لمصلحة من تقوم بعض المجموعات باختطاف ومضايقة العاملين في المنظمات الإنسانية الصليب الأحمر في وقت يبدو فيه الشعب السوري أحوج ما يكون إلى جهود هؤلاء الناس و خدماتهم ومساعدتهم ؟!
ان ما ترتكبه هذه المجموعات من أفعال مريبة تؤدي عمليا إلى التضييق على السوريين ، و منع يد العون أن تمتد إليهم من جهة ، كما تؤدي إلى تشويه وجه الثورة السورية أمام الأصدقاء والمحايدين من جهة ؛ بحيث تبدو هذه الثورة ثورة قوم بدائيين ومتطرفين متعصبين لا يقدرون المعروف ولا يميزون بين محارب ومساعد . إن تشويه وجه الثورة وإلحاقها بالمتطرفين والمتعصبين هو الهدف نفسه الذي يعمل عليه بشار الأسد وعصابته ؛ حتى بدأ الكثيرون يتساءلون هل ما تقوم به هذه المجموعات هو مسلسل من الأفعال غير المدروسة ، وهل هو نوع من سوء تقدير العواقب ، ام أنه تعبير عن ارتباط مباشر أو غير مباشر بالمستفيد الأول من هذه الأفعال وهو بشار الأسد نفسه ؟!
في السياق نفسه نتسائل ويتسائل معنا المخلصون والمشفقون : ولمصلحة من أيضا ، وفي سياق الأعمال الكبيرة والانتهاكات الخطيرة التي تقع على الأرض والشعب في سورية ، يجد بعضهم من البطولة بمكان ان يشتغل ويُشغل بهدم قبر مزويّ ، ويغفل في الوقت نفسه عن عمليات الانتهاك المباشر لعليا شعب الاسلام ؟! ألا يرشد هؤلاء المنشغلين بصواغر الأمور عما هم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ان الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها ؟!
ان الثورة والثوار في سورية اليوم بحاجة إلى كل قطرة جهد و إلى كل طلقة رصاص ، وإلى كل ساعة من وقت ؛ لتوظف جميعا في سياق الفعل العام المؤدي إلى إزالة المنكر الأول والمنكر الأكبر وهو بشار الأسد وعصابته .
كان من هم رجل يدعى ( صبيغ ) في زمن سيدنا عمر أن يشغل المجاهدين من المسلمين بالسؤال عن الصغائر والدقائق ؛ فأمر سيدنا عمر بتسييره إليه ، ثم كان كلما رآه صاح أصبيغ ثم علاه بالدرة حتى صرخ صبيغ يوما تائبا : يا أمير المؤمنين لقد كان في رأسي شيطان وقد خرج . فمن يخرج الشيطان من رؤوس هؤلاء اليوم ؟! من يخرج الشيطان من رؤوس هؤلاء الذين يريدون أن يفرقوا على المسلمين أمر دينهم ؟!
لن يكون كافيا في هذا المقام أن نشجب أو أن نستنكر اختطاف العاملين في منظمات الاغاثة الانسانية والصليب الأحمر فقط ، بل إننا مضطرون إلى مصارحة هؤلاء أن ما يفعلونه يحاصرهم بين فكي الخيانة أو الإثم .
فعلهم يوقعهم في الإثم وتداعياته تدمغهم بالخيانة هذا إن كانوا يعلمون ..