المرأة المرأة
لا تدعوها تنظر!

خطاب خاطئ مستغرب يتداوله كثيرون هذه الأيام على المواقع والصفحات، من قبيل: “لا تشح بعينيك، وانظر إلى الجثث.. واجعل أولادك ينظرون.. وإذا لم تنظر فقد خنت…!!! وما إلى هنالك من الخطابات العاطفية غير العقلانية والتي ليست من الدين في شيء.

بل الإسلام ينهى عن هذا، وخصوصا النساء والأطفال، فقلوبهم رقيقة ضعيفة لا يحتملون رؤية هكذا مشاهد، فمنظر القتيل يكون له رهبة في نفس الرائي، فكيف به إذا كان الرائي امرأة أو طفلا، فترى قريبها أو عزيزًا عليها أو شبيها له وهو مجندل على الأرض، والدماء تسيل منه، وقد مُثّل به، إنه منظر مؤلم، ومقزز للنفوس، ومهيّج للبكاء وموهنٌ لأنفس البعض…

وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام أحمد عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: “لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى، حتى إذا كادت أن تشرف على القتلى، فكره النبي -صلّى الله عليه وسلم- أن تراهم، فقال: (المرأة المرأة)، فتوسمت أنها أمي صفية، فخرجت أسعى إليها فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى، قال: فَلَدَمَتْ في صدري، وكانت امرأة جَلدة، قالت: إليك عني لا أرض لك، فقلت: إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عزم عليك..”

وقول النبي – صلّى الله عليه وسلم -: ( المرأة، المرأة ) أي: أدركوا المرأة، والحقوا بها، واجعلوها ترجع كيلا ترى منظر القتلى، لأنّ بعض المناظر تؤثر في النفوس.. فيوم أحد كانت يوم نكبة كبيرة على المسلمين قتل فيه كثير من أصحاب النبي رضي الله عنهم أجمعين.

وكذلك الحال في مشاهد المصابين وغيرهم، ففي الحديث الحسن الذي أخرجه ابن ماجه أن رسول الله – صلّى الله عليه وسلم – قال: “لا تديموا النظر إلى المجذومين”.

⚠️ فانتبهوا يا رعاكم الله، ولا تدخلوا ما يؤذي على نفوس نسائكم وأطفالكم… بل لا تدخلوا عليهم ما يزيد خوفهم وينعكس على معنوياتكم، ولكن حدثوهم عن المآسي وعن صبر المؤمنين وأجر المجاهدين الثابتين، نسأل الله الفرج العاجل والنصر على الكافرين لنا ولسائر المسلمين.