على مدى أعوام طويلة عودنا الإسرائيليون أنهم يملكون من الخبث والمكر ما يجعلهم يحافظون على ماء وجه عملائهم ، بالتكتم على المستور من أمرهم ، وبالتماهي مع أضاليلهم وخدعهم . هكذا كان شأنهم مع لعبة حافظ وبشار تحت عناوينها وشعاراتها المختلفة ( حرب التحرير الشعبية ) و ( الصمود والتصدي ) و ( التوازن الاستراتيجي ) و( المقاومة والممانعة ) .
وحتى الساعة ما يزال الإسرائيليون يحتفظون بالكثير من أسرار صفقة السابعة والستين ، وأسرار شركائهم فيها وأسرار عقود من العمالة فيما كان فيها وبعدها . لقد استطاعوا بعد أن نفذ الشعب السوري حكم الإعدام بكوهينهم الصغير أن يرفعوا إلى كرسي الرئاسة السورية ( كوهينا كبيرا ) وأن يظللوا عليه بكل ما يستطيعون ، وأن يورثوا حكم البلاد لولده من بعده.
ولا يزال الصهاينة يتسترون على كل الأفعال التي يعتقدون أنها تحرج عملائهم أو تكشف عمالتهم وتفضح دورهم . وفي كل مرة يرتكبون فيها فعلا يكشف جانبا من الدور المريب الذي أداه حافظ ويؤديه بشار الأسد فإنهم يحاولون جهدهم إخفاء هذا الفعل ، وتغييب اليد المسئولية عنه ، وإثارة الغبار حوله . ولم تكن الواقعة الأخيرة إلا حلقة على الطريق الطويل . وهكذا تستر الإسرائيليون على العدوان الجريمة التي قامت بها قواتهم في 30 / 10 / 2013 حيث قصفت قاعدة عسكرية سورية في جبل صنوبر قرب اللاذقية فدمرت بطاريات دفاع جوي من طراز S.A. 13
من حقنا كسوريين نعتبر سورية بسمائها وأرضها وطنا لنا أن ندين العدوان الصهيوني الآثم على أرضنا وديارنا . وأن نعتبر ما حدث جريمة أخرى من جرائم العدوان التي يسكت عليها المجتمع الدولي مما يقع على الشعب السوري والسيادة السورية من قبل الجلادَين الشريكين ( الأسديون والصهاينة ) .
ومن حقنا أن نشجب ونستنكر تستر الأسديين الشركاء في الجريمة عليها . ومداراتها والصمت على العدوان بل وإنكاره من قبل بعض المعلقين كنوع من أنواع التهرب من استحقاقاته ..
ولقد وضع العدوان الجريمة على محك المصداقية التصريح الادعائي الذي كان بشار الأسد قد أطلقه منذ أشهر على قناة ( المنار ) لصاحبها المقاوم والممانع حسن نصر الله وشركاه . حيث قال بشار الأسد في 31 / 5 / أي قبل أربعة أشهر فقط : لقد أبلغنا الجهات العربية والأجنبية وخاصة الأجنبية أننا سنرد ( على أي عدوان إسرائيلي ) في المرة القادمة . وها هو اليوم يواجه بالصمت المرة القادمة ..
وقع العدوان منذ أربعة أيام ، في الوقت الذي كانت المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية تستحوذ على الترسانة الكيماوية السورية ، وتشل قدراتها . ولقد سئل بشار الأسد عن هذه الترسانة قبل ستة أيام فقط على قناة الأخبار اللبنانية فقال : إنه لم يعد بحاجة إليها ( إلى الأسلحة الكيماوية ) وأنه اليوم يملك من الصواريخ ( !!! ) ما يعمي بصر إسرائيل في لحظات . ولكن إسرائيل دمرت هذه الصواريخ بصمت ، دون أن يطرف بشار الأسد بصرها .
التصريح عن الصواريخ التي تعمي بصر إسرائيل من ابن أبيه يذكرنا بما كتبه الأسد الأب قبل حرب الخزي بستة أيام انه فقط ينتظر إذن الإدارة السياسية ليلقي بالإسرائيليين بالبحر ..
كان المفترض بالعدوان أن يمر بين شركاء الجريمة بصمت . وكانت إسرائيل قد تعهدت لعميلها أن تحفظ ماء وجهه كما تعودت أن تفعل كل مرة .ولكن الولايات المتحدة وهي تجدد اليوم عقد العمالة آثرت أن تخضع العميل لاختبار احتماله المزيد من الإهانة والإذلال . فأعلنت عن العدوان كتجربة من تجارب هذا الامتحان ..
والذي يبدو أن بشار الأسد كما كان العهد به دائما قد نجح في هذا الامتحان …