للاعتراف هذا التعبير ( الوجه البارد الميت .. ) ليس من وضعي . لقد سمعته لأول مرة منذ سبع سنين تقريبا من أخ موريتاني . كان يحدثني عن وفد عربي موسع زار سورية بمناسبة فوز بشار الأسد في الاستفتاء الرئاسي السابق .
قال الرجل كنا مجموعة كبيرة من القوميين والمثقفين العرب نزور سورية للتهنئة بالفوز ، وللشد على اليد . وتواطأنا بعد أن قيل لنا أنه سيكون لنا لقاء مع بشار الأسد على مفاتحته بشأن الإصلاح والانفتاح ، فقد كنا مع اقرارنا بموقف سورية الممانع – هذا رأيه طبعا – مجمعين على اختلاف مشاربنا على حاجة سورية إلى الإصلاح والانفتاح والتعددية …
قال الرجل ورتبنا الموقف ، وحددنا ناطقا ذا وزن يتكلم بالموضوع ، وبمؤيدين يشعرون الرئيس بأن القضية إجماعية عند الوفد العربي الذي كان الإعلام السوري يحتفي به كثيرا . ومضى الأمر كما كان مرتبا وبنجاح كبير . فقد استطاع الرجل المكلام أن يحشد كل المؤثرات القومية والتاريخية والإنسانية والسمعية والبصرية ، رغّب وحسّن وجمّل وضرب الأمثال ، وساق الشواهد ثم تبعه على كلامه مؤيدون ، ومساعفون ومساعدون ثانيا وثالثا بل سادسا وسابعا وثامنا ..
يقول الرجل القادم من موريتانيا ، والذي وعد ألا يعود لزيارة سورية في مثل هذه المهام القذرة ، الوصف بالقذرة من عنده لأنه يزعم أن الذين أغروه بالحضور وهو شخص ذو مكانة في بلده منّوه بأن يكون له دور في صنع انفراج في بلد عربي مثل سورية ..