها الأمريكيون ووقع عليها بشار الأسد ودفع ثمنها الشعب السوري أرواحا بريئة ومستقبلا رعيبا …