ألف يوم من جرائم الحرب والموقف الأمريكي لم يتغير: بشار الأسد خيارهم المرعب الأفضل .. فيا مظلومي الشام اتحدوا
يؤكد السيد فورد السفير الأمريكي السابق لدى سورية للقوى السياسية السورية أن الموقف الأمريكي من الثورة السورية لم يتغير !!!
جاء تصريحه المطمئن استدراكاً على إعلان الولايات المتحدة رسميا أنها ستوقف مساعداتها غير الفتاكة ، التي كانت تقدمها للثوار السوريين في الشمال السوري. وحتى لا تختلط العبارة على قارئ ، فليس من معنى أن الولايات المتحدة أوقفت مساعداتها ، غير الفتاكة ، أنها مستمرة في تقديم مساعداتها الفتاكة أبدا …. فالولايات المتحدة التي كان أصل موقفها الذي يبشرنا سعادة السفير أنه لم يتغير أن تسمح لبشار الأسد أن يقتلنا بكل وسائل القتل من العصا والحجر إلى الطائرة القاذفة والصواريخ الاستراتيجية والقنابل الفراغية والحرارية قد قررت منذ البداية أن تدعم هذه الثورة بالوسائل غير الفتاكة فقط ..
ولا يجاوز سعادة السفير الحقيقة حين يعيد التأكيد على أن موقف الإدارة الأمريكية لم يتغير ، وقد ألجأه إلى ذلك أيضا تصريح مباشر وواضح ومعبر عن حقيقة الموقف الأمريكي ، الذي لا تريد قوى المعارضة السورية التعرف عليه ، التصريحُ الذي عبر عنه الخميس الماضي رجل الوكالة الأمريكية السابق السيد ايدن بقوله : بشار الأسد خيارنا المرعب الأفضل بين ثلاثة خيارات . هذه الحقيقة المرعبة هي الأخرى مرعبة ليس فقط للشعب السوري وإنما لكل قوى الخير والحب في المنطقة والعالم .تشكل الاستراتيجية الركينة التي تبنى عليها كل السياسات والقرارات الأمريكية للذين يريدون أن يعرفوا الحقيقة أو يتعرفوا عليها …
وللتعرف أكثر على الاستراتيجية التي لا تريد قوى المعارضة السورية أن تتعرف عليها نذكّر أنه في غضون أسبوع خلا من حديث السيد ايدن مدير الوكالة الأمريكية كان السيد ريتشارد ميرفي السفير الأمريكي الأكثر سبقا في سورية ، والرجل الأمريكي الرصين والصديق المباشر لحافظ الأسد يتحدث عن هذه الاستراتيجية بطريقة أكثر لباقة ودبلوماسية على إحدى الفضائيات السورية وبكل صراحة ووضوح …
يقرر سعادة السفير :
لا نتوقع شيئا من جنيف اثنين ، ومادمت المعارضة قادرة على القتال فلن تقبل بأي حلول نفرضها في جنيف اثنين . سننتظر حتى يتم إنهاكهم ..!!
ويشرح سعادة السفير الوقور استراتيجية الإنهاك هذه بكل جدية وصراحة ، يجب أن تنهك هذه المعارضة . ولكي تنهك لابد أن يكون بشار الأسد ممكنا من استخدام كل أنواع الأسلحة الحربية الثقيلة من طائرات قاذفة وصواريخ بعيدة المدى ..
ولكي يلقي السيد ميرفي على استراتيجية الإنهاك هذه مسحة أخلاقية يضيف : وهناك شعب في سورية أيضا يؤيد بشار الأسد . وأترك لكم تقويم ليس العبارة وإنما الاستراتيجية : استراتيجية خيارهم المرعب الأفضل ، الذي يقوم دعمه على نظرية إنهاك هذه الثورة ، وإنهاك هؤلاء اللاهثين وراء الحل الأمريكي والدعم الأمريكي …
ولكي لا يقطع الطريق عليّ قاطعٌ بالحديث عن تشتت المعارضة السورية ، وعن إسلامية المعارضة السورية ، وعن تطرف المعارضة السورية .. دعوني أقول إن كل ما ذُكر أو يمكن أن يذكر من تعلات لخذلان الشعب السوري ما هو إلا أدوات الإدارة الأمريكية لتمرير سياساتها وإشعار من تريد ذبحهم مباشرة أو بالواسطة بالذنب لاستحقاق الذبح ، إنهم الحمل الذي يعكر ماء الجدول في أعلاه مع أنه يشرب من أسفله ..
ودعوني أقول حقيقة يؤيدها أمسنا القريب ، فأنا أعتقد أنه لو خرج موارنة الشام – سورية ولبنان وهم أهل لذلك – وعلى رأسهم البطرك صفير يطالبون بالحرية لشعب الشام ، وخاضوا ثورة ضد بشار الأسد بالحماسة نفسها التي يخوضها اليوم السوريون لما تغير الموقف الأمريكي من هذه الثورة كما يقول سعادة السفير فورد ..
وبعد ألف يوم على الثورة وحتى لا يجلد الثوار أنفسهم على إسلامهم ، أو على شعاراتهم أو على برامجهم .. عليهم أن يتذكروا أن الولايات المتحدة والغرب المسيحي سبق أن خذل أشقاءهم المسيحيين في لبنان على مدى عقدين من الزمان بالطريقة نفسها التي يخذلهم اليوم بها . وعودوا إلى مفردات تلك الأيام واذكروا ما أقول لكم .
الولايات المتحدة لا تعرف على وجه اليقين من قتل الشهيد الحريري ، هل تصدقون هذا ؟!! وبنفس الطريقة هي لا تعرف من قتل جبران تويني والحاوي والقصير … ولا تعرف من قتل الرئيس رينية معوض وهي لا تعرف من قتل الرئيس بشير جميل ؟!!! ولا أريد أن أقول هيى لا تعرف من قتل الزعيم كمال جنبلاط ولا من قتل المفتي حسن خالد ولا من قتل الباحث صبحي الصالح ولا من قتل الصحفي سليم اللوزي …!!!!
إن استراتيجية الولايات المتحدة ومن يسعى في ركابها تقوم على استراتيجية تاريخية ثابتة لا تتغير كما قال سعادة السفير فورد بالضبط :حرمان أهل الشام من نعمة الحرية ، ومن العيش في ظل ديمقراطية حقيقية . ولم تجد الولايات المتحدة قامعا لمشروع الحرية والديمقراطية في المنطقة مثل حافظ وبشار الأسد ولذلك فهي لن تستطيع التخلي عن خيارها المرعب والمفضل في الوقت نفسه …
إنه وبعد ألف يوم على ثورة شعبنا أو بعد ألف يوم على حرب الإبادة التي يشنها بشار الأسد على شعبنا بتواطئ دولي وإقليمي متعدد الأقطاب آن للثوار السوريين وللساسة السوريين أن يدركوا هذه الحقيقة وأن يواجهوها بجدية ومسئولية …
ليس المطلوب من القيادات السياسية إدارة الظهر للإدارة الأمريكية ولا لأي قوة دولية أو إقليمية ، ولكن المطلوب أن نتعاطى مع المشهد على بصيرة ، وأن نتبنى استراتيجية غير استراتيجية التعويل والتأميل والانتظار ولأرفع صوتي لكل من وقع عليه الظلم على أرض الشام : يا مظلومي الشام اتحدوا …
اتحدوا في وجوههم جميعا لنسقط بشار الأسد ولندحر من يرى في بشار الجريمة والإثم خيارا