وتدخل ثورتنا عامها الرابع ، وسط تكشف المزيد من الحقائق ، وبروز الكثير من المستجدات والتحديات السلبية منها والإيجابية ، ووسط امتلاك المعنيين بالثورة على كل صعيد الكثير والكثير من المعطيات . لقد أصبحنا ونحن غرة العام الرابع من الثورة في مقام من يقول : لو استقبلت من أمري ما استدبرت . وها نحن نريدها على ألسن فرق من رجال الرأي والفكر نريدهم أن يعيدوا استقبال الأمر الذي استدبروا وأن يعيدوا استشراف موقف جديد لمصلحة الأمة والشعب والثورة ومشروعها الحقيقي . دعوة للتفكير أضع بين يديها هذه الرسائل السبع …
الرسالة الأولى : أن الاسترسال الطريقة غير المنتجة تجعلنا ندور في مثل تيه بني إسرائيل أربعين سنة ..!!
الرسالة الثانية: أن الفرق بين الثبات والتصميم يجليه للعارفين وطالبي العلم ما كان من أمر رسول الله يوم بدر بين غير ذات الشوكة وذات الشوكة ثم ما جرى تحت أسوار الطائف في حصارها الأول ….
والرسالة الثالثة : وهي رسالة مهمة أن للموقف الواحد عند تقديره آفاقا عديدة ، وزوايا نظر مختلفة ومتباينة ، وإنه لن يقدر الموقف حق قدره من يكون حبيس زاوية رؤية واحدة . أو من يخطف عينيه أفق واحد تتسمران عنده ..
والرسالة الرابعة : أن المواقف الإنسانية والدعوية الخالدة التي صنعها الأبطال عبر التاريخ من قادة وشعوب ، وكان حظ أمتنا منها كبيرا ، جلها قامت على التضحية بمنافع اللحظة تساميا فوق كل مشاعر الرغبة والرهبة والحرص الطمع والخوف أو حب الانتقام …
الرسالة الخامسة : أن جملة المستجدات والتحديات التي فُرضت على مسيرة الشعب السوري نحو مشروع دولته وعدالته وكرامته أصبحت أكبر من أن تُغفل ، وأكثر من أن تُتجاوز ، ولم تعد هذه المستجدات مجرد مدخلات إضافية على المشروع الأصلي بآفاقه ، أو على الصراع الأساسي بين محوريه . وكل ذلك يقتضي شجاعة في المراجعة ، وقدرة على اتخاذ قرارات جريئة وصعبة ، بالعود الحميد بالتفكير إلى نقطة البداية لإسقاط المعطيات التي يجب إسقاطها ، وإغفال الوعود التي نكث أصحابها ، والبناء على الصحيح من الصداقات ، وطرح ما تبين زيفه من الأوراق …
الرسالة السادسة : تفرض علينا أن نتساءل هل ضرورات المعركة في ظروفها التي تزداد صعوبة يوما بعد يوم تجيز لنا أن نتحالف مع مشروعات عن يمين وشمال تتناقض مع أصل مشروعنا ؟! أو أن نسكت على ما ثرنا رفضا لمثله ، وضحينا بكل هذه الدماء الزكية العزيزة طلبا للخلاص منه ؟!
الرسالة السابعة : ما يزال هناك الكثير مما يمكن أن يقدم أو أن يقال إن تقدير الموقف واستشراف آفاقه وأبعاده أكبر من أن تحيط بها أسطر أو رؤى فردية ..
إن ما نحن فيه يقتضي لقاءات جادة قاصدة مستدامة لأصحاب الأحلام والنهى من رجال العلم والرأي والفكر والسياسية والتقدير والتدبير …
تلتقي مجموعات التفكير على في دوائر يضم أفرادها اختصاص ليستقبلوا من أمرهم الذي استدبروا . ولينصحوا لأمتهم ولشعبهم ولوطنهم في عصر عز فيه الناصح وقل الناصر ..
دعوة تخص وتعم وتنداح في دوائرها إلى مجموعات عشرية يضبطها أولا تقوى الله ثم القول السديد عسى أن تصلح أعمالنا …
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ )) ..