عندما أعلن جون كيري منذ أشهر قليلة عن الصفقة الأمريكية – الإيرانية والتي نصت على إعطاء فرصة لجمهورية حسن روحاني حسم وجزم أنه لا علاقة بين الملفين الساخنين الحاضرين على طاولة السياسة الدولية : النووي الإيراني الصامت والسوري النازف بشلال من دماء الأبرياء .
اليوم والعميل المكعب الوجوه : ( الأمريكي – الروسي – الإيراني ) بشار الأسد يؤدي قسم الرئاسة المزيفة الباطلة فهو إنما يفعل ذلك بفعل بل بفضل سياسات وجوه الشر للمكعب أجمع الأمريكي والأوربي أولا والروسي والإيراني ثانيا ..
قال السيد جون كيري أنه لا علاقة بين الملفين النووي الإيراني – والسوري ؛ ويريد منا ومن كل أحرار العالم أن يصدقوا !! ذلك أن السقف العقلي لرجل مثل جون كيري لا يستطيع أن يربط بين إيران المستنزفة اقتصاديا ليس بفعل سياسات الحصار الدولي فقط ، بل بسبب غرق إيران في المستنقع السوري . حيث لا يمكن لأحد في عالم السياسة ولا في عالم الاقتصاد أن يشك في أن الممول الأول بل الممول الوحيد لبشار الأسد وجرائمه في المنطقة وفي العالم هو بئر النفط الإيراني .
في طريقنا إلى السنة الرابعة من الثورة ومن القتل والتدمير التي يمولها بئر النفط الإيراني الذي أنقذته الصفقة الأمريكية – الإيرانية من منحته وصبت في حجره المزيد من المال برفع العقوبات أو تخفيفها عن بئر النفط الإيراني أمريكيا وأوربيا بمعنى تمكين إيران من صب المزيد والمزيد من المال في تمويل مشروع احتلال سورية وقتل إنسانها وتدمير حضارتها ..
وفي الوقت الذي يلاحق العالم أجمع بكل منظومته الأمنية وشبكاته الاقتصادية أي درهم أو دينار يتبرع به مسلم على باب مسجد لإطعام جائع سوري شريد شردته القذائف الإيرانية بالمال المفرج عنه أمريكيا وأوربيا .
تداولت منذ أيام قليلة وكالات الأنباء العالمية والفضائيات والصحف خبر مهما وخطيرا ، خبر إلقاء القبض على امرأة في مطار هيثرو تحمل
( عشرين ألف يورو !!!) لتمويل الإرهاب . عشرون ألف يورو فقط تصبح قضية سياسية وإعلامية وأخلاقية وجريمة دولية بينما مليارات الدولارات التي ضخها الأمريكي والأوربي يوميا في الخزانة الإيرانية أي في ميزانية الحرب المباشرة على الشعب السوري حياته وهويته وثقافته وحضارته لا علاقة لها بلف جريمة الإبادة التي يديرونها ضد الشعب السوري …
هذه الحقيقة الناطقة وحدها تنادي بالرقم الواضح الشفاف على حاملي لواء الثورة السورية الذين ما زالوا يقفون بأبواب الآخرين أن أفيقوا واحذروا ..
وعندما يقول كيري إن الصفقة الأمريكية – الإيرانية حول النووي الإيراني لا علاقة لها بما يجري على الأرض السورية ؛ ثم يترك المدى لإيران مفتوحا لتزويد بشار الأسد بكل أنواع السلاح الإيراني المصنع والمستورد ولا يزال هو وحكومته يفرض الشرط تلو الشرط على تسليح الأبطال الذين يدافعون عن عرض وعن أرض إنما يمارس نوعا من الكيلين بمكيالين ومن الكذب البواح الذي يحاصره كما يحاصر كل الذين ما زالوا يأملونه أو ينتظرونه في مربع للبلاهة العمياء ..
وعندما يعلن كيري أن الصفقة الأمريكية – الإيرانية لا علاقة لها بما يجري على أرض سورية ، ثم يغض الطرف عن الزج بعشرات الألوف من تابعية الولي الفقيه المنظمين المدربين والمجهزين ومن كل أنحاء العالم في معركة قتل الشعب السوري دون أن يجد فعلهم رد الفعل المكافئ ؛ لا على مستوى القانون الدولي من حظر وتجريم ، ولا على مستوى الإقليم من استجابة استراتيجية تحسم مادة الشر أو تضع حدا له …
وبينما يسكت كيري ومحازبوه عن عصابات الولي الفقيه التي بلغ تعدادها أكثر من خمسين ألف مقتل ، يظلون لا همّ ولا حديث لهم إلا قتل السوريين وانتهاك حرماتهم ، فهي تخلع على أفراد استفزتهم الحمية لنصرة الشعب السوري ، لقب الإرهاب . وتختصر فيهم وبهم المشهد ، تختصر فيهم وبهم قضية شعب خرج يطالب بالحرية وبحقوقه الآدمية ، لتشغل العالم كل العالم بالشراكة مع إيران وبشار بهم …
من حقنا ودمنا في سورية ينزف وحرماتنا تنتهك والقاتل المجرم المبيد والمبير يقسم يمين الرئاسة من جديد أن ننبذ إلى كل الذين لا يزالون يؤملون بوجه من وجوه مكعب الشر المتآمر والمتواطئ علينا على سواء . ونعلنها واضحة صريحة : بعضكم أيها الأشرار المجرمون من بعض ..