من سجن حلب المركزي
هذا ملخص يسير لمعاناتنا في سجن الموت سجن حلب المركزي أضعها بين أيديكم لتعرضوا فحواها على العاملين في المجلس الوطني والمنظمات الحقوقية التي تناست المعاناة الكبيرة التي يعاني منها سجناء حلب لعلها أن تجد أذناً صاغية.
منذ بضعة أشهر أطلق الثوار معركة باسم: (معركة فك الأسرى) وليتهم ما فعلوا!
فقد باء السجناء بنتائج هذه المعركة ولا سيما نزلاء الجناح السياسي (الإسلامي) فقد حمّلنا النظام أوزاراً من زينة القوم، وقد كان لهذه المعركة الانعكاس العظيم على واقعنا وحالنا، واستفاد من استفاد من غنمها وكان غرمها علينا، وقد كتبت مطولاً عن وضعنا مما نلاقي من عيشة ضنكة والمعاناة الشديدة بسبب قلة الطعام وانعدامه أحياناً ولقد ناقشت ذات مرة الناطق الرسمي باسم حركة أحرار الشام الإسلامية، وهو سجين سابق في صيدنايا عن حصار السجن فصار يلقي علي محاضرات في الصبر ويذكرني بالصحابة الكرام، فقلت له: يا سيدي إن كان الصحابة أكلوا ورق الشجر وجلود الميتة
أما نحن فلا يوجد عندنا ورق شجر ولا جلود ميتة! ووصل بنا الحال أننا لم نعد نفكر بأمر الطعام والشراب بعد الحوادث المريرة المهولة التي مرت بنا وسلّمنا الباري عز وجل إذ لم يشهد تاريخ البشرية تترية كتترية نظام الأسد وجنده ولم يشهد التاريخ الإنساني هجوماً على سجناء عزِّل لا حول لهم ولا قوة بقذائف الآر بي جي والقنابل اليدوية إلا في سجن حلب
وكلما أطلق الثوار رصاصة تجاه السجن يأتي الجند ويطلقون علينا النار من النوافذ والأبواب ومن مبنى الإدارة والمشفى والساحة، وقد أصيب عدة أشخاص وقتل اثنان من
خيرة شباب المسلمين _نحسبهم ولا نزكيهم_ والحال يزداد سوءاً وقد طرق الشتاء الأبواب والوضع صعب جدا وخاصة أننا لا نملك لباساً شتوياً والأغطية المهترئة التي كنا نستعملها وضعناها على باب الجناح لصد محاولة اقتحام الجناح وقد أحرقت بقذائف الآر بي جي ولذا نأمل منكم أن تسعوا جاهدين في المجلس الوطني والائتلاف وخاصة وهم على وشك السفر إلى جنيف أن يبذلوا كل طاقاتهم من أجل وضع حل لهذه المأساة الكبيرة، ولعل هذا العمل من أقرب القربات الى الله ومن أبر الأعمال
وقد كتب الأمير عمر بن عبد العزيز إلى الأسارى من المسلمين بالقسطنطينية أما بعد فإنكم تعدون أنفسكم الأسارى ومعاذ الله بل انتم الحبساء في سبيل الله واعلموا
إني لست أقسم شيئا بين رعيتي إلا خصصت أهليكم بأكثر من ذلك وأطيبه وإني قد بعثت إليكم فلان بن فلان بخمسة دنانير ولولا أني خشيت أن يحبسها عنكم طاغية الروم
لزدتكم وقد بعثت إليكم فلان بن فلان يفادي صغيركم وكبيركم وذكركم وأنثاكم وحركم ومملوككم بما يسأل به فأبشروا ثم أبشروا والسلام.