في حديث حسن نصر الله إلى أبناء حزبه وإلى اللبنانيين والناس أجمعين عبر شاشة تلفزيونية ضخمة بمناسبة يوم عاشوراء أوضح أنهم عندما يقررون الدخول في المعارك الكبيرة لا يلجؤون إلى عقولهم الصغيرة ، ولا إلى فقههم المحدود ؛ بل لا بد لهم أن يرجعوا إلى فقه المراجع الكبار الذين يمدونهم بالفتوى التي تنير دربهم .
وذكّر حسن نصر الله الذي يقاتل هذه الأيام في سورية ويقتل المسلمين أبناءها هناك رجالا ونساء وأطفالا أن مؤسس الثورة الإسلامية ( روح الله ) الخميني من قبل هو من أجاز لهم تنفيذ العمليات الاستشهادية ضد المحتل الصهيوني بعدما حرمها البعض ، يعني كما يحرم عليه هذا البعض اليوم قتال السوريين ..
وتفاخر حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني بقوله : نحن هذا الحزب هذا التنظيم هذه الجماعة هذه الفئة سموها ما شئتم لا نريد دخول النار نحن طلاب آخرة ولذا نلجأ إلى فقهائنا وكبار مراجعنا قبل الدخول في أي حرب . ..
في هذا الكلام الخطير والدال يلقي حسن نصر الله عبء الجريمة التي يرتكبها في سورية باحتلال أرضها وقتل رجالها ونسائها وأطفالها على كاهل ( كبار المراجع ) الشيعة ليس في إيران والعراق ولبنان فقط بل وفي كل مكان يوجد فيه مرجع شيعي كبير ؛ مما يجعل الواجب على هؤلاء المراجع الكبار أن يوضحوا موقفهم بجلاء حيث لم يعد يسعهم الصمت . فالصمت في معرض البيان بيان كما تنص عليه القاعدة الفقهية ، وإن صمت الصامتين من مراجع الشيعة بعد هذا الكلام يعني موافقة عليه وتواطأ على الاشتراك في الجريمة المروعة التي يرتكبها هذا الآثم وحزبه ..
إن اضطرار حسن نصر الله إلى الاختباء وراء فتوى كبار المراجع ( المجهولين ) يؤكد أن هناك ثرثرة وبلبلة تجري في صف النخبة المتعقلة من الشيعة اللبنانيين . سؤال كبير يطرحه كل عاقل ومفكر على نفسه : لمصلحة من يحدث حسن نصر الله هذا الشرخ بين الشيعة اللبنانيين وبين محيطهم المسلم السني والعربي أيضا؟! إن ما يفعله حسن نصر الله هو ( كربلاء ) جديدة سيتحمل وزرها أجيال شيعة لبنان ، كما حمل شيعة الكوفة إثم خذلان الحسين من قبل وسيلطمون بعدها ليلا طويلا ..
إن استرجاع حسن نصر الله فتوى ( روح الله !!! ) الخميني بتنفيذ عمليات استشهادية ضد المحتلين الصهاينة تعني أنه يلوح بحقه باستخدام الأساليب نفسها ضد المواطنين السوريين المخالفين لحسن نصر الله وزمرته في المذهب ..
تعجز ملكات حسن نصر الله العقلية عن إدراك أن مناط فتوى الخميني ( إن قبلناها جدلا ) هو صدورها بحق معتدين محتلين وليس على خلفية اختلاف في الدين أو في المذهب الذي يدفع اليوم حسن نصر الله إلى الوقوف بجانب قاتل أطفال مجرم فاسد ومستبد ، ومتخاذل أمام كل أشكال العدوان الصهيوني , وليس كما يزعم حسن نصر الله نصيرا للمقاومة والممانعة ..
وحين يقيس حسن نصر الله حربه في سورية وقتله للمواطنين السوريين الآمنين في أوطانهم على حربه ضد المحتلين الصهاينة ، ويرى هذه الحرب بالعين الدينية والأخلاقية نفسها .. وحين يعتقد حسن نصر الله أن طريقه إلى الجنة هو في قتل السوريين – المخالفين في المذهب – وذبح أطفالهم واستباحة أعراضهم ؛ ثم يجاب بالصمت ليس من مراجع الشيعة وحدهم وإنما من كل له قلب أو عقل في هذا العالم … فيابؤسى لهؤلاء المراجع ويا بؤسى لهذا العالم ولهذا الإنسان ..