أحد عشر ألف إنسان في كشف أولي..إنسانية القرن الحادي والعشرين قتلتهم..لاهاي قبل جنيف وأهم منها
الأخطر والأهم من جنيف ومن فيه وما يدور فيه من عبث هو الكشف الموثق عن رأس قمة جبل الجليد لحرب الإبادة التي تديرها إنسانية القرن الحادي والعشرين ضد شعب معذب ومستضعف تواطأ عتاة العالم أجمع على دمه وظنوا أنهم قد تمكنوا منه على النحو الذي رسم طغاة قريش ليلة الهجرة . يقتلون محمدا ويضيع دمه بين القبائل بين الروس والصينيين والإيرانيين واللبنانيين والأمريكيين والأوربيين ..
رأس جبل جليد الجريمة الموثقة بأحد عشر ألف شهيد قتلوا تحت التعذيب وبالتجويع في الزنازين المظلمة التي يديرها بشار الأسد عميل المجتمع الدولي أو عميل جاهلية القرن الحادي والعشرين الذين ما زالوا يتواطؤون على حمايته ويتنافسون على شراكته ..
توقف التاريخ الإنساني منذ أيام عند ذكرى الهولكست النازي المدان والمستفظع ، والنازية والفاشية والستالينية ، شاء من شاء وأبى من أبى ، هي بعض معطيات ما يسمونه حضارتهم الإنسانية التي أعلنت موت الله وتسود نزعة الشر في هذا الحيوان الذي يزعمون أنه أصبح بفعل التطور إنسانا!!!
إنّ أي إدانة مهما كانت بلاغة صياغتها لن توفي جرائم الإبادة تلك بعض حقها .
النازي وجرائمه ضد ملايين البشر . وخمسون مليون إنسان من لحم ودم وأمل كان التقديرَ الوسطي لجرائم ستالين الثوري !! . ولكن ما تسكت عنه ( الحضارة الإنسانية في القرن الحادي والعشرين ) مما يجري في سورية اليوم هو أبشع وأشنع وأقسى من كل ما ارتكبه النازي والفاشي والستاليني وكل ما ارتكبته كل الوجوه القبيحة التي قتلت والتي تقتل أو التي تأذن بالقتل أو التي تتواطأ بالسكوت على القتل ..
ولعل الأخطر والأبشع من جريمة القتل فيما تم اكتشافه هو طرائق القتل نفسها . طرائق القتل التي تؤكد أن الإرهابي الأول في هذا العالم هم هؤلاء المجرمون الذين غادرتهم منذ ولادتهم الوضيعة كل المعاني والقيم الإنسانية
لا يعني شيئا أن يتوقف البعض تحت لافتة إدانة المجرم أو المطالبة بمحاكمته . فماذا يعني البصاق في وجه الضفدع ؟! إن مسئولية حرب الإبادة التي تدار منذ ثلاثة أعوام على الشعب السوري والتي ستتكشف أوراقها في غدها القريب بإذن الله تقع في مسئولية الإنسان والإنسانية وكل النظم والمواثيق التي توصف بأنها ( إنسانية ) أو ( حقوقية ) وفي مسئولية كل الأنظمة التي تتحدث عن ( حرية ) أو ( ديمقراطية ) أو ( حقوق إنسان ) ..
شركاء الجريمة الذين يجب أن يفرزهم كل السوريين وأن يميزهم كل السوريين وأن يكرسهم أعداء كل السوريين هم القائمون على كل المؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية والدول التي أخذت على عاتقها حفظ الأمن والسلم الدوليين ثم تواطأت أو سكتت عن قتل السوريين …
شركاء الجريمة الحقيقيون ليسوا الساكتين عن الجريمة فقط بل هم هؤلاء الذين لا يزالون يصرون على المستوى السياسي على اعتبار منفذي الهولكست ضد الشعب السوري المستضعف البريء شركاء سياسيين على المستوى الدولي وعلى المستوى الوطني السوري ..
شركاء الجريمة الحقيقيون هم الذين دعوا إلى جنيف بدلا من الدعوة إلى لاهاي ، عقدوا الشراكات مع القتلة والمجرمين بدلا من تحمل مسئولياتهم الإنسانية والحضارية والحقوقية إزاء حرب إبادة ينفذها شركاؤهم التاريخيون ، شركاؤهم في كل ما مر على سورية وعلى السوريين والذين لم يستطيعوا رغم كل ما ظهر من بشاعتهم وقباحتهم أن يتخلوا حتى الآن عنهم .
سيحاكم الشعب السوري على طريقته في يوم قريب كل هؤلاء القتلة والمجرمين ولن تكون سورية إلا لأهلها إلا لأهلها الحقيقيين الذين صنعوا حضارتها وساروا تحت ظل القيم التي غرسها أنبياء الله على أرضها . القيم التي لم يعرفها يوما القتلة والمجرمون وشركاؤهم وداعموهم والمتواطئون معهم والصامتون عليهم . ..
إدانة الجريمة والمجرمين وشركائهم لن تكون ببيان ولا بمقال ، إدانة الجريمة والمجرمين وشركائهم أكبر من ذلك وأبعد أثرا من ذلك ، إدانة الجريمة ستكون بفعل ثوري حضاري يفجر طاقات الإنسان السوري ويوظفها في صياغة مشروع حضاري إنساني يعيد للسوريين مجدهم ويعيد للإنسانية نعم للإنسانية جمعاء التي كتبت كل فكرها بحرفنا إنسانيتها.. .
وهذا هو جوهر مشروعنا وسر ثورتنا أن نعيد لكل هؤلاء الذين فقدوا المعنى الإنساني إنسانيتهم ..
وسنفعل ذلك كما موسى وعيسى ومحمد بكلمات الله ، وسنرد على الذئاب التي تغرس أنيابها في لحم أطفالنا وعلى شركائهم الذين يتركونهم يعيثون فسادا على أرضنا : الله لم يمت والله حي باق لا يموت والله معنا ..